عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 17:29
المحور:
الادب والفن
على جناح التيه ، في عتمة الليل ، وقف الشيطان مختالاً ..
يتأمل آخر كوكبة من الشهود ، تنساب في قتامه ، تاركة بحر الجلجثة .
كانت رياح الشر قد سكنت ، وأمواج الغدر قد همدت ،
بعد أن طرح يسوع من سفينة نوح ، وابتلعه حوت الموت .
وجد إبليس نفسه شامخاً ، فتنفس الصعداء ، وبقهقهة هستيرية أذاع إنتصاره :
لن يصل المصلوب إلى نينوى البشرية ، لقد دفن في جب النهاية وسر الخلاص معه !
،...،...،...
أحشاء الموت تعوي ، لهيب الحمل يذيب خلاياها ، تلفظه عن غصة أليمة على شاطئ الهاوية !
،...،...،...
في فجر القيامة ..
دَشّن السيد المسيح الطريق الضيق ، ويلتقي بأهل نينوى البشرية .
في عرسهم ، في عرس قانا القيامة ..
نضبت خمرة الموت الأبدي ، التي أسكرت البشرية حتى الثمالة ؛
وحتى سقطت إلى التراب الأدنى ، وتمرغت في العار ، واستسلمت للهلاك .
أخذ المخلص من نبع جراحه ، الذي فجّرته الحربة ،
أخذ الدم والماء ، وصنع خمراً حلوة ومباركة ،
وقدمها لهم ، قائلاً :
" أشربوا دمي ،
الذي سُفك من أجلكم ،
خذوا حياتي في كيانكم واتحدوا بي ؛
لتكون لكم حياة الله " ! ...
،...،...،...
ارتفع كأس الخلاص بين الناس بالخمرة الجديدة ، التي لونها ورائحتها من الجلجثة..
فأسكرت بمذاقها الرجال والنساء المؤمنين المسيحيين !
حينئذ عاينوا عذوبة الحياة الجديدة .
،...،...،...
يسقط لوسيفر عربون سقوطه الأخير ، ويحترق .
تتصاعد ذبيحة المحبة في مجد .
تتحد الأرض بالسماء عبر نسائم الرضى !...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟