أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2














المزيد.....

الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يمضى وقت طويل الا واستدعانى حجى جاسم الحيانى بنفس الطريقة السابقة. كانت سهلة على أن أُصيب الهدف أوحواليه هذه المرة، لأننى كنت أعرف جيدا أبعاد الصراع الدائر منذ سنوات بين كلية الهندسة فى جامعة بغداد وبين شبح ما كان يحُلم به جاسم شهاب الحيانى منذ بدئه بالظهور، بشكل مستقل تماما عن جامعة بغداد، على شكل معهد لأعداد المدرسين الصناعيين فى البداية ومن ثم المعهد الصناعى العالى مدة الدراسة فيه 5سنوات وأخيرا كلية الهندسة الصناعية التى تمنح شهادة البكالوريس فى الهندسة التطبيقية.
كلية عريقة بتأريخها وهيئتها التدريسية من الأساتذة اللامعين ذات الشهادات والمراتب العلمية الراقية ومكتبتها ومبانيها المهيبة وحدائقها وكلها تقع داخل سياج محكم فى الباب المعظم وسط مدينة بغداد، تنافسها كلية حديثة العهد، تقع فى منطقة معزولة من يغداد، كل شئ فيها كان متواضعا، من شهادة مؤسسها وكادرها التدريسى ومكتبتهاالى أبنيتها التى كانت تتوسط بحر من الطين و كذالك الطريق المؤدى اليها، باستثناء قوة مختبراتها ومناهج التدريب العملى فيها، خيال وعزيمة عميدها والراتب الذى كان يتقاضاه خريجيها عند التعيين فى دوائر الدولة. وحال جلوسنا فى الحديقة. استمعت الى رواية حقيقيه كنت أعرف الكثير من فصولها الى أن وصل.... لقد تأمروا علينا .....والأن يريدون تحجيم الكلية ، بتحويلها الى معهد مدة الدراسة فيه ثلاثة سنوات بدلا من خمسة ومنح شهادة الدبلوم بدلا من البكالوريس أليس هذا ظلما بحق البلد الذى يحتاج الى العشرات من مثل هذه الكليات. وعرفت مرام الحجى وبعد أن طمأنته بأننى لا أبخل جُهدا فى سبيل البقاء على هذا الصرح اليافع الذى ظهر الى الوجود نتيجة جهوده الدؤوبة.... خلال عقد من الزمان وانصرفت .
حال انصرافى من بيت الحجى غمرنى موجة متواصلة من الضحك ، بحيث لم أكن قادرا على اخفائه على الأخرين وأنا أمشى فى الطريق أو جالسا فى الطابق العلوى للباص رقم4، وتبدأ الموجة كلما سألت نفسى،بشكل لا ارادى : هى هى كم سعدون خليفة يجب ازاحتهم عن كراسيهم فى جامعة بغداد لحين تحقيق مطلب الحجى ؟ لم أكن عازما أن أفاتح والدى بالموضوع تفاديا لأحراجه بالدخول فى رهان لا أمل فى كسبه. وكان الضحك تداهمنى بين فينة وأخرى كلما تذكرت اسم سعدون خليفة وانا أحاول، بشتى الوسائل، نسيان الموضوع ولم أفلح الا لفترات قصيرة لتداهمنى الضحك مرة أخرى .....الى أن وصلت البيت، وبسرعة ودون أن يلاحظنى أحد، ذهبت الى غرفتى مُطلقا العنان لموجات الضحك المتتالية تغمرنى كلما تذكرت اسم سعدون خليفة ريثما تجف قريحتى من الضحك وأرجع الى حالتى الطبيعية وأنسى الموضوع بكامله أذا لم يداهمنى الموت من شدة الضحك.
عند نزولى من الطابق العلوى استدعانى والدى الى غرفته وهو يضحك على غرقى فى الضحك،وكان يستمتع بالضحك كثيرا، ويطلب منى أن أُسمعه هذه النكتة القوية.....وقلت له انها ليست نكتة ولكن شر البلية ما يُضحك كما يقول المثل العربى.....
اليوم استدعانى حجى جاسم الحيانى فى موضوع تضُر با لمصلحة العامة، كما يعتقد، وتتلخص فى.......
سألنى، بعد برهة من التفكير: هل تعرف كم عدد المهندسين فى العراق.
الجواب :لا أعرف، ولكنى أستطيع أن أعطيك عدد المهندسين المسجلين فى تقابة المهندسين لغاية شهر تموز. وكانت فرصة ملائمة لأقول لأبى، متباهيا، بأننى أصبحت مهندسا حقيقيا، أخرجت من جيبى هوية تقابة المهندسين العراقيين باعتزاز، كمن يتباهى بشئ ثمين وأقرأ :هوية مهندس . الأسم :خسرو حميد عثمان .نوع العضوية:عضو. الأختصاص:ميكانيك. رقم التسجيل 6344. تأريخ الأنتساب :31/7/1969.
قال مندهشا : لو طرحنا المتوفين ومن غادر العراق....لا يتجاوز العدد الفعال منهم خمسة ألاف على أحسن تقدير فى هذا البلد الواسع، الحجى لديه كل الحق، لدى لقاء مع أبو هيثم، هذه الليلة، وأبحثُ معه هذا الموضوع بكل جدية.
وعند عودته الى البيت ، أيقضنى من النوم ليقول لى بأن ُأبلغ الحجى جاسم بأن كليته قد أصبحت نواة لجامعة متخصصة بالتكنولوجيا وان المعنيين فى الحكومة انشغلوا بهذا الموضوع طوال الليل وصدرت القرارات اللازمة ولكن لا يُعلن فورا .
وعندما بلغت الخبر اليقين الى الحجى جاسم لا حظت بريقا حادا يصدُر من عينيه عندما تأكد أن حلمه الكبير أصبحت حقيقة.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....
- المدينة التأريخية التى تغيرت ملامحها -أربيل-
- حكاية الحكايات
- من يبنى هذه الخرِبة يا بُنى
- رسالة مفتوحة الى فخامة رئيس اقليم كوردستان


المزيد.....




- بوادر أزمة سياسية وقانونية تداهم -إخوان- الأردن بعد -خلية ال ...
- ولي العهد البريطاني يخطط لسحب لقب -صاحب وصاحبة السمو الملكي- ...
- استقرار حالة الرئيس الإيطالي بعد خضوعه لزراعة جهاز لتنظيم ضر ...
- الأردن.. إحالة قضايا استهدفت الأمن الوطني إلى المحكمة
- الرئيس الإيراني يقبل استقالة ظريف
- إيران ترفض التفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيسمح بدخول المساعدات الإنساني ...
- إسرائيل تجدد رفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة -للضغط على ...
- قوات كييف هاجمت بنى الطاقة الروسية 6 مرات في آخر يومين من ات ...
- -أكسيوس-: فريق ترامب الأمني منقسم حول الملف النووي الإيراني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2