أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيسها














المزيد.....

ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيسها


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى هذا العام تكون جامعة الدول العربية قد وصلت الى سن الخامسة و الستون من العمر لتكون مع الامم المتحدة المنظمة الاقدم فى العالم.السؤال الذى يمكن طرحه هنا ماذا حققت المنظمة الاكثر قدما فى العالم للمواطن العربى. لا يمكن الاجابة على هذا السؤال الامن خلال معرفة واقع حضور الجامعة كحقيقة سياسية ملموسة فى الواقع العربى.و يبدو لى ان الغالبية من العرب لا تعرف عن الجامعة سوى انها عبارة عن بناية مطلة على النيل و بها مندوبين عن الدول الاعضاء و سكرتير, و ان عملها يقتصر على اجتماعات دورية تنتهى كالعادة ببيان شجب و استنكار خاصة فى قضايا الموضوع الفلسطينى و انها تنظم او تشرف على مؤتمرات القمة العربية التى بلغ عددها 22 قمة معظم المراقبين يروا انها هى ايضا لا تسمن و لا تطعم من جوع. اما لناحية موقف الجامعة حول العراق و معاناة الشعب العراقى منذ الحصار و حتى الغزو فهو عار بكل المقاييس.


لقد ولدت جامعة الدول العربية فى ظروف عربية و دولية معقدة.فقد كان معظم العرب واقعين تحت مختلف انواع الاحتلالات و الوصايات الغربية و اذا ما تجاوزنا نظرية المؤامرة التى تقول ان تاسيس الجامعة كانت فكرة انكليزية و عن الدور الذى قيل ان انطونى ايدن لعبه فى هذا المجال فان اداة القياس التى يمكن استخدامها هنا هو مستوى حضور الجامعة على مستوى الحياة السياسية العربية. و من باب المقارنة فالاتحاد الاوروبى الذى تاسس1976 من ست دول العام بات اليوم يضم 27 دولة بعدد سكان يصل الى حواى 500 مليون مواطن.و قد بات اليوم بعدما نجح فى تشكيل برلمان اوروبى و عملة موحدة من اهم المنظمات الاقليمية الفاعلة فى العالم التى تهتم بقضايا متعددة من الاقتصاد و الامن و السياسة الخارجية الى مجال البيئة.

و يمكن للمواطن الاوروبى العادى ان يشعر بانجازات الاتحاد من خلال الحصول على حقه بانتخاب برلمان اوروبى و حق السفر بلا تاشيرة و حقه فى الاقامة فى اى بلد من دول الاتحاد الى ما هنالك من حقوق يمكن للمواطن العادى تلمسها.
اما فى الحالة العربية فلم تغادر الجامعة منذ تاسيسها منطق ثقافة البلاغة و ثقافة الانشاء التى باتت موضع تندر من المواطنين العرب الذين سمعوا عنها منذ ولادتهم و لكن لم يروا اى اثر ملموس لها على الواقع العربى.

السؤال الذى لا يمكن تجنبه فى هذا المجال هو لماذا تقدمت المنظمات الدولية الاخرى و ظلت جامعة الدول العربية تكرر نفسها و كان العالم لم يزل يعيش ذات ظروف نشاة الجامعة.
هناك اشياء كثيرة يمكن ان تقال فى هذا الصدد اولها ان الجامعة ما هى الا انعكاس لارادة عربية مغيبة بفعل ارادى. كيف يمكن تطوير و تحديث جامعة الدول العربية ما دام القيمون عليها يعيشون فى اوطانهم الصغيرة فى مرحلة ما قبل الحداثة.

و لعل هذا قد يساهم فى تفسير حالة الموت السريرى لجامعة الدول العربية لان الذى اوجد الجامعة مريضا فكيف يمكن علاج الجامعة التى دخلت فى امتحانات كثيرة فى الازمات العربية و لم تتمكن من حل او فرض حل فى كافة الازمات التى سعت لحلها ربما باستثناء لبنان حيث جاء التدخل الثانى فى مرحلة لم يعد فيها اللبنانيون قادرين فيها على الاستمرار فى الحرب الاهلية, الامر الذى سهل الحل العربى و الذى لم ياتى حقيقة من الجامعة العربية بل من الدول العربية الاكثر نفوذا كالمملكة العربية السعودية.
هناك الكثير من التساؤلات ايضا حول دور الجامعة فى تطوير العمل المشترك على مختلف الصعد الاجتماعية و التربوية و الاقتصادية و الدفاعية.

و من المؤسف ان رصيد الجامعة فى مختلف مناطق العمل العربى المشترك رصيد لا يعتد به رغم وصول الجامعة الى ما بعد مرحلة سن الرشد.
اما القول ان الجامعة تمكنت من المحافظة على الحد الادنى من التعاون العربى فهو كلام يصب فى ابقاء حالة الستاتك كو و لا يسعى لقراءة حقيقية لتاريخ الجامعة الذى لا يمكن ان يقبل فيه المرء ان يعتبر مجرد المحافظة على هيكل غير فاعل انجاز يستحق التقدير.


ان مسالة تطوير و تحديث الجامعة باتت امرا ملحا لانه يتعلق بتطوير بنية المجتمعات العربية لاجل تشكيل صيغ تعاون حديثة لاجل نقل المجتمعات العربية لعصر الحداثة و عصر العقل العلمى و لعل العمل لتحديث العمل العربى المشترك سيساهم فى تعميم ثقافة التغيير باتجاه عقلنة المجتمعات العربية التى لا بد ان تنعكس ايجابا على مختلف اصعدة الحياة.
الكاتب مؤرخ نرويجى من اصل عربى فلسطينى.كتاباته مترجمة لاكثر من عشر لغات



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيسها