أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم العجرش - لم تبدأ المعركة بعد حتى يقال انتهت!














المزيد.....

لم تبدأ المعركة بعد حتى يقال انتهت!


قاسم العجرش

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا نعيش بداية الانتقال العسير نحو الموجة السياسية السادسة في تاريخ العراق الحديث، و سيكون بناء الطريق الديمقراطي للسلطة كهدف مركزي غايته بناء الإنسان العراقي مجددا ليكون القوة الدافعة المناسبة لتعبيد الطريق. وبالتأكيد أن هذه القوة الدافعة للمسير نحو الغد تتطلب وقوداً أيديولوجياً و عقائدياً جديداً بعد فشل المشروعين القومي والعلماني في العراق وسائر بلدان المنطقة,, فالمشروع القومي وإن كانت بعض مفرداته جذابة لكنها مجدبة بالمحصلة، أم المشروع العلماني فهو ليس غير مناسب لقيمنا فحسب لكنه غريب عنها أيضا، ومع أنه يتوفر في بعض جوانبه على أضاءات ملهمة، لكنها ليست ملهمة لنا كمسلمين لنا ثوابتنا وقيمنا، ولعل السيء بالمشروع العلماني هو ليس في المشروع ذاته بل في حملته ومعتنقيه الذين قدموه على أسوأ ما يكون..
وكأمثلة وكمحصلة أدائية يمكننا التقرير أنه عندما تولى المشروع الإسلامي قيادة المقاومة الوطنية اللبنانية تحقق أول نصر عسكري للعرب على الدولة العبرية لينسحب جيشها مذعوراً من الجنوب تحت ضربات حزب الله . بعد هذا الانتصار أصبح استمرار الدولة العبرية على أرض فلسطين موضع شك في المجتمع الصهيوني، وعلى الرغم مما يشوب التجربة الإسلامية في فلسطين من أخطاء ربما أحد أسبابها شدة الهجمة المقابلة وشراستها، إلا أنها على الأقل أبقت القضية الفلسطينية حية متقدة وأجبرت العالم وفي مقدمته أمريكا الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني الغاصب على تبني فكرة الحل عل أساس مشروع الدولتين، وهذا شرخ كبير جدا في جدار الجبهة المقابلة..ولقد مضى زمن طويل جدا تدنت فيه المطالب العربية والأطروحات عن الحقوق إلى أدنى مستوى لها بل إلى حد القبول والإذعان للمشروع الصهيوني، غير أن الأطروحة الإسلامية أعادت الصراع إلى مثاباته الأولى
و قد واكب انتقالنا من المرحلة السياسية السابقة ـ سلطة النظام البعثي الشمولي ـ وضع سياسي مأزوم . غالباً ما تختفي فيه قوانين أو سنن ثابتة تحكم حركة المجتمع السياسي و تؤطرها .. إذ يبدو كأنه ارتباك و فوضى!!
فالأزمة السياسية عميقة و الانحباس السياسي خانق، وهذه هي الحصيلة المرة لتعثر إنجاز المسار الديمقراطي في بنيات الدولة، وهو أيضاً حصيلة تأجيل الإصلاح الديمقراطي لبنيات الأحزاب المتصدية للعملية السياسية ذاتها. و هو أيضاً ثمرة فاسدة لانحسار خط الواقعية السياسية، و اتساع نهج الواقعية المفلسة فكراً و ممارسة، وانتشار ثقافة اليأس و الشلل السياسي وسط النخبة المثقفة. بعد أن هيمنت على سوادهم ثقافة الخلاص الفردي.
ونؤشر هنا أهم تعابير المشهد السياسي:
أولاً: تراجع أداء القوى المؤثرة في معسكر المسار الديمقراطي بسبب تزاحمها على السلطة ومنافعها، مما تسبب بابتعادها عن جماهيرها ناهيك عن أطروحتها..
ثانياً: بدفع وتصميم من مصمم العملية السياسية ووفقا لأجندته شهدنا بداية تبلور تحالفات علمانية سياسية جديدة بين اليمين واليسار. تشكلت نواها في المكونات الحزبية و السياسية للعديد من القوائم الانتخابية، وتسللت تلك الأطروحة إلى القوائم الانتخابية الإسلامية أيضا. وسيتعمق هذا المشهد في اتجاه بناء حلف علماني ثلاثي يضم الدولة التكنوقراطية وقوى المنفعة واليسار العلماني وأحزاب اليمين العلمانية. وخطورة هذا الحلف تكمن في احتمال توجيه قوته لضرب القوى الإسلامية و الحد من تأثيرها على المجتمع والدولة معاً. سيما وأن الغرب يعمل جاهداً على توطيد أركان العلمانية غير الديمقراطية ( المستبدة)، لأن الديمقراطية ليس هي العلمانية و إن نبتتا في بيئة واحدة هي البيئة الليبرالية .
ثالثا: ولتيقن هذا الحلف متأكد من أن إنجاح معركة النزاهة في الانتخابات هي القوى الإسلامية. وبما أنه يضع الحركة الإسلامية على رأس قائمة الخصوم إن لم أقل الأعداء، فإن الحيلولة دون صعود الإسلاميين ولو بالتزوير كانت هدفا واضحا له.
رابعا: أن قسماً عريضاَ من النخبة السياسية المعارضة سابقاً تلاقت مصالحه اليوم في المال والجاه و السلطان مع لوبي الفساد المتحكم اليوم في الدولة و الاقتصاد و الإدارة بشقيه المدني والعسكري.
خامسا: ومن المؤسف حقاً أن الحركة الإسلامية لم تملأ الفراغ السياسي الحاصل في موقع المعارضة. بخلقها وتبنيها معارضة حقيقية كحق بل كفريضة سياسية إسلامية، رغم أن ذلك ملزم شرعاً بأطروحة ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ). ورغم أن معركة بناء الطريق الديمقراطي إلى السلطة مصلحة شرعية بالنسبة للحركة السياسية الإسلامية.
سادسا: ومن المهم التأكيد على أن الديمقراطية آلية إستراتيجية للتنظيم. وليست أداة تكتيكية كما هو الحال عند بعض السياسيين الإسلاميين، نصعد بها السلم إلى السلطة تم نرمي بالسلم خارج اللعبة، هذا أمر ضار بمشروع دولة المؤسسات التي ننشد. فالديمقراطية كآلية إستراتيجية، أداة فعالة بيد القوى الإسلامية، عليها إتقان التعامل بها لقطع الطريق على أعداء التغيير الديمقراطي بالطرق الديمقراطية بعيداً عن العنف و عقلية الإقصاء.
وفي المحصلة النهائية فإن إرساء آلية الديمقراطية معركة شرسة للغاية و تتطلب تصميما وروحاً جهادية عالية بين أبناء الحركات الإسلامية واستعداد عال لتقديم تضحيات مكسبية، وإتباع المسار المدني القانوني بكل أشكاله بعيداً عن أساليب المماحكة السياسية والمناوشات الفارغة والتعميمات الوطنية الجوفاء أو الاستغاثة بالنظام العلماني . فهي لن تجدي نفعاً سياسياً للمجتمع العراقي المترع بقيم الإسلام.
أن معركة البناء الديمقراطي (إسلاميا) تتطلب أيضاً تحديد هدف سياسي مركزي بمثابة بوصلة أو بصيرة للعمل السياسي عند الحركة الإسلامية خلال مرحلة تاريخية كاملة ، إنه هدف( بناء مجتمع الكفاية والعدل ودولة المؤسسات)ومعركة ذلك لم تبدأ في حقيقة الأمر بعد حتى يقول البعض أنها حسمت بنتائج انتخابات آذار 2010..



#قاسم_العجرش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجتماع الأضداد .. ومخالب القطط
- لم تزرعوا فما حصدتم!
- أحزابنا وثنائية (الشيخ والمريد)
- هل تبني الهياكل الفارغة عملية سياسية قابلة للحياة؟
- قبل الأنتخابات: التزوير إنتاج للشرعية المعطوبة
- الدعاية الحكومية المبكرة وديمقراطية المشاهدين
- فقالت طز انا فرعونية


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم العجرش - لم تبدأ المعركة بعد حتى يقال انتهت!