|
تشكيل حكومة وطنية ضربة لتكتيك واستراتيجية الإرهاب
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 01:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نتائج الانتخابات الأخيرة وما أوجدته من منعطفات وتجليات الأوضاع السياسية للتكتلات الكبيرة وسعيها للاستئثار عندما مررت قانون الانتخابات غير العادل والذي وقفنا ضده وضد تمريره من اجل المصلحة الوطنية العامة وهذا لا يعني الوقوف مع الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا والعكس هو الصحيح وبسبب الصراع بين الكتل وأسباب متعددة فقد تواصلت التفجيرات الإرهابية على الشعب العراقي بجميع مكوناته ولم تسلم مكونة إلا ودفعت ضريبة الدم والتدمير ولم تسلم أية بقعة من ارض العراق من الجرائم البشعة والتي استخدمت فيها السيارات والأحزمة المفخخة والعبوات اللاصقة والاغتيالات والخطف ... الخ وبعدما كنا نسمع بالمقاومة المسلحة التي تحارب الأمريكان وبقدرة قادر أصبحت توجه جل حقدها ضد العراقيين وتحاول قتل اكبر عدداً منهم ولا يختلف اثنان أن الإرهاب بجميع أشكاله بدأ بتغيير أساليبه وفق تكتيك جديد بعدما فشل في تمرير شعار ضد الاحتلال أو الاحتلال هو الذي يقوم بالتفجيرات وانتقل إلى شعار بالضد من الحكومة العميلة!! وبعدما أصبح في وضع لا يحسد عليه وبخاصة استمرار تقوية الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وتعاون المواطنين اتجه إلى المناطق السكنية والشعبية في محاولة لإثبات انه ما زال قوياً وذلك باستهدافه المباني السكنية ولعل هذا التكتيك يذكرنا بما حدث في الجزائر وكيف زحف الإرهاب التكفيري إلى القرى وقتل المئات من الفلاحين ونسائهم وأطفالهم ولعل التقارب والتشابه بين التفجيرات يذكرنا أن الإرهاب بشقيه السلفي والأصولي لن يثن جهداً من اجل توسيع دماره وضحاياه إذا ما رأى نفسه محاصراً وقواه تضعف لكي يثبت انه ما زال قوياً ويستطيع أن يفعل ما يشاء لكن ذلك لن ينطلي على احد فلو قارنا مناطق الجنوب والوسط وقبلها الإقليم لوجدنا أن عمليات الإرهاب باتت أكثر صعوبة وتكاد أن تكون معدومة وبما إن بغداد تشكل عصب الإعلام وباعتبارها العاصمة وفيها دوائر الدولة والبعثات والسفارات العربية والأجنبية وأطرافها المترامية فقد ركزت العمليات الإرهابية وبنوعية جديدة مضاعفة عن السابق على العاصمة متوخية منها خلق حالة من الفزع والخوف بالعودة إلى السنين السابقة التي كان العراق يشهد يومياً عشرات التفجيرات المختلفة وبالتالي نقل صورة مشوهة للعالم الخارجي أن العراق بلد غير آمن وانطلاقاً من هذه القاعدة فقد اتسعت كماً ونوعاً التفجيرات بواسطة الانتحاريين مستخدمين حتى الأحداث الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم ما بين ( 10 سنوات و15 سنة) لأجل إلحاق اكبر الخسائر بين صفوف المواطنين المدنيين وليس الأمريكان أو غيرهم ونسف بيوتهم ومحلاتهم التي يرتزقون منها وبالتكتيك الجديد فإنهم يستهدفون المناطق الهشة امنياً ليحققوا الهدف الذي يسعون لتحقيقه وهو إفشال العملية السياسية والعودة للسلطة كما في السابق متناسين أنهم منبوذين من أكثرية الشعب ومع كل ما مر فإن الأجهزة الأمنية تحتاج إلى إعادة هيكلتها وفق الضوابط الوطنية وقد تكون التقصيرات من جانب البعض منها ثغرات تستغل من قبل الإرهاب ولا يجوز التساهل مع الذين يقصرون في واجباتهم الأمنية للحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، الجدل حول التفجيرات الأخيرة اخذ جانب أحادي الشكل في الكثير منه لكن أكثريته وضع اللوم على الحكومة والأجهزة الأمنية وهو تقصير واضح وكأنه يغفل ما يخطط له من قبل المنظمات الإرهابية والبعثصدامي الذي هدد في بيان صدر في 7/4/2010 بكل صراحة بعد سلسلة التفجيرات والقتل العشوائي وتهديم مساكن المواطنين ومحلاتهم بان استراتيجية جديدة سيتبعها " وأن أصابع مقاتلينا ستبقى ضاغطة على الزناد حتى التحرير الكامل " وقد وصف الحكومة الحالية " بالمجرمة والعميلة للقوات الأجنبية " أي تحرير كامل ؟ وأي قوات أجنبية يوجه نحوها الزناد ؟ وهو موجه بالأساس ضد الأبرياء الملاحقين على ما يبدو من قبلهم قبل أية جهة أخرى وقد يكون السبب موقف الأكثرية من الشعب بالضد من النظام السابق و المشاركة في الانتخابات، ولماذا لم يكن مستعداً مع قيادته التي هربت وهي ترى البلاد تحتل من قبل القوات الأجنبية؟ لا نشك ولا للحظة واحدة أنهم سيستميتون من اجل توسيع رقعة أعمالهم الإجرامية وقد تكون الأساليب التي ستتبع جديدة وفق تكتيكات غير مسبوقة وقد تستغل الخلافات لتشكيل الحكومة وتقاسم الكعكة الطرية للقيام بتفجيرات جديدة تشمل مناطق قد تكون آمنة أكثر من العاصمة ولهذا تقع على عاتق الكتل التي تتصارع فيما بينها التخلص من حالة الاحتقان والتوتر واللجوء إلى التهم في وسائل الإعلام تشكيل الحكومة الجديدة على أساس حكومة للوحدة الوطنية بشكل حقيقي وليس حكومة محاصصة سياسية بدلاً من المحاصصة الطائفية والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه ما يواجه العراق من مخاطر حقيقية قد تؤذي الجميع وبدون استثناء وبما أن جميع أصابع الاتهام تشير على الفاعلين وتنظيماتهم فان من الواجب الكشف عنهم وعن اعترافاتهم وتقديمهم إلى العدالة لكي يقتص القانون منهم، لقد عانى شعبنا من الجرائم اللاانسانية من تفجيرات وقتل عشوائي وجرائم متنوعة وقدم التضحيات الجسام من اجل نجاح التجربة الديمقراطية وتحدى الإرهاب بكل بسالة ونكران ذات وتصدى للإشاعات والتهديدات وهو يضع أصابعه في قناني الحبر الانتخابي ليقول للعالم انه شعب محب للديمقراطية والسلام محب للحريات والمساواة فعلى من قدم لهم صوته أن يبرروا ثقة الناخبين بهم ويكونوا حريصين على المضي في طريق السلامة الوطنية وتحقيق الأمن والتفاعل مع مطالبهم التي هي القاسم المشترك بين الطبقات والفئات الاجتماعية المتضررة الفعلية من جرائم الابادة الجماعية التي هي شعار فاقدي الضمير والوجدان عليهم أن يجدوا الطريق السريع للوصول إلى قيام حكومة وطنية تخدم مصالح الجميع وليس مصالح فئة أو طائفة أو حزب دون أخرى وعلى الرغم من التزوير والخروقات التي شابت العملية الانتخابية الأخيرة لأسباب كثيرة وبسبب قانون الانتخابات الجائر الذي يجب أن يعدل لضمان حقوق جميع الكتل والأحزاب العراقية فان الواجب الملح التفكير الجدي لضمان حياة المواطنين العراقيين وأماكن عملهم وسكناهم، الحفاظ على العراق وشعبه من القتلة الأوباش الذين لم يراعوا لا حرمة امرأة ولا شيخ ولا طفل ولا مريض ولا عاجز بقتل وإصابة العشرات من الأبرياء وتفجير سبع أبنية سكنية في يوم واحد وقبلها في العديد من مناطق بغداد والعراق وهم يتوغلون في الجريمة معلنين المضي في الابادة الجماعية التي يعتبروها مشروعة وهي بالضد من جميع الشرائع الدنيوية والدينية والإنسانية
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسيرة فكرية وثقافية وسياسية معطاء
-
لا توجد معالجة لظاهرة البطالة والأمية بشكل صحيح في العراق
-
اقتراح إلى وزير الخارجية هوشيار زيباري!
-
لا غرابة من نتائج الانتخابات وفق قانون الانتخابات اللاديمقرا
...
-
وافق شنٌ طبقة في قضية الرئاسة والكرد العراقيون
-
جارتي مسرح العمر قصير
-
أين ذهبت أصوات حوالي 6 .37% وأصوات الخارج (7. 85%) ؟
-
الإجحاف يلاحق المرأة العراقية والعاملة بالذات
-
لابد من التغيير وإلا......
-
فتاوى لإيقاف عجلة التطور ولإعاقة تقدم المرأة في الحياة
-
علامات البداية في الخرق الدعائي والانتخابي
-
الثامن من شباط الممتلئ بالظلام
-
قائمة اتحاد الشعب تمثل طموح ومصالح الشعب العراقي
-
النرويج دون مركز انتخابي بينما في السويد ( 7 ) محطات انتخابي
...
-
ذكرى الشهيد عبد الجبار وهبي - أبو سعيد -
-
تهويل عودة البعثيين دعاية رائجة للانتخابات القادمة
-
الوطنية تعني رفض الوصاية الخارجية والتدخل الإيراني
-
تاريخ نضالي قدم الشهداء و ما زال معطاء
-
تقديم براءة ، كتابة تعهد ، الإعلان بالبراءة !!
-
كلما أمد قامتي إلى العراق تطول
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|