أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - من يقلب الطاوله على الأمريكان ..















المزيد.....


من يقلب الطاوله على الأمريكان ..


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارسلت ايران الف ضابط من حرس الثوره الى لبنان لأسناد دورها ..
فكم ارسلت من ضباط فيلق القدس الى العراق لتواجه الشيطان الأكبرعلى ارض الرافدين ، ذلك هو السؤال المؤرق لدوائر المخابرات المعنيه بالملف الايراني في العراق . ويبدو ان المؤسسه الأمنيه الأمريكيه لها اولويتان عشية اعلان نتائج الأنتخابات العراقيه ، اولاها دولية واقليمية الأبعاد اساسها تعقب آثار وظلال محسن فخري زاده ابو البرنامج النووي الأيراني ، وثانيهما عراقيه تقوم على تعقب اجراءات العميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس والذي تتهمه الولايات المتحده بدور كبير في توجيه احداث العراق السياسيه وتحولاتها الدمويه ، وبرغم ان ايران تنوّع ادوات فعلها في العراق من خلال ثلاثة اجهزه معروفه ذات صلاحيات كبيره ماليه واداريه مثل اللجنه الخاصه لشؤون العراق في الخارجيه الأيرانيه ، ولجنة التطوير الأقتصادي ، واللجنه العراقيه الأيرانيه وهي لجنة شامله ومفتوحه على كل خيار متوقع ، لكن لكل من اللجان ارتباطات حيوية ومباشره بالقياده الأيرانيه ، وبالعميد سليماني مباشرة .
ويبدو ان نتائج الأنتخابات العراقيه هي غير التي تريدها ايران ، فالجماعه التي فازت بأغلبية المقاعد في ضوء نتائج الأنتخابات ، علمانيون قوميو التوجه معتدلو الثقافه متهمون بالأنتماء للبعث ، كما انهم مختلفون في اللكنةِ والأرادة نحو بناء عراق تفكر به الأغلبيه من العراقيين الجانحين الى السلم والحياة المشتركه بين مكونات الشعب .. وهذه النتائج لم تربك فقط الوجود الأيراني في العراق ، بشكل اندفع فيه لتقليب الملفات وتحضير البدائل ، بل خلخـلَ الخطوات الأمريكيه البطيئه التي تقوم على اعلان حياديتها في العمليه الأنتخابيه ، او المرشحين لرئاسة الوزارة من خلال التحذير الخجول على لسان السفير كريستوفر هيل حول ظرورة تشكيل الحكومة وتكليف الكتلة الفائزه وتلافي المحذورات القائمة على احتمالات العنف والعنف المضاد . لكن العراق البلد العربي المسلم ، بكل اشكالاته هو واحدٌ بلدان الشرق الأوسط الذي يمثل ( ترسانه لاهوتيه ) على حد تعبير هنري كيسنجر فأنه يصعب تخيل انتصار قوى علمانيه تلوّح بحرية العقيده والتفكير وهي قوى مرشحه للأصطدام بمعوقات لااول لها ولاآخر مع دوغما العقيده الدينيه ونمطيات المذهبيه وسلطتها الراسخه . ان عودة العراقيه الى سطح الأحداث استدعى قتالا تراجعيا عند المجلسيين والصدريين وسط انسحاب كردي بعيدا عن الضوء في الأسبوع الأول بعد الأنتخابات . وقد جس المجلسيون نبض العراقيه وتوجهاتها حيث وجدوا التلاقي في نبرة المشروع الوطني كما يلتقون مع الصدريين في اتفاقهم على رفض تولي نوري المالكي ولاية أخرى ، فيما لوح الجلبي بالأنسحاب و اعلنها الجعفري صراحة رفضه الألتقاء مع علاوي .الصيغه الأكثر رفضا و وضوحا وتمثيلا لتداعيات الموقف هو ان المالكي لم يكتف بعدم تهنئة الفائز وفق النتائج المعلنه بل اصر على التشكيك بالنتائج ..
*
اللقاءات التي تنعقد في طهران خلال هذه الفتره بين الأحزاب الدينيه الممثله في الأئتلافيين ودولة القانون والصدريين واحزاب دينيه ومذهبيه اخرى ، تريد ترجمة مقولة قلب الطاولة على الأمريكان ، وهي آخر الأسلحه الأيرانيه لمواجهة نتائج الأنتخابات ووضع الأمريكان في زاوية ضيقه ، بل وتحويلها الى صيغه اخرى اقل صخبا لكنها ارسخ مواجهة وهي ان حكومة الأغلبيه لاتتشكل من قوى سياسيه غير القوى التي اختارتها ايران وفق عقيده تنسجم مع الأغلبيه العراقيه الشيعيه ، كما ان مفهوما جديدا لكتلة الأغلبيه بدأت الترويج له اجتهادات مسبقه كالذي اطلقته المحكمة الدستوريه . الآن الأمريكان يحسون بالثمن الذي يدفعونه جراء امساكهم العصا من الوسط خلال ادعاءات الحفاظ على الديموقراطيه ، وظهر انهم اناس سذّج ازاء لوذعية السياسيين العراقيين من مزدوجي الولاء كما يسمونهم . لقد كانت سياسة العميد سليماني ترجمة دقيقه للتوجه الأيراني في تغيير مسار الأنتخابات العراقيه من خلال ضخ الأموال للأحزاب وبعض وسائلها الفاعله ، والحث منذ اكثر من عام لألتقاء الأئتلافين دولة القانون والوطني بغية تشكيل القوه الأكبر لولا انفراد المالكي ، كما اشتغلت تلك الوسائل على تكريس منهجية الأجتثاث والقاء التهم والتحذيرمن عودة الدكتاتوريه وفوات الفرصة التاريخيه كما اسماها السيد السيستاني . ولذلك تتخذ حوارات طهران اليوم منعطفا صعبا امام تشكيل الحكومه وطريقة التحالف بين القوى السياسيه ، وكيفية ضم الكورد بعد تشذيب مطاليبهم المعلنة والمدغمه ، لتشكيل مجموعة مقاعد الأغلبيه البرلمانيه163 او 210 مقعدا مجموع مايمكن ان تشكله الأئتلافات التي تريدها ايران لخلق كتله كبيره تؤثر في السياسه المستقبليه وتعمل على تهميش العراقيه كعنصر معارض لاتحضى اصواته بقدرة تغيير الموازين او القرارات او رسم السياسة، وبذلك تعود جهود كتلتها الى المربع الأول كما حصل في انتخابات عام 2005
*
ايران لم تتحاور مع الأمريكان في لاهاي وفينا من اجل الملف النووي وحسب ، انها استخدمته لأنجاز المزيد من المكاسب لأستراتيجيتها القائمه على الأعتراف بحضورها المؤثر واعتبارها قوه امنيه اقليميه تعد الأكبر في المنطقه ، وتعرف ايران ان مشكلات الولايات المتحده الأمريكيه تدفعها الى انماط من تسويات ذات طبيعه مرحليه ومقاربات تختصر طابعها المتردد عبر العمليه السياسيه البائسة التي تمارسها في العراق بشكل خاص ، و منهجية ( القوه الذكيه) في السياسه الخارجيه .انما هو نمط حائرٌ من السياسه الأمريكيه بين نموذجين براغماتيين ؛ الأمساك بحجر الحرب والتلويح بحجر السلام . وقد اثبتت امريكا اخيرا انها قوه هرمه غير قادره على ايجاد الحلول الملائمه لتوجهاتها الستراتيجيه وطموحاتها الواسعه بين المحنة الأقتصاديه و المحنة السياسيه . كما اثبتت انها غير قادرة على توفير حاجات الدول او بناء انظمه بديله بسبب جهل العقل الأمريكي واكتفائه بالمعلومه الأمنيه وكأنهم ينبغي ان يذكروا بأهمية العودة الى الأنثروبولوجيا لمعرفة الشعوب ، ويبدوان ريتشارد هيس الباحث الأمريكي صاحب كتاب الفرصه ، يحضر الآن ليشهد تبدد الفرصه وبدأت مرحلة التراجع المتواصل وهيمنة العصور المظلمه الحديثه جراء فقدان امريكا ومجموعتها الدوليه القدره على السيطره . وان قوى سياسيه معتمة العقيدة ومعتمة الأرادة تصر على تأكيد مقولة كيسنجر حين استدعاه بوش لأسداء النصيحه : ان الموتى ياسيدي في المنطقة لايموتون لكنني اخشى ان يفلت زمام الأمر منا ..
ان مباشرة السفير الأيراني الجديد في بغداد آغا حسن دانافر، بكل خلفيته التخصصيه بالشأن العراقي ، وتفرغ السفير السابق حسن كاظمي قمي في العراق للجان صيانة العتبات المقدسه ، مع اسناد الآلاف من المتخصصين والسياسيين والعناصر السريه الأخرى تشير الى ان اية مبادره امريكيه بشأن الحكومة القادمة او تشكيلتها ستصطدم بجدار يصعب اختراقه دون خسائر ، وذاك مالاتريده الأداره الأمريكيه المشتته بين رغبتيّ اوديريانو لأبقاء القوة الضاربه في العراق وبين رغبة اوباما لأنسحاب جيشه سالما ومعافى وازاء توقعات القادم من الحوارات الصعبه ، نتساءل على قاعدة التوجه الأيراني المعلن : ترى من يقلب الطاوله على الأمريكان ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالفات الأضداد والطريق الشائك الى الغد
- الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق
- الأصبع الذي يمحو الأختزال
- دليل الناخب النجيب
- مِنْخَل الأخطاء العراقيه
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - من يقلب الطاوله على الأمريكان ..