حسام السبع
الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 20:31
المحور:
الادب والفن
رحل الشباب
للامس يصعب أن يكون لنا إياب
في الأمس قد فتحت لنا الدنيا أمانٍ واعده
عند الصبا..
قد كان منا من تشبث بالمبادئ والعهود
وهناك من أغرته بهرجة الوجود
يعدو على درب التباهي والرؤى
يصبو لإشعاع التوهم والسراب
يبني قصوراً في السحاب
ظن المشاعر ومضةً
كالبرق تخبو ..لا تعود
لا شئ يبقى دون جذر
فالغصن يبقى أجردا
من غير زهر أو ثمرْ
إن جف جذر الغصن في عمق التراب
والروح تبقي قاحله
فيها المشاعر راحله
صحراء تاقت للمياه
مفقودة فيها الحياه
إن جُردت من قيمة الإخلاص ...
أو صون العهودْ
لكن من صان المودة قد مضي ..
في عالم الإخلاص رمزاً للخلودْ
فيه المشاعر شمس فجر ساطعٍ
يبقى بريق الكبرياء ينيره
في ليل شوقٍ ..رغم آلام العذاب
ذكراه كنز من وفاء
أناته طير يغرد في المساء
فيها التأوه والعتاب
قد لام من ترك البقاء بقربهِ
إذ انه خسر التلذذ بالوفاءْ
ما ذاق متعة ذروة الإخلاص في وجدانهِ
هي متعة أن يدرك الانسان أن وفاءهُ
مجدٌ وعزٌ كم يريح ضميرهُ
من نقمةٍ في النفس تشعلها الخيانهْ
فيحس في أعمافهِ
في انهُ قد بات لا يحظى بِكبرٍ أو مكانهْ ..
يقضي بقية عمرهِ ...
بمتاهةٍ ..وبإغترابْ
يمضي الحياة بلا رجاءْ
هيهات برجع ما مضى
فجميع ما فينا تغيرْ
القلب في اعماقنا كالشعر شابْ
حتى الملامح ذابله
للأمس يصعب أن يكون لنا إيابْ
لكن من جعل المشاعر سلعةً
خان الأماني والعهودْ
قد تاه في سوق النخاسة والجحودْ
ليبيع ما يبقى لديهْ
قد غرهُ حب التقرب للسرابْ
إذ أن ما قد كان يلمع..
استحال كما القيود
ْفالأمس صعب ان يعودْ
الأمس جنتنا .. ولكنّنا فقدناها ..
وليس لها وجودْ .
#حسام_السبع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟