أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم المغربي - ملاحظات حول بعض خلفيات نقاد -ندوة مراكش-















المزيد.....


ملاحظات حول بعض خلفيات نقاد -ندوة مراكش-


ابراهيم المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 20:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا حديث اليوم داخل مختلف التيارات المحسوبة على "أقصى اليسار" سو ندوة مراكش التي نظمته بعض الفصائل والتيارات الطلابية، وقد أثار الإعلان عن تنظيم هذه الندوة سجالات قوية في صفوف جميع المناضلات والمناضلين ومختلف التيارات السياسية التي انقسمت بين مؤيد للندوة ومعارض لها.
ورغم أن هذه الخطوة في حد ذاتها لا تشكل في حقيقة الأمر سوى مجالا للنقاش الديمقراطي الجماهيري، فإن الزوبعة التي أثارتها تشير إلى حدة الاحتقان الذي لازال طاغيا ومتأصلا وسط هذه التيارات وهو الشيء الايجابي الأول الذي كشفت عنه الندوة دون قصد أي إبراز التقاطبات وكشف طبيعة الاختلافات والصراعات بين هذه التيارات
سوف نحاول من خلال هذه القراءة الأولية الكشف عن مضمون ردود الأفعال التي أثارتها الندوة خصوصا من جانب الرفاق والتيارات التي عارضت الندوة وهاجمتها، وسوف نركز بالأساس على الحجج التي قدمها هذا التيار آو ذاك في نقده للندوة.
وبالرغم من أن العديد من التيارات والمجموعات أعلنت بشكل قاطع معارضتها للندوة فإن ذلك لا يعني وضع جميع هذه التيارات في سلة واحدة، بل هناك اختلافات جمة لم تكشفها صيغ النقد والهجوم بقدر ما كشفتها خلفيات كل طرف منتقد. ويمكن أن نصنف التيارات المعارضة للندوة إلى ثلاث اتجاهات، هذا إذا أردنا أن نتحدث عن "تيارات".
الاتجاه الأول: هو اتجاه حكمته أحقاده على الماوية والماويين، وهذه حقيقة باتت بارزة وواضحة لكل متتبع لشأن الحركة الشيوعية بالمغرب. فبالنسبة لهذا الاتجاه فكل ما يصدر عن الماويين هو "تحريفية" و"انتهازية" .... الخ من المصطلحات المشابهة.
هكذا كان الأمر مثلا في الملتقى الوطني الرابع للتنسيقيات، وهكذا كان الأمر في حركة المعطلين، وهكذا كان الأمر أيضا مع بعض الاختلافات الطفيفة فيما يخص لجان دعم المعتقلين ....الخ.
إن هذا الاتجاه ليس له في حقيقة الأمر من مهام في المرحلة الراهنة سوى معارضة الماركسيين اللينينين الماويين، ولا يدخر جهدا في ارتكاب أية حماقة قد تؤثر على عمل الماركسيين اللينينين الماويين داخل الحركة الشيوعية ووسط المناضلات والمناضلين.
إن الحقد الذي يحمله أنصار هذا الاتجاه، اتجاه الماركسية اللينينة الماوية له تاريخ طويل، أهم ما فيه هو أن نضال الماركسيين اللينينية الماويين داخل الحركة الشيوعية وداخل الجماهير قد كشف أن هؤلاء السادة لا يملكون اي وجه فكري او سياسي، وأنهم عاجزين عن تقديم أي شيء للحركة الشيوعية في المرحلة الراهنة مقابل ذلك ولدرء هذا العجز أصبح هؤلاء السادة في مرحلة سابقة "ينظرون" لضرورة بقاء الوضع على ما هو عليه حتى لا يكشف عجزهم، بمبررات عديدة كان أبرزها في تلك المرحلة هو دعوتهم "للكف عن الصراع الفكري والسياسي لنه يضعف الحركة ويشتتها" لقد كان هذا الشعار لدى هؤلاء هو بمثابة الرد على الشعار الذي رفعه الماركسيون اللينينيون الماويون، اي شعار: "الوضوح الفكري والسياسي". ولأن هؤلاء مجرد عاجزين فكريا وسياسيا فإن كل دعواتهم وتحاليلهم الداعية للانتظارية لم تستطع أن تصمد في وجه ما قدمه الماركسيون اللينينيون الماويون من حجج دامغة حول أهمية وضرورة الصراع الفكري والسياسي الديمقراطي وسط الحركة.
بعد ذلك سوف يتحول اتجاه نقد هذا "التيار" إلى إعلان العداء التام للماركسيين اللينينين الماويين خصوصا بعدما انتزع هؤلاء الأخيرين احترام الجميع داخل الحركة ش، ورفعوا شعارا آخر هو مواجهة الماويين. لقد حاولوا بكل ما لديهم من جهد تجييش وتعبئة أكبر عدد من المناضلين تحت هذا الشعار، خصوصا أولئك الذين كانت لهم اختلافات وصراعات مع الماركسيين اللينينيين الماويين، وفي جميع هذه المراحل كان هؤلاء السادة يأخذون من الطلبة القاعديين مطية للوصول إلى أهدافهم تارة بدعوى "تحصين فصيل الطلبة القاعديين" وتارة أخرى تحت ستار " الدفاع عن ثوابت القاعديين" ولأن الماركسيين اللينينيين الماويين لا يعتبرون نضالهم داخل الحركة الطلابية سوى مسألة ثانوية بالمقارنة مع نضالهم داخل الحركة الشيوعية بغية بناء حزب الطبقة العاملة فإن كل ذلك الهجوم، الذي انجر إليه مع كامل الأسف مناضلون نحترم مبدئيتهم، لم يستطع تحقيق أي من أهدافه سوى زيادة الاحتقان بين المناضلات والمناضلين وتصعيب مهمة الرقي بالصراع نحو ما يخدم الحركة بشكل عام.
إن كل ذلك يوضح بجلاء ما قد يفعله ويتفوه به هؤلاء السادة عند مشاركة الرفاق بالنهج الديمقراطي القاعدي، في الندوة المنظمة بمراكش بالرغم من أنهم لم يكونوا مبادرين للدعوة لها كما يعرف الجميع ذلك.
ما هي حجج هؤلاء السادة في نقدهم للندوة وما هي الحماقات التي أعلنوا عنها في هذه المناسبة؟
في أول الأمر وقبل الكشف عن أرضيات مختلف المشاركين في الندوة، اتجه هؤلاء السادة إلى تصنيف الندوة بأنها على شاكلة "الحوار الفصائلي" الذي انخرطت فيه بعض الفصائل الطلابية في بداية التسعينات. وأن أرضية الندوة خصوصا الشق المتعلق بالعنف هو إعلان التخلي عن المواجهة مع النظام والقوى الرجعية الظلامية..."
انظروا إلى هذه الحماقات الصبيانية،فكل من يعرف الماويين ولو حتى من بعيد، لن يصدق هذه الأكاذيب، ولأن موقف الماركسيين اللينينيين الماويين من مسالة العنف ضد القوى الرجعية بجميع تلاوينها واضح ليس فكرا وفقط، بل وممارسة أيضا، ولأن إحدى المهام التي يضعها كل ماركسي لينيني ماوي داخل الحركة الجماهيرية أمام أعينه هي إنماء وتطوير الصراع ضد النظام والرد على هجماته القمعية بالعنف الجماهيري المنظم لكل ذلك فإن هذا الهجوم لم يلقى أي صدى له او أي تأثير داخل المناضلين.
أما بخصوص "الحوار الفصائلي" فإن الأرضية التي تقدم بها الرفاق داخل النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش قد أخرست هذا النقد، خصوصا وان الندوة نظمت بشكل جماهيري واسع وبحضور المدافعين عنها والمنتقدين لها. لكن رغم ذلك نود أن نقول بعض الكلمات حول الموضوع.
هؤلاء السادة يحاولون تشبيه الندوة بما سمي"الحوار الفصائلي". إن هذا التشبيه له دلالتان، أولهما أن هؤلاء السادة لا يعرفون شيئا عن تاريخ الحركة الطلابية، بشكل عام وعن "الحوار الفصائلي" بشكل خاص. وهذا الاحتمال هو في اعتقادي ضئيل لأن بعضهم عايش تلك التجربة في بداية التسعينات.
ثاني الاحتمالات هو أن هؤلاء السادة لم يجدوا ما ينتقدون به الندوة سوى بالمؤامرة والأكاذيب خصوصا وهم يعلمون أن موقف كل مناضلي(ات) النهج الديمقراطي بجميع المواقع واضح من تجربة "الحوار الفصائلي" وهذا الاحتمال هو الاحتمال الأكثر ورودا نظرا لطينة وأخلاق هؤلاء السادة ونظرا لتاريخهم المليء بمثل هاته الممارسات.
إن "الحوار الفصائلي" الذي اعتبره حتى أنصار الكراس حينها "قيادة في الظل" قد انتقده النهج الديمقراطي القاعدي ليس من زاوية وجود حوار بين بعض الفصائل لأن هذا الحوار هو موجود كل يوم في الحلقيات والنقاشات الجماهيرية داخل الكليات والجامعات. إن النقد الذي قدمه النهج الديمقراطي القاعدي ينطلق من الرؤية السياسية والبرنامجية لهذا الفصيل، و حدد خلفيات ذلك "الحوار الفصائلي" بأنها محاولة أولا لإيجاد حد أدنى سياسي بين فصائل معينة لا تراعي مصلحة الحركة ومصلحة الجماهير بقدر ما تهمها مصلحتها السياسية، ثانيا لإيجاد الصيغ السياسية لأجل بناء او إعادة بناء أوطم بشكل بيروقراطي على صيغة اللجان الانتقالية، وثالثا لأن ذلك الحوار كانت تحكمه رهانات سياسية لأولئك الذين كانوا في الخلف يهيئون لولادة "حزب قدماء القاعديين"، ولعل ما كشف عنه "التجميع" الذي انطلق بعد ذلك بمدة قصيرة قد أكد كل تحاليل الطلبة القاعديين آنذاك.
طبعا قد ظهر في صفوف القاعديين بعض المناضلين والتيارات التي اتخذت وجهة أخرى في نقد "الحوار الفصائلي"، أي اتجاه يميني وبالمناسبة فإن هؤلاء السادة الذين ينتقدون الندوة كانوا من بين المدعمين له (وهم ما اصطلح عليهم حينها بوجهة نظر 94)، واتجاه "يسرواي" خلص إلى أن مجرد التعامل مع "الأطراف" داخل الحركة الطلابية وحتى وإن كان على شكل حلقية نقاش هو تحريفية وأبدعوا آنذاك حماقة "القوى اللاأوطامية" التي سوف تتحول فيما بعد إلى صيغة "القوى الرجعية"...الخ من الحماقات الصبيانية.
إذن، اي وجه فكري للتشابه بين ذلك وبين كل الندوة التي نظمت بشكل جماهيري (حضرها ازيد من 1000 طالب ووزعت فيها 75 مداخلة بما فيها مداخلات اشد مهاجميها) وبأرضيات واضحة جدا حول الهدف منها وخلفياتها.
لاشيء سوى ما قلناه سابقا حول أخلاق وطبيعة فكر وممارسة هؤلاء السادة النقاد.
لكن نقد هؤلاء السادة سوف يتحول إلى اتجاه آخر مباشرة بعد نشر الرفاق في النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش رؤيتهم والأرضية التي حكمت مشاركتهم ومساهمتهم في الندوة،حيث أصبح الهجوم مباشر ليس على الندوة وإنما على الماويين، بدعوى أنهم انفردوا بنشر أرضية تعبر عن وجهة نظرهم وحدهم وأنهم يحاولون احتواء الأطراف المشاركة في الندوة وممارسة الزعاماتية عليهم ... الخ. من الأكاذيب، لقد كان الهدف هنا واضحا، أي خلق التصدع وسط المشاركين بالندوة والرهان على فشلها أو تأجيلها، خصوصا وان الهجوم اتخذ كوجهة لع اعتبار الندوة هي خطوة للنهج الديمقراطي القاعدي بمراكش، في حين أنها جاءت بمبادرة لأحد الرفاق المعتقلين السياسيين السابقين لأوطم، والذي بدوره لم ينجوا من هجوم وتشهير حقير من طرف هؤلاء السادة.
وفي سياق المرحلة الثانية من نقد وهجوم هؤلاء السادة سوف تتردد أخبار عن نية أنصار "الكراس" الانسحاب من المشاركة في الندوة، بعدما أعلنوا سابقا مشاركتهم فيها، وهنا أيضا سوف يحاول هؤلاء السادة الصيد في الماء العكر، وأصبحوا يشيدون بأنصار "الكراس" ويشجعونهم على الانسحاب وان انسحابهم هو ضربة للماويين !! (أنظروا إلى هذا العبث) وان هذا الانسحاب هو خطوة في الاتجاه الصحيح"...الخ.
إن هذا الهجوم وبهذه الطريقة قد أثمر أكله، بعدما دخل آخرون على الخط، وأعلن أنصار الكراس على تنظيم أيام ثقافية بوجدة موازية لتاريخ انعقاد الندوة في مرحلة أولى ونشر بيان يعلنون انسحابهم من الندوة في مرحلة ثانية، وهو ما سوف نعود إليه لاحقا.
بعد كل ذلك سوف يحاول هؤلاء السادة إبداع "الحجج" للهجوم على الندوة كالقول مثلا إن مشاركة "الطلبة الثوريين" كفصيل هو تنازل!! لأن "الطلبة الثوريين" ليسوا فصيلا وإنما تيارا سياسيا!!! ليرى الجميع هذه الحماقات.
بل هناك من ذهب إلى حد القول إن مجرد مشاركة "الطلبة الثوريين" هو اعتراف بالتروتسكيين داخل الحركة الطلابية، فما هذه البلاهة، إن من يقولون ذلك نجهدم مرغمين هم الآخرين للتعامل مع أنصار الأممية الرابعة أو حتى "أنصار لويزا حنون، داخل النقابات بقطاع التعليم او الجماعات المحلية أو غيرها.
هذا كل ما لدى هذا الاتجاه"
أما الاتجاه الثاني من داخل "النقاد" فقد كانت له تقريبا نفس "حجج" الاتجاه الأول فتارة ينعت الندوة بالخطوة الفوقية وبالبيروقراطية" وتارة أخرى وصل به الحديث عن مؤامرة وجريمة ضد الحركة الطلابية !! وطبعا هؤلاء السادة لا يقدمون آي دليل أو حجة لتبرير مواقفهم، فكما عهدناهم يطلقون "الأحكام" و"النعوتات" دون بدل ولو حد أدنى من الجهد لتوضيح وجهات نظرهم، وهذا شيء غريب ما يفسره هو ان هذا الاتجاه لحدود الساعة لازال يبحث لنفسه عن موقع داخل الحركة الشيوعية في المرحلة الراهنة، وإذ نتحدث نحن هنا عن "اتجاه" فهذا ليس إلا من باب ما تفرضه الكتابة، حيث غياب أي وجه فكري وسياسي له هو اهم ما يميز هذا "الاتجاه".
لكن ما هو اكثر من غريب، أي ما هو فظيع أن النقد يصدر من أناس كانوا من أكثر المتحمسين لمشاركة بعض المناضلين الذين كانوا محسوبين على الخط الماركسي اللينيني إبان التسعينات في مسلسل التجميع الذي استهدف تصفية الحملم، نعم إن هؤلاء السادة الذين يصرخون في وجه الندوة، وفي وجه المنظمين لها، ويحاولون بكل الطرق منع كسبها اي تعاطف وتأييد حتى من داخل الإطارات والهيئات الأخرى خارج الحركة الطلابية، هم أولئك الذين تمسكوا وادفعوا عن المشاركة في التجميع إبان أواسط التسعينات إلى درجة أن حماستهم لتلك المشاركة ساهمت في إحداث إحدى اكبر الانشقاقات في صفوف الطلبة القاعديين في العديد من المواقع الجامعية. و هو الاتجاه الذي أصبح من حينها يعرف بوجهة نظر 96.
نحن هنا لسنا بصدد محاكمة أصحابنا على دعممهم للمشاركة في التجميع ولا حتى على ما كانوا يدافعون عليه من أطروحات تصفوية، لأن ذلك العمل قد قام به رفاق في تلك المرحلة، و أيضا لأن المجال لا يتسع هنا في هذه المقالة، لكن ما نود أن نلفت نظر الرفاق إليه هو كيف يتعامل هؤلاء السادة، فهم من جهة يهاجمون الندوة بدعوى الفوقية وبدعوى التخلي عن البرنامج المرحلي...الخ، في حين أن الكل يعلم بمن فيهم هم أنفسهم أن الندوة كانت محطة للتواصل وللنقاش الديمقراطي الجماهيري.
لكنهم من جهة ثانية كانوا من اكبر المدافعين والمتحمسين لمشاركة بعض المناضلين الذين كانوا محسوبين على الصف الثوري إلى جانب تيارات سياسية استهدفت تصفية الحركة الثورية ببلادنا من خلال ما سمي آنذاك بــ"تجمع المناضلين الديمقراطيين الجذريين"، ومن أجل تأسيس إطار سياسي على أنقاض ما تبقى من الحركة الماركسية اللينينية.
هذا ليس الكيل بمكيالين، بل هذه هي قمة الانتهازية، صحيح أن نقد العديد من الرفاق لوجهة نظر المشاركين في التجميع في أواخر التسعينات قد فرضت على هؤلاء السادة إخفاء دعمهم وحماستهم، حيث تم تعويض القول بأن مقال "التحاق الشجعان" هي آخر ورقة ماركسية لينينية !! إلى القول ان تلك الورقة لا تلزم الحركة الطلابية وهي غير موجهة للحركة الطلابية، وبالتالي لا داعي لنقاشها او حتى لتقديم موقف منها.
واليوم بعدما أصبح الكل يعرف مآل أولئك الرفاق الذين انغمسوا حتى أخمص قدميهم في العمل الحقوقي، هاهم رفاق لهم يهاجمون ندوة جماهيرية.
إن بعض أنصار هذا الاتجاه قد حظروا الندوة وفتح أمامهم المجال على مصراعيه للتعبير عن مواقفهم، وقد فعلوا ذلك. فالرفاق المحتضنين للندوة ونخص هنا بالذكر مناضلي وقواعد النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش قد أبانوا في ذلك عن نضج في التعاطي لن تجده في أي موقع آخر تقريبا، حيث ان هؤلاء النقاد لم يكتفوا بنقد الخطوة باعتبارها خطوة فوقية او بيروقراطية، بل ذهبوا إلى درجة أنهم تحدثوا عن مشاركة الامبريالية في الندوة في إشارة إلى "الطلبة الثوريين" وانهالوا بالنقد على موقع مراكش ...الخ.
ترى هل يسمح هؤلاء السادة لأي تيار سياسي كان ان ينتقدهم بذلك الشكل في موقع فاس؟ الجميع يعلم كيف يتعامل هؤلاء "الديمقراطيون" مع من ينتقدهم. إن هذا الدرس الذي لقنه الرفاق بموقع مراكش لهؤلاء السادة لهو من اكبر مآثر ندوة مراكش.
الاتجاه الثالث الذي انخرط في نقد الندوة له وضع خاص، حيث انه كان مشاركا في كل مراحل التهيئ للندوة، إنهم بالطبع الرفاق أنصار "الكراس" لقد كان هؤلاء الرفاق متحمسون للمشاركة في الندوة وساهموا في تدقيق مواضيع الندوة وفي تحديد تاريخها...الخ.
لكن بعد ذلك وبشكل "مفاجئ" سوف يعلنون عن انسحابهم من المشاركة، وهذا حقهم لا يمكن ان ينزعه منهم احد، لكن هذا لا يمنع إطلاقا من طرح السؤال على كيفية تعامل هؤلاء الرفاق، وطرح السؤال على المبررات التي قدمها هؤلاء الرفاق لشرعنة انسحابهم من المشاركة في الندوة.
إن الرفاق المنسحبين قد برروا انسحابهم بقولهم:
" وفي هذا الإطار وانسجاما مع بعض مستجدات الحركة الطلابية وبالخصوص الندوة المزمع عقدها بموقع مراكش في 23 من الشهر الجاري، ارتأينا الحضور في اللقاءات التحضيرية لهذه الندوة لأننا المبادرين إلى طرح مثل هذه الأشكال التي من شأنها أن تكون اللبنات الأولى لإعادة بناء أوطم، وكان واجبا علينا المشاركة في هذه اللقاءات من أجل الدفع بها إلى الأمام، لكن بعد تراكم بعض المعطيات وظهور بعض المستجدات في إطار التحضير لهذه الندوة، وبقراءتنا العلمية والدقيقة لشروط المرحلة الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية تبين بالملموس أن مثل هذه المحطات تستلزم مزيدا من الوضوح، خصوصا من بعض المواقف السياسية التي تتناقض والخط الكفاحي التقدمي لأوطم وإدراكنا للنتائج العكسية لهذه المبادرة على مصلحة الحركة الطلابية وأن هذه الخطوة لا يمكن أن تتبلور إلا بنقاش قاعدي تحتي في كل مواقع الصمود."
هذا دون ذكر أيه ماهي هذه المعطيات الجديدة و لا ما هي هذه المستجدات.
أولا من ناحية كيفية تعامل الرفاق، فاعتقد أنهم ارتكبوا خطأ تكتيكيا خطيرا، من دون شك سوف تكون له اكبر العواقب على مستقبلهم السياسي، من ناحية علاقاتهم بباقي التيارات داخل الحركة الشيوعية، فالرفاق حين أقدموا على هاته الخطوة، أي خطوة الانسحاب، وبذلك الشكل الذي أعلنوه في بيانهم سوف يطرح مستقبلا السؤال لدى كل تيار ينفتح على هؤلاء الرفاق عن مدى جديتهم ومدى مسؤوليتهم.
إن ما أقدم عليه الرفاق و خصوصا التبريرات التي أعلنوها في بيانهم سوف يجعل أي كان مستقبلا يطرح السؤال: هل بالفعل أن هؤلاء الرفاق جديين، صادقين مسؤوليين فيما يقولون؟؟؟
لقد فضل الرفاق المنسحبين الهروب إلى الأمام عوض التحلي بالمسؤولية و مواجهة الوضع بما يفرضه من ثبات و قناعة و ثقة في النفس، لقد خلق الرفاق لأنفسهم عقبة حقيقية و جدية.
إننا هنا لا نحاول أن نصادر حق هؤلاء الرفاق في الانسحاب من أي خطوة حتى و إن سبق لهم الاعلان عن المشاركة فيها، بل إننا نوضح أخطائهم في التعامل المسؤول و الجدي
أما من الناحية السياسية فإن الرفاق الذين أعلنوا أن الندوة سوف تكون لها نتائج عكسية على الحركة الطلابية مقدمين مبررا أخر صاغه الرفاق في بيانهم على الشكل التالي:
"وانضباطا لمقررات المؤتمر (15) الخامس عشر والضوابط التسع للبرنامج الديمقراطي القاعدي العام لسنة 1979، ولتصورنا العلمي الذي يوضح بشكل دقيق آليات العمل الوحدوي."
كما يعلم الجميع ان الرفاق أنصار الكراس و ان أليات العمل الوحدوي الذي أعنته الكراسة في مضمونه السياسي هو العمل الوحدوي مع ما سمته الكراسة نفسها "بالقوى التقدمية و الديمقراطية" في إشارة إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و باقي القوى الإصلاحية، فهل لا زال الرفاق يدافعون على نفس الموقف؟ و هل ما طرحته الكراسة سنة 1984 هو ذاك ما يقصدونه بقولهم:"ولتصورنا العلمي الذي يوضح بشكل دقيق آليات العمل الوحدوي"؟

كلمات للجميع قبل الختام

لقد مرت الندوة بمشاركة جماهيرية واسعة جدا و في جو ديمقراطي ناضج جدا فتحت في وجه المشاركين و الداعمين لها بنفس المقدار للمناهضين لها، و ذلك ترسيخ عملي و حي للبعد الجماهيري و الديمقراطي لأوطم و ليس مجرد ترداد شعارات محفوظة دون ادني استيعاب لها,



#ابراهيم_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات من تاريخ الماوية بالمغرب: وثيقة تاريخية لمنظمة -إلى ال ...
- الحركة التضامنية مع المعتقليبن السياسيين وسؤال الوحدة
- معركة مراكش: النتائج و الافاق
- حركة المعتقلين السياسيين بمراكش - دروس و عبر -
- انتفاضة مراكش تكشف حقيقة -حركة لكل الديمقراطيين


المزيد.....




- عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
- تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
- «نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم ...
- متضامنون مع المناضل محمد عادل
- «الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج ...
- تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
- أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند ...
- السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال ...
- سلطات مدينة إيربيت الروسية تقرر نزع ملابس -ديد ماروز- عن تمث ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم المغربي - ملاحظات حول بعض خلفيات نقاد -ندوة مراكش-