أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - يوم في حياة الرئيس مبارك














المزيد.....

يوم في حياة الرئيس مبارك


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 13:09
المحور: كتابات ساخرة
    


جاء في الأنباء وعلى لسان أحد رموز السلطة والنظام في مصر، وهو الدكتور مصطفى الفقي،رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب، سكرتير الرئيس للمعلومات سابقاً، أن الرئيس مبارك يحيا حياة بسيطة جداً، فهو يقوم بتلميع حذائه بنفسه ويكوي ملابسه أيضاً، لا ندري أين يذهب الرئيس حتى يتلوث حذاؤه، ولا ندري إن كان الجلد الفاخر والنوعية الممتازة تحتاج أصلاً لتلميع.
و"سنسرح" فيها كما تقول الأمثال ونصدق الدكتور الفقي، ونتخيل الرئيس مبارك، وهو يعيش حياة مواطن مصري، أو عربي معثر وبسيط، من العبيط إلى الخليط، ونتخيل ما سيفعله الرئيس مبارك:
يستيقظ صباحاً على رنة المنبه كي يلحق الدوام وهموم العيش، ويعد كأش شاي بلبن، له ولزوجته السيدة سوزان.
يحاول أن "يتشطف" فيكتشف أن المياه مقطوعة، فيدبر رأسه مما يتيسر من مياه في الخزان، وقد يستعير سطل ماء من عند الجيران، يعني أحمد نظيف أو فاروق حسني.
ومن ثم يذهب للفرن لشراء "العيش" لعلاء وجمال كي يتناولوا الفطور.
وبعد ذلك يلبس "هدومه" البلدي، الجلباب، والحطة، ليقوم بتوصيل الأولاد والأحفاد إلى مدارسكم كما يفعل "محسوبكم" العبد الفقير لله تعالي كل يوم، وما حدا أحسن من حدا.
ومن ثم يذهب إلى سوق الخضرة لشراء الطماطم والخيار والبازلياء والفاصولياء والزيت والسمنة...إلخ، وتوصيه السيدة حرمه ألا ينسى أن يحاسب في طريقه البقال واللحام والفوال الذين جلبوا من عندهم بعض الحاجيات بالأمس، ولم يدفعوا لهم لأن "مبارك" لم يكن بالبيت.
ويكتشف بأنه لم يدفع فاتورة الكهرباء، والتلفون، فيركض إلى مصلحة الهاتف والكهرباء، فيجد طابوراً طويلاً عريضاً، وينتظر دوره إلى أن يأتي ثم يقوم بالدفع، ويعود أدراجه إلى عند الست سوزان التي تكون قد أعدت له الطعمية والكوشري، والفسيخ بمناسبة أعياد شم النسيم التي تحتفل بها المحروسة هذه الأيام.
وبعد ذلك يذهب إلى القصر الجمهوري بالمواصلات العامة و"ويتشعبط"، في إحدى الحافلات، وبعد لأي وجد يصل إلى مكان عمله، حيث يقوم بالتوقيع على دفتر الحضور، قبل أن يتم سحبه، ويوجه له مدير القصر الجمهوري، توبيخاً بسبب تأخره كالمعتاد، ويطلب منه عدم التأخر مرة ثانية تحت طائلة عدم السماح له بالترشح لفترة رئاسية سابعة.
وما إن يجلس في مكتبه لمتابعة أعماله و"الدوسيهات"، و"الفايلات"، ومعاملات الأخوة المواطنين المكدسة أمامه، حتى يأتيه اتصال من البيت، أن إدارة المدرسة التي يدرس فيها علاء قد طلبته لأنه لم يدفع القسط الشهري، فيضطر للاستئذان والخروج على عجل، ولا يعود بعد ذلك إلى العمل في هذا اليوم بسبب ذلك الحدث الاستثنائي الطارئ، وتوصيه بألا ينسى أن يحضر معه دفتر رسم وعلبة ألوان لحفيده الذي ولد في لندن قبل أيام.
يعود مثقلاً مهموماً تعباً "فارطاً"، وكل مناه أن يحظى بـ"نفس شيشة" قبل القيلولة مع كأس شاي خمير، فتستقبله سوزان بحزن لتبشره بأن جرة الغاز قد نفذت ويجب عليه أن يذهب ويحضر الغاز من أجل إكمال وجبة الفول التي تقوم بإعدادها. فينصاع الرجل، ويعود من حيث أتى.
يلف على كذا محل لبيع الغاز إلى أن يتمكن من شراء جرة الغاز فيعود فرحاً إلى عند سوزان التي تستقبله بالأحضان.
وما إن يحاول الراحة حتى يرن جرس الهاتف ليأتيه اتصال من البلد يقول له أن أمه في حال خطرة وهي في طريقها إلى المشفى "الميري" في المنوفية.
فيلبس على عجل ويبحث عن سيارة أجرة تاكسي، إلى أن يصل إلى المستشفى ليجد أنها في العناية المشددة، ويسهر عندها إلى الصباح، إلى أن تتعافى، ويتسلى مع الزوار والمراجعين، ويتعرف على بعض الأقارب والأصحاب من البلد الذين لم يرهم من زمان.

هذه عينة يومية، وهكذا تمر الأيام والليالي على الرئيس مبارك، الذي لا يجد الوقت الكافي لحكم مصر. فهل أدركتم لماذا حال مصر على ما هو عليه؟ الريس "مش فاضيلكو، الله !!! هو لاقي وقت عشان يحكم مصر؟"

أتى الفقي ليكحلها فعماها، إذ لا يجوز بحال أن يتكلم عن رئيسه بهذه الطريقة، ولا يجوز لرئيس دولة محترم وقته ملك للشعب وللوطن أن يهدر وقته الثمين في صغائر الأشياء، وتوافهها، ومع احترامنا الشديد للسيد الرئيس مبارك. حتى ولو كانت نية السيد الفقي سليمة وتحاول تجميل الرئيس وتسويقه شعبياً، فلا يجوز بحال أن يقال عنه مثل هذا الكلام، فالبروتوكول والأعراف الرئاسية لا تسمح بمثل هذا القول، وفيها إساءة للرئيس أكثر مما فيها من محاولة لتجميل الرئيس وزيادة شعبيته. ربما يقوم الرئيس بفعل ذلك ولو بشكل عابر وعلى سبيل رمزي، ولمرة واحدة، لكن أن يتم تصوير الرئيس بهذا الشكل ورسم صورة نمطية عنه على هذا النحو، فهو، وليسمح لنما السيد الفقي، غير مقبول على رئيس دولة محترم ، ولا يمكن لأحد أن يصدقه على الإطلاق.

فعلى من تقرأ مزميرك يا دكتور فقي؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوربة ديار الإيمان
- تهنئة للأخوة المسيحيين بأعياد الفصح المجيد
- هل بدأت الحرب على أسلمة أوروبا؟
- ابن تيميه في قفص الاتهام
- من يجرؤ على الكلام في حقب الظلام؟
- العلاقمة الجدد قادمون
- الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
- سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
- الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - يوم في حياة الرئيس مبارك