|
- تعالوا نتحاور -أنظمة الاستبداد تركت فجوة بين شعوب المنطقةشعوب أثخنها ظلم المستبدين ..
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 09:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البارحة أرسلت باسمي وباسم أسرتي (اسرة تحرير الخطوة) برقية تهنئة ل(جيراني ، وشركائي في الوطن) الإخوة الآشوريين السوريين ، وللآشوريين العراقيين ، ذلك بمناسبة عيد رأس السنة الآشورية المصادف لعام 6760 (آشوري) فوصلتني رسالة من أخ عزيزوغال يتسائل فيها كيف يرسل ممثل حزب كردي برسالة تهنئة للأخوة /الأعداء ؟؟ !! قال لي : تفضل ، لن تنشر المواقع الألكترونية الآشورية برقيتك .. لماذا تكتب لهم؟؟ تسائلت بدوري : وما ذنب جيلنا ، ونحنا في القرن الواحد والعشرين أن نتحمل وزر ممارسـات اســتبدادية من قبل بعض الأنظمة التي مــــــرت بكردستان ..؟؟!! فقد توالت على حكم كردستان مثلها مثل غيرها من الشعوب والأمم أنظمة عديدة مثلما توالت على دول المنطقة تماما ،ا فقد خضعت دمشق مثلا ألف سنة لحكم الروم والبيزنطيين ، وسنوات طويلة لحكم التتر والمغول والصليبيين والسلاجقة وآل عثمان والفرنسيين أيضا .. وخضعت كردستان لحكم الآشوريين ، والفرس ، والعرب ، والمغول والترك والفرنسيين أيضا لكن وبجلاء جيوش تلك الحكومات ، انجلى البغض والحقد بين شعوب المنطقة ومستعمريها ، لأن شعوب الترك والفرس والفرنسيين والانكليز والعرب لم يكونوا هم المستعمرين ، بل أنظمة بلادهم .. بأوامر من ملوكها ، ومستبديها .. فلو أننا سنحاسب الشعوب على ممارسة حكامها أو بالأحرى ظلامها، يعني ذلك أن الآشوريين والآراميين والكرد والكلدان يجب أن يعادوا شعوبا ً كثيرة منها العرب والفرس والروم (ايطاليا) والاغريق (اليونان) والفرنسيين والانكليز لأن جيوشهم احتلت بلادنا واستبدت بشعوبنا ، لأنه وكما قيل فإن الجيش الذي يدخل بلادا يعيث فيها فسادا .. والتجارب على هذا كثيرة أكثر من أن تعد وتحصى .. !! نابليون لم يستفتي الشعب الفرنسي الذي يعيش اليوم في بلاده عن رضاه أو عدم رضاه باستعمار المنطقة ، و جنكيز خان لم يستفتي شعبه المغلوب على أمره والذي يعيش حاليا في منغوليا حياة تخلف عندما اجتاح المنطقة برمتها .. بمعنى آخر إن ممارسات تلك القوميات في زمن معين كان تابعا لأمر السلطة التي كانت تحكم بلادها . فظلم الأمويين الذين سوريا واجتاحوا كردستان والعراق ، والحجاج الذي قال للمصلين في بيت من بيوت الله : " أرى رؤوسا ً قد أينعت ، وقد حان قطافها ، وإني لقاطفها .. وعمل بالسيف فقتل مئات المصلين ..) ، و أول خلفاء بني العباس(أبو العباس السفاح) لا يتحمله العرب اليوم رغم أن شريحة كبيرة منهم تفتخر بمجازره حتى اليوم . وفي العصر الحديث لا يمكننا أن نعادي كل العرب لأننا عادينا سلطة الاستبداد كحكم الطاغية المقبور صدام حسين (مثلا) الذي كان عهده عهد قتل واستبداد وحروب ، واعتداء .. تلك الجرائم التي ارتكبها كانت من تدبيره وبإذن منه ، وبأوامر منه ، والعهد الذي حكم فيه العراق كان عهد حكم سلطة استبداد وظلم وقهر للعراقيين كافة .. لكن العراقيين منه براء ، ولما سقط حكمه لم يكن له معين . ومن هذا المنطلق أيضا لا يمكننا الحكم على العرب من خلال ظلم صدام ، ونشره للثقافة العنصرية ، والاعتداء على الجيران .. بأنه عهد العرب ..
العرب بشكل أو بآخر لا يتحملوا جرائم صدام بحق شــعبه ، ولا بحق الجارة ايران .. !! والشعب التركي أو الشعب الفارسي ليس لهما علاقة بما تخطط له سلطات بلادهم .. علينا ، جميعا شعوبا وقوى سياسية فتح باب الحوار والسجال ليفهم واحدنا الآخر .. أن يقبل واحدنا الآخر .. أن يعترف واحدنا بالآخر .
لا يمكن أن يعادي الآشوريين جيرانهم الأكراد لغلطة قامت بها سلطة سياسية في زمن مضى ، ولا يمكن للأكراد أن يعادوا الآشوريين لظلم سلطة الآشوريين في عهد سلطة طغاتهم . من المفروض أن نتناسى الأحقاد ، ونفتح باب الحوار بيننا على أساس الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر .
بالمناسبة ، فإن الســلطة المنتصرة هي التي تحدد ثقافة المجتمع ، وباسمها يكتب كتاب عصرها تاريخ أمجادها وبطولاتها .. إن ستين عاما ً من قيام اسرائيل كفيلة بزرع فكرة الصهيونية بين المهاجرين اليهود الذين استوطنوا فلسطين . ليس ذلك فقط بل حتى أن الجيل الجديد من اليهود يعتقد أن الفلسطينيين إنما هم غرباء قدموا من دول الجوار ، ويجب عليهم الرحيل .. جيل كامل من الألمان والنمساويين كانوا يهتفون لهتلر .. ولما انتحر ، واستلم غيره الحكم انقلبوا على هتلر وُمنع الناس أن يسموا أبنائهم باسمه . أربعين عاما من حكم البعث جعلت الجيل الجديد من الشعب السوري والعراقي يعتقد أن هذه البلاد كانت عربية ، وأن الآكراد والآشوريين والآراميين هم غرباء ، قدموا من مناطق أخرى واستوطنوا بلاد العرب .. !!
إنه الإعلام وثقافة الحكم القائم . انظروا الصورة المرفقة ، إنها للسيدة الأولى في ايران الشاه (فرح ديبا ) هل تروا كيف كان الشيوخ يقبلون يدها ؟!!
هذا أيام الشاه ، لكن في أيام الملالي أجبرت المرأة التي كان الملالي يقبلوا يدها على لبس الشادور الذي تخلعه غالبية النساء الايرانيات حالما يخرجن من الحدود الايرانية .. !! انظروا في الصورة كيف كان صدام يتعالى على شعبه عندما كان صاحب الشأن والجاه .. لكنه ولما سقط ، تخلى عنه الشعب العراقي برمته ، وقبض عليه في جحر مهجور .
انظروا ملك المغرب كيف يعطي يده للجنرال أوفقير ليقبلها له ..
وانظروا إلى إمام المسلمين وملك ملوك أفريقيا ، وقائد القمة العربية كيف يعطي يده لمسؤول في لجانه الثورية ليقبلها له .. السلطة تنشر ثقافتها ، السلطة تجبر الشعب على الخضوع لثقافتها .. ومن هذا المنطلق لا أستغرب في من يقول من الإخوة العرب أنتم أجانب ، هيا ارحلوا .. إنه الثقافــة المزورة والإعلام المزور .. إعلام الســـلطة والمصفقين للسلطة .. ذلك لأنه ومنذ أن استلم العقيد أديب الشيشكلي "أول ديكتاتوريحكم سوريا " السلطة في البلاد ومن ثم عبد الناصر وبعدهما البعث .. والأجيال من الشعب تتعلم في المدرسة ، وتقرأ في الصحيفة ، وترى في التلفاز ، وتسمع في الراديو أن سوريا عربية ، ولا يوجد غير العرب فوق أراضيها ... من هذا المنطلق ، لا أعادي العرب في بلادي لأن ثقافة السلطة غسلت الأدمغة وجعلت ثقافتها حجاب بينهم وبين الحقيقة لاسيما البعيدين عن الانترنيت ، ووسائل الإعلام على مختلف مصادرها . وللأسف فإن البعض يتناسى ممارسات كل أولئك المستبدين ، ويعادوا أبناء بلدهم وشركائهم في الوطن بحجج تاريخية . ثقافة السلطة زورت اسم المستبد جعلته الشعب كله ، ومن هنا ينبع خطر ربط بعض الأنظمة اسمها بالوطن ككل ، لأن من ينتقد ظالم لا ينتقد كل الشعب ، ولا ينتقد الوطن .. هناك فرق كبير ، فلننتبه ، الحاكم مؤقت ، والوطن باق لأهله إلى الأبد . فلنتحاور .. = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = * عضو قيادي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا عن حقوق الإنسان ، وأين هيئة الأمم من قضية الشعب الكردي
...
-
فلتصمت معارضة كسيحةغير قادرة على شجب الجريمة الكرد واجهوا ال
...
-
إذا كبر ابنك اعرف أنك هرمت
-
حملة تضامن مع المعتقلات السوريات
-
جيش القمع البعثي في دمشق يحتفل بيوم انقلاب البعث المشؤوم ويع
...
-
حول مقال الطائفية والاعتراف باسرائيل للأستاذ محمد سيف الدولة
-
الغلابة انتصروا والريس حصد الكاس*
-
الممارسات الأمنية المذلة للكرامة الإنسانية تدفع الشاب رمضان
...
-
زرنقة
-
امسح لي الاسم من GOOGLE
-
بمناسبة إغتيال مهاباد الشهيدة الكرد .. بعد كل اغتيال .. صحوة
...
-
حكامنا ظلموا فخافوا ، وحكامهم عدلوا فحكموا
-
ماما : اكتبي وصاياي
-
ماما : اكتبي لله أن يرسل هداياي
-
الذكرى ال 126 لميلاد الكاتب والفيلسوف جبران خليل جبران
-
بعد سيندي ، سنوبي وديزي ، وهيري ، وبيترقطط وجرذان وخنازير غي
...
-
- رثاه شوقي ، وحافظ ابراهيم ، وهاجمه الجندي والسقاف -
-
معك قلوبنا ياابن أخي ..أيها الكردي .. أيها المنفي
-
ماذا عن مفهوم المواطنة في ظل حكم ديموقراطي جدلا ؟
-
تغيير نظام وليس إسقاط دولة !!! حوار مع تجربة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|