معارك الفيلة العراقية

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 18:59
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

في ديسمبر 1972 بتوصية من هنري كسنجر ضغطت امريكا على المفاوضات السلام مع الفيتنام الشمالية بقصف هانوي (عاصمة الفيتنام الشمالية في حينها) بطائرات بي 52 للحصول على شروط تفاوضية افضل، واليوم تتزايد وتيرة الانفجارات والأعمال الإرهابية في العراق مع المشاورات لتشكيل الحكومة، السؤال من المستفيد من هذه الأعمال الإرهابية، اذا كانت القاعدة وراء هذه الهجمات فأية جهة تدعمها القاعدة واية الجهات التي تدعم وتسهل عمليات القاعدة.
اولا: هناك جهات إقليمية تريد ان تثبت وجودها في الساحة العراقية وتحاول فرض شخصياتها السياسية على الساحة او على الأقل إبعاد الشخصيات التي لا ترغبها عن الساحة السياسية العراقية.
ثانيا: اكثر من كتلة سياسية و شخصيات سياسية هددت بشكل مباشر او غير مباشر في إشعال الساحة العراقية اذا لم تؤخذ بمطالبها بالحصول على المناصب السيادية الأولى.

في إحدى الوقائع التي شاركت فيها في نهاية القرن الماضي وأديت دور المترجم (رغما عني) بين رئيس دولة ورئيس شركة استثمارية عملاقة، سأل الرئيس رئيس الشركة كيف ستتعاملون مع الشركات المنافسة، أجاب رئيس الشركة " اذا تصارعت الفيلة فالنتيجة كسر الأشجار وتدمير الغابة وهذا ما نحاول ان نتلافاه".
ان معارك الفيلة تجري الآن على ارض العراق والضحايا الشعب العراقي، فكم فيلا مشاركا في هذا الصراع وكم قردا يرقص طربا من الصراع الفيلة؟

لو ان النخبة السياسية الحاصلة على نسبة أصوات كبيرة نسبيا التي لا تتجاوز اكبرها 30 بالمائة حريصة على العراق والشعب والعراقي والقرار العراقي المستقل وبعيدا عن المزايدات العنصرية والطائفية والولاء الخارجي لاجتمعت بروح الوطنية في بغداد لتوزيع مهام خدمة العراق والعراقيين لا حكمه والتسلط على مقدرات العراق. فأن الشعب العراق سيقف وقفة رجل الواحد معهم ضد التدخل الدول الإقليمية وتفرغنا للعراق لبناء مستقبل أولادنا وأحفادنا ليعيشوا بأمان وبرفعة وازدهار.

فهل تتخلى النخب السياسية العراقية عن تطلعاتها الشخصية والأنانية وتتفرغ لبناء العراق، طبعا لا سوف لن يتخلون عن الروح الأنانية بسهولة اذا لم يخرج الشارع العراقي ضد هذه النخبة ليستفيقوا من أحلامهم الوردية بالحكم والتسلط . مع كل الأسف والألم لقد رهنت قراراتنا الإستراتيجية الى شخصيات كرتونية صنعتها الأحداث في غفلة من التأريخ توالي العواصم الإقليمية اكثر من ولائها للعراق.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات