أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - نجح الدفاع .. وفشل المتهم !!














المزيد.....

نجح الدفاع .. وفشل المتهم !!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


نجح الدفاع .. وفشل المتهم !!

قصة : نبيــل عــودة

وجهت لصالح تهمة قتل مراد عمدا . كانت التهمة واضحة ومثبتة بالتأكيد في الكثير من تفاصيلها. وهناك شهود ادعاء سمعوا التهديد وشاهدوا الضحية برفقة المتهم في ليلته الأخيرة .. بعدها لم يعد مراد للبيت ، واختفت آثاره .
المشكلة التي واجهت المحكمة ان جثة مراد ، الذي من المفترض انه قتل حسب الإدعاء .. لم يعثر عليها . مراد اختفى والجثة غير موجودة . وليس من عادة مراد ان يتأخر عن البيت بدون اتصال والتبليغ عن سبب تأخره ، كما يقول ابناء عائلته.
اذا وقعت جريمة قتل فأين الجثة ؟
أين أداة القتل ؟
كل الدلائل والشهادات المجموعة تشير الى ارتكاب جريمة قتل .. ولكن لا أثر لارتكاب جريمة ، لا الأداة ولا الجثة ... ولا اعتراف من المتهم !!
صالح قال انه سيخفي مراد عن الوجود. وهذه الأقوال مؤكدة من عدد من شهود الادعاء.. وكانت محاولة من صالح لقتل مراد في السابق .. عوقب عليها صالح بالسجن لمدة سنة ونصف السنة.. تحت بند الإعتداء العنيف. ولكن رغبة صالح باخفاء مراد من الوجود لا تعني تلقائيا انه قتله .
أين اختفى مراد اذا كان حيا ؟
كل الاعلانات في الصحف ، والبحث عنه في الأماكن التي اعتاد على ريادتها لم تسفر عن شيء.
وجد مع صالح مسدس ، تبين انه مرخص ، أثبت الكشف المخبري انه استعمل قبل فترة تقع ضمن الفترة التي اختفى فيها مراد. بل ووجدوا بقعة دم صغيرة جدا على ملابس صالح ، بين فحص الحمض النووي انها من دم مراد .
اذن شبهة ارتكاب جريمة قتل مسألة واردة.
هل تكفي الأدلة التي بيد الشرطة ؟
الشرطة تدعي انها اثباتات كافية لارتكاب جريمة ، خاصة وان المتهم صالح ، وحسب كل الأدلة ، هو آخر من كان برفقة مراد .
صالح يصر انه أطلق رصاصتين اثناء الصيد عندما هاجمه خنزير بري. وشهد على صحة أقواله صيادان كانا برفقته .
هل يمكن محاكمة قاتل بلا جثة بالاعتماد على دليل ، لم تثبت جهة استعماله ؟
لست رجل قانون لأجيب على هذه الأسئلة . انما يهمني ما حدث فعلا في سير المحاكمة.
صالح حافظ على صمته وموقفه انه لا يعرف شيئا عن مصير مراد بعد ان تركه في تلك الليلة ، بعد ان تصافيا عن خلافات الماضي ، والتي شاهدهما الكثيرين سوية يتضاحكان ، كما أصر صالح في أقواله ... وأوكل الدفاع عنه لأحد أفضل محامي الجنايات .
الادعاء عبر الدلائل التي يملكها ، وعبر الشهود كان واثقا ان المحكمة ستدين صالح بالقتل عمدا .. حتى بدون وجود الجثة ، اعتمادا على وجود بقعة الدم على ملابس صالح ... التي ادعى صالح انه لا يعرف كيف وصلت قميصه ، لأن مراد كان معصوب الأصبع مسبقا من جرح ، وان وجودهما معا في تلك الليلة ، التي شوهدا فيها سوية ، كان اشارة واضحة الى انتهاء الخلاف بينهما.
محامي الدفاع أصر انه بدون جثة كل الدلائل بلا قيمة.. وتعتمد على تأويلات وليس على حقائق مثبتة.
في جلسة التلخيص لجأ محامي الدفاع الى مقلب معين ليثبت براءة موكله صالح. قال في مرافعة دفاعه :
- المحكمة الموقرة .. اليوم سافاجئكم .. خلال دقائق سيدخل قاعة المحكمة من بابها السيد مراد الذي يتهم موكلي بقتله .. رجاء انظروا لمدخل القاعة .
ونظر الى مدخل القاعة ، كذلك نظر القاضي .. ووقف ممثل النيابة ونظر نحو المدخل .. ونظر الحضور في المحكمة نحو المدخل..
وبعد لحظة تابع محامي الدفاع :
- بالطبع لن يدخل أحد .. لقد أوجدت هذه القصة بأن مراد سيدخل الى القاعة ، لأنكم غير واثقين من مقتله ..كلكم نظرتم نحو باب المدخل .. كلكم توقعتم ان يدخل مراد .. لذا أدعي امامكم ، انه في هذه المحكمة ، يوجد شك معقول بأن أحدا ما قتل. وانا أصر ان تصدر المحكمة قرارا ببراءة موكلي.
وجاء يوم اصدار قرار الحكم . دخل القاضي ، جلس مكانه ، قرأ تفاصيل الملف ورقمه ، ثم قال انه قرر ادانة المتهم صالح بقتل مراد عمدا ...
ولم يستطع المحامي الصبر :
- كيف يجوز يا سعادة القاضي ذلك ، الم تنظروا جميعكم الى باب المحكمة توقعا بدخول مراد ؟
رد القاضي :
- حقا .. هذا صحيح . كان لدينا شك في القتل ، ونظرنا نحو باب قاعة المحكمة . ولكن المتهم صالح هو الوحيد الذي لم ينظر نحو الباب !!

نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر حول تجربتي مع القصة القصيرة
- أنت صادق أيضا ..!!
- اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني ! ...
- كيف يمثل اسرائيل من يعامل كارهابي ؟
- ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا
- قصة- نهاية الزمن العاقر- لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني ال ...
- عشية 8 آذار يوم المرأة العالمي – ماذا تغير من واقع المرأة ال ...
- الندوات السرية والأسماء التي لا بديل لها
- الذي لا يفهم بالكلام يفهم بالحجر :الانتفاضة... كثورة إنسانية ...
- أضف الى رجائك ورقة ياناصيب
- قراءة في قصة الحاجز...لنبيل عودة
- القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة
- مفارقات ثقافية في الثقافة العربية داخل اسرائيل ..!!
- - على هامش التجديد والتقليد في اللغة العربية المعاصرة -.
- رسالة شخصية الى رامز جرايسي وعبره الى كل رؤساء السلطات المحل ...
- نبيل عودة يروي قصص الديوك
- أذواق سيئة وأذواق جيدة
- الكتورة وفاء سلطان تحاور الكاتب نبيل عودة
- سهرة من العمر مع فن محمد عبد الوهاب الخالد
- الجسر


المزيد.....




- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - نجح الدفاع .. وفشل المتهم !!