رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 03:19
المحور:
الادب والفن
هي أسماء..
هكذا أسماها والدها ، لم يكن يضرب الودع حتى يتنبأ بالغيب ، أتت دون أن يرتب موعدا لمجيئها ، لكنها جاءت ، جاءت كما أرادت ، وحين كانت كامنة في قلب العدم ، مارست تكوينها ، بقدر ما أتاح لها الوقت ذلك ، تسكن وجهها تفاصيل أنيقة لجمال نادر ، وهي إذ تمرح بدلال يرقص ما حولها ، وإذا بأوتار العود تعزف أنغاما فريدة.
هي مقطوعة يعزفها قلب عاشق تمناها دون أن يدري أنها يوما ستكون له ، كان يراها بريئة كبرعم وردة برية ، تمرح بشغف طفولي فاتن، وحين كانت تمارس تمردها الأنيق ، كانت تمنحه دون أن تدري قدرا من الاستمتاع بتملي مفاتن ذلك الجسد البض الذي ينبض بحيوية أعجز عن وصفها الآن.
أسماء..
للاسم بريقه وألقه ، للحروف همس آسر ، ولمجيئها وقار يحار القلب من روعته ، تأتيك على استحياء ممزوج برائحة الشغف المليء بترقب دفق المفاجئة ، تصنع حالة فريدة من السعادة ونشوة الرؤية ، تمنح الروح ألفة ،وانسجاما فيتناغم المكان ،ويصبح المدى ممتدا كامتداد السماء التي لا تنتهي.
كم أحبها ، أحبها بلا حدود ، لا يمكن لقلب مسته نفحة من قلبها أن يكف عن الحب ، إنها تحيل منطق الموت إلى حياة ، وتعيد ترتيب الأنجم في سماء العافية ، تمتاز بشرف المهنة ، في أناملها تسكن تفاصيل الرحمة ، لأنها تستولد الحياة بجدارة العمل المتقن. فنانة إذ تجيد فعل الحياة ، وحياة هي حين أحتاج الى دفق منها ، لكأن الحياة لا تستمد حياتها إلا من أسماء.
نجمة مضيئة في سماء زرقاء ، تختال بين سنابل وافرة وحولها حمائم بيضاء ، إن البحر ذاته يصغي لهمسها وهي تقوده إلى حيث يستقر به يقين النضال بجسارة التحدي .
[email protected]
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟