جابر السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 10:59
المحور:
الادب والفن
تشرين كان سحابة
مرت على أقصى الجنوب
مكسوة بالماء
ضرج خدها لون المغيب
والروح شتلة عنبر
يجتثها موج الرحيل
ذرفت على باب المضيف
دموعها
وتناوح المتجمهرون
فرمت على الأرض الندية نفسها
وبكت وعانقت التراب
ميسان كانت حلوة
كانت كوجه امرأة في الأربعين
قالت وحاصرها النشيج
الضفة الأخرى اغتراب
قمر على الشرفات يبكي
سرقت مصابيح الدروب بهاءهُ
وتنز نافذة بعيدة
عبر أنسجة الستائر ضوئها
وتنز أخرى
ثم أخرى
ثم ألاف النوافذ
وتجف في عين المهاجر دمعة
وينام في دمه الحنين
في البدء تبهره
المصابيح الملونة الشعاع
وتفيق خطوته الغبية
من رقاد الخوف
حائرة المصير
ويتيه من درب لدرب
ليل وضوء راقص
ليل وعاشقة يبلل
شعر صاحبها المطر
ضوء على الإسفلت
يرقص في التماعات المطر
وخطى لأول مرة
ترتاد أرصفة المدينة
عرت له
جسد القصيدة وارتمى
في حجرها
يبكي اغترابه
#جابر_السوداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟