|
عبث يخص الذاكرة فقط
رنا سفكوني
الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:30
المحور:
الادب والفن
إلى ذلك الذي يتألم وحيدا بين ضلوع الوقت ..... مستوحشا لغربة دخلت غرفه الفارغة .... يشتهي ضجيجا تقليديا .... يشتهي حياة تقليدية ..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم جميل هذا البرد الذي أطلقته في جسدي ......... سأترك معاطف الشتاء جانبا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسحبني البحر خلسة .......... يعري ضجري ......... ويلقيني زبدا يستلقي على الشاطئ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتسلل الفراغ خارجا ينتابني القلق بعدها ............ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلف بوابات المدن كان الجوع رماديا......... قدحا وراء قدح.......... لا بيوت لا جدران لا مدينة لا شيء سوى جوعا رماديا . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تقرأني أرتجف فتدثرني بصمتك المجنون .......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي أمي هي وجهي الآخر في السماء هي الوطن حين تلفني تحت الرداء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم نسأم من وجوهنا حين نتفقدها في المرآة وكم نشتاقها حين نتحسسها على صفحة الماء . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا طفلا أراد حنانا مختلفا فنام تحت الياسمين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصبح القمح أشهى عندما مررت على القمح يدك السمراء ريحا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث روحك عن ازدواجية الرقص حتى يخرج طفلك حرا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأوراق الحور ذاكرة مع النسيم كم كانت عميقة كم عرتها بياضا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحده المطر من يرسم على جدران شرفتنا بلغة اللون الأخضر . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل الريح تقتل الفراش أم أنها تموت كما تشتهي . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذاك الطير غنى أعواما للقمح فأزهر جسدك خبزا وخمرا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضعيفة حالة الاحتراق لا تستطيع إيقاظ ألم غير ألم الاحتراق ......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشرق الشمس ليس كما نريد لأن رخام القبر ينام فوق الجسد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو ذا وجه على الأرض تعكسه السماء مختلف قليلا لكنه مؤلم . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انعتاق يتأصل في زوايا غرفي وحده الملل يشدني إليه ولا أشد نفسي لشيء آخر . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبحث بين الأغاني عن كلمة ضائعة نكمل بها رسائل لن نرسلها لأحد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدعوني للرقص فينهض جسدي واعيا لأراك تحزم حقائب السفر وتترك رسالة على طاولة الليل . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت الطرق على الباب نهضت فتحت الباب فتفاجأت برجل لا يقف على الباب . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحلم .... وأحلم .... مازلت أحلم .... ثم استيقظت . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحتضر ونفكر بزمن مضى لماذا لا نتحسس الزمن القادم ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه برد الأيام الخريفية يشبهني حين أتعرى ضجرا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غريب ما يحدث في الهناك بعيد قليلا مع أني لا أراه لكني أتحسسه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتَ لي : أحب اللون الأزرق في عينيك استيقظتُ نظرت في المرآة وكانت خيبتي كبيرة بقدر ذهابي للبحر . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل نحتاج حالة لنعيد زمن الكتابة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما لا أستطيع إغلاق ذاكرة تسكنها سأنتحر كتابة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة في الذاكرة تشبه القمر مضيئة مثله بعيدة مثله ........... تشبه القمر مرة أخرى لكنها أكثر إضاءة وأكثر بعدا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحس أنك تلمس يدي عندما تتخيل ذلك . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقع الخطى نفسها لكن الظل مختلف . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للاستيقاظ أشكال مختلفة مرة تصحو أنت.......... مرة تصحو أنتما .......... مرة تصحوا أنتم ........... لكنك لم تصحو هي . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصفورة وزنبقة ونافذة تتثاءب صباح الخير . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غبار الطلع يغطيني ليأتي ندى جسدك ويعريني مطرا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيهما أكثر حزنا وتفردا ... ؟ الوردة بلا شوك ... أم الشوك بلا وردته ... ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشبهني ولا أشبهك .... أتساقط كما النرجس تمتصني كما المطر .... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحب الأرض طائرا فيهجرها بمواسم الرحيل . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسمعينني حينما أصمت ؟ أما أنا فلا اعتبار عندي لزمن الحين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا حكاية مختلفة . هنا يصبح الوطن طريقا للهاوية هنا تباع أثوابنا بالمزاد العلني سرا . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظلي على الأرض يشبه وجودك في المنفى وحيدا هذا ما بقي منّا . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيملك الثلج دفئا خاصا حتى يذوب . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيكون من صنع الشمع عارفا لما يجري بين عاشقين في ظلها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترى .... ماذا قال لها في صمته حتى توارت الشمس هكذا ....؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يخاف إنسانك من اجترار الحقيقة لأنها تنمو تحت الأظافر أتخاف حقيقة تستوحش غربة ولا تخاف قص الأظافر . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين أصابع يدي كان الطير يرقص مجنونا حتى أطراف جسدي أزهرت ريشا أخضرا , حقلا أخضرا تعبت يداي من حركة الطير تعبت من جنون الطير أطلقته...... بقي عالقا على أطراف روحي وحلمت به يرقص مجنونا بين أصابعي . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا يصنع القلم غير الرسم والكتابة ومغازلة الأصابع على المساحات البيضاء ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيقظتني عصفورة الصباح فوجدتك تعدين رائحة القهوة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقلب الفجر مرآتي ينظر لوجهي فيها فلا يرى سوى التكرار يتثاءب..... يعيدها ... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تتعرى من الوجع تسقط نصف روحك في الهاوية . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين أسمع صوت البحر أتأكد أنك ترتل في البعيد . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحببتك رجلا صحراويا لم أعتقد أن كل هذا الماء في أعماقك . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعيد هو الآن لكن أنفاسه حاضرة تعبث في غرفتي . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الريح أعنف حينما مرت يدك أمام وجهي . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النغمة الشرقية تكرر نفسها وتترك في روحي لمسة الخلود. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعدني لحالة الخوف تلك كم أشعر حينها بالأمان . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجاهل أنك أنت وستبدأ محاكمتك الحقيقية له ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميلة تلك الشجرة منفردة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كأنك وجع يشتهي راحة ما ويحلم بألم اقل . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأرسم ياسمينا على جسدك حتى يزهر حقلي الذي أشتهي . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن فقط ... امتلكت المسافة بين سجائري وشفاهي .... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
........ ......... ...........
صمت لم أقصده . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيث تتشكل النار ....... هناك تجمع للفراش ......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم كانت لي رائحة القمح ....... وكم كانت له رائحة النبيذ في آخر الكأس . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذاكرة أخرى ....... لا يملئها سوى عبق للياسمين . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حالة لاحتضار الورد ....... لم أستطع ترقبها ....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت قادم من الزمن العتيق ....... كم كنت جميلة حينها ....... كم كان اللحن المغناج يدعوني للرقص المجنون . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها القادم ....... أنتظر الإطلالة الأولى لروحك . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تختزلني عبارة وحيدة ....... بقيت في آخر الكأس ........... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا البياض غير اعتيادي ..... هنا أصابعي ترتبك على وجهك ..... حيث لم يعد هناك امتداد لها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#رنا_سفكوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدن للتعب
المزيد.....
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|