|
حتى لا نقول كان الأفضل لا ينتخب العراق
سمير القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 10:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حتى لا نقول كان الأفضل لا ينتخب العراق الكل ،الجميع ،كرد عرب سنة وشيعه ،علمانيون وإسلاميون وماركسيون .. دول عربية وغربية منظمات رسمية وغير رسمية مرجعيات دينية وسياسية وفكرية ووو.. دعوا إلى المشاركة في الانتخابات العراقية بكثافة واسعة حتى خيل للبعض أن هذه الانتخابات توقف عليها مصير العالم بأسرة.. وان صوت الناخب العراقي هو لا غيرة من سيصنع معالم النظام الدولي الجديد بعد أن تنهار الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الأزمة المالية كما انهار الاتحاد السوفيتي السابق في بداية التسعينات.. انهارت تلك الجمهورية التي لا تغرب عنها الشمس في فترة لم تتعدى أشهر قليلة ...كل الذين دعوا إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات لم يسمحوا لأنفسهم أن تفكر ولو للحظة واحدة بفترة ما بعد الانتخابات وما سيكتنف مرحلة إعلان النتائج ومرحلة تشكيل الحكومة..لم يمنحوا أنفسهم وعقولهم أي مدى من مديات التأمل والتفكر بالنتائج التي ستفرزها الانتخابات والتي من الممكن أن تكون وبالا على العراق ووحدته وشعبة ..محافظ البصرة أصر على إقامة إقليم فيها في حال لم تعد المفوضية العليا للانتخابات فرز الأصوات يدويا ..أي منطق هذا، أي فدرالية تقوم على أساس ردة فعل من اجل مقاعد أضافية يدعيها حزب محافظ البصرة ... الذين دعوا إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات غاب عن عقولهم وحتى أوهامهم أن القوائم الفائزة اتخذت من ورقة التدهور الأمني والاقتصادي والسياسي سلاح فعال في مساومات التحالفات البرلمانية لتشكيل الحكومة وهددت بان الفشل في تحقيق ما تطمح آلية قد يأتي على ما تحقق في العراق بعد الاحتلال ،وكأن الذي تحقق قفزه نوعية لم تشهدها حتى اكبر بلدان العالم تقدما ، وكأن العراق تحول إلى بلد صناعي متطور ينافس دول العالم المتقدم في كل نواحي الحياة في ظل وجود خدمات لا توجد حتى في روما وباريس وواشنطن وطوكيو.. أن القوائم الفائزة تضع حياة من انتخب ورقة للمساومات من اجل أن تنال ما تريد أن تناله من مناصب فقط .. وأكثر من ذلك فاغلب القوائم الفائزة تعقد صفقات المفاوضات والتنازلات خارج الحدود العراقية حتى ظن البعض أن صوت الناخب العراقي لم يكن أكثر من شرعنه شكلية تنتزع عبر صناديق الاقتراع حتى تمنح القوائم التي ستفوز مساحات العمل والتي لا تحد بحدود أي كانت نوعية هذه الحدود حتى تلك التي تعد من الخطوط الحمراء .. وأكثر من ذلك فبينما تنتقص بعض القوائم من أخرى بحجة عقد اجتماعات خارج العراق لتحديد ماهية الحكومة القادمة .. تعمل هذه القوائم وبكل الوسائل من اجل أن تحضا كما حظيت القوائم الأخرى بجريمة التفاوض خارج العراق وهي بعد لم تنسى بأنها أول من أشرك دول الجوار الإقليمي في العلمية الانتخابية والسياسية بحجة عودة العراق إلى الصف العربي الفاشل والذي لم ينفع العراق في أي عصر من عصوره حتى في عصر الطاغية صدام فطاما تركتنا الدول العربية وجامعتها العتيدة فريسة للحصار والاحتلال والدمار والإرهاب والذبح على الهوية .. خرافة الصف العربي عفا عليها الزمن ولم تعد نافعة أنا وغيري يدرك أن الأصوات الشريفة التي دعت للمشاركة الواسعة في الانتخابات كانت تخاف من تجاوز فريضة الانتخابات لان ذلك يعني بان مشاكل العراق وتقاسم السلطة لن يتم حسمها ألا بواسطة السلاح والسيارات الملغمة والذبح الهوية وتقسيم العراق .. بمناسبة الحديث عن السلاح القادة الميدانيون الأمريكان يقولون أن العراق سيشهد في الفترة المقبلة الكثير من النزعات المسلحة وان وجود القوات الأمريكية في العراق ضروري للخمسين سنة القادمة وان أي سحب شامل لهذه القوات قد يعود على العراق بصومال لا تتقاتل فيه المليشيات والطوائف والأعراق فيما بينها بل قد يتحول القتال في هذا البلد إلى سلوك طبيعي ..هذا التقييم للقادة الأمريكان في بغداد يأتي على النقيض من تقيم القادة في واشنطن بما يعطي انطباعا أن الولايات المتحدة لا تريد أكثر من امن شكلي وصوري في الفترة المقبلة حتى لو فرض بقوة السلاح والتسلط من اجل أن يتاح لها سحب كامل قواتها ..انه انهيار أمريكي هو اليوم في بدايته .. وبعد ..المواطن العراقي أدى ما علية وشارك في الانتخابات على الرغم من حالة اليائس وعلى الرغم من عدم تقديم أي تطور ملحوظ في مجالات الحياة في العراق باستثناء ارتفاع رواتب الموظفين وبعض المشاريع الغير حيوية والغير إستراتيجية وعلى الرغم من كل الثمن الباهظ الذي دفعة العراق من اجل هذه المنجزات الشكلية .. وبقي على القوائم الفائزة أن تؤدي ما عليها من واجب وطني وأخلاقي اتجاه من انتخبها .. وبطبيعة منطق أداء ما على القوائم الفائزة في الانتخابات يكون ضمن أطار احترام الانتخابات ونتائجها ..لكن الحقيقة أن هذا المنطق لا قيمة له كما أن الدستور والمحكمة الاتحادية والقوانين لا قيمة لها في عراق اليوم وكما أن المعايير الوطنية والأعراف السياسية والحكمة والعقل لم يعد لها أي مجال تتحرك فيه .. الشيء الذي له قيمة هو المساومات والشد الطائفي والتهديد بانهيار المنجزات الخاوية التافهة الحقيرة .. يجب أن يكون كل شيء وفق النظام العام بما يمليه هذا النظام من قوانين لا كما تريد كل كتلة أن توجه المركب العراقي إلى حيث تريد..لا اعلم كيف يطرح مشروع استفتاء غير رسمي على رئاسة الوزراء في ظل انتخابات لم يصادق على نتائجها بعد و لا اعلم كيف سمحت كتلة في ائتلاف ما أن تعمل استفتاء وكأنها لم تشترك في ائتلاف اتفق فيه على برنامج سياسي وانتخابي يكون المحور في عمل الائتلاف ؟؟ .. ومن هنا يطرح سؤال لو أن العراقي لم يشارك في الانتخابات فماذا ستكون المعادلة القائمة .. والجواب ليس باختراع أو أننا مضطرين أن ننتظر الإجابة علية من السماء الجواب هو ...لن يتغير شيء كل الذي يتغير وجوه ونسب ومقاعد ستوزع بصورة غير التي وزعت علية ..هذا ما يتغير لأنهم سيكتفون بنسبة من المشاركة حتى لو كانت أدنى بكثير من المعدل المتوسط للمشاركة وبالتالي يعطى لهذه المشاركة كامل الشرعية والقانونية والدستورية .. أنهم يوظفون الدستور بحسب ما يشتهون ويتلاعبون بألفاظه أكثر مما تلاعب المحرفون من اليهود بألفاظ القران الكريم .. وأكثر مما يحتال به الساسة الغربيون في تفسير نصا انكليزي من نصوص الأمم المتحدة حين يريدون أن يقعوا ببلد ما.. اعتقد أن الديمقراطية بهذا الشكل الدموي المخادع تجعل من أبناء العراق ينظرون إلى أفق أخر من أفاق النظم السياسية.. أذا ليس من المعقول أن تتحول الانتخابات إلى ساحة تجاذب وانهيار تنذر بدمار العراق.. هذه دعوة أخرى أمام القوائم الفائزة بان تتعدى خلافها الشخصي وتتجاوز حالة الصراع على المناصب لان في هذا التجاوز الاختبار الذي يختبر فيه العراقي سياسيوه فيؤشر على من هو وطني وعلى من هو غير وطني و لا أريد أن أقول غير ذلك . أخيرا .ننتظر ونرى هل ستشكل حكومة توافقية يكون فيها رئيس وزراء مرشح تسوية بعيدا عن صراع الراسيين الكبيرين والذي لا ينتهي ألا بقطع احدهما سياسيا بعد ن يخلف الكثير من التصدعات والنزعات والاضطرابات وبعد أن تقوم حكومة ضعيفة غير قادرة على تخطى اقل عقبه من عقبات العراق الكبيرة .. لنسرع في تشكيل الحكومة حتى لا نقول كان من الأفضل أن لا ينتخب العراق سمير القريشي
#سمير_القريشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استفتاء الصدريون الدواعي والأسباب
-
وخسر المواطن العراقي مرة أخرى
-
قبل أن تعلن نتائج الانتخابات
-
وعي الناخب ما زال أسير النخب السياسية
-
المالكي .. انتصار محاط بهزيمة كبيرة
-
الانتخابات وأهميتها في صناعة القرار السياسي الخارجي للعراق
-
وابتدأت الحملة الانتخابية المرتقبة
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|