الكرد بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية والخيار الأنسب

حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية و حدث لغط بين قائمتي دولة القانون والعراقية لأن النتائج تراوحت بين فوز هذه القائمة او تلك بحسب النتائج الجزئية والتقريبية الا ان النتائج النهائية صدرت بفوز علاوي بفارق مقعدين واعترض المالكي على ذلك وجرى ويجري اتصالات مكثفة بين الكتل الفائزة وترجح الاحتمالات أن المالكي الذي سيقوم بتشكيل الحكومة العراقية القادمة وهو سيلجأ الى التحالف مع قوى أخرى فائزة بالانتخابات ، ومن المرجح أن يتحالف مع الائتلاف الوطني العراقي بقيادة عمار الحكيم وقد يتحالف مع قوى سنية كالتوافق ولكنه من المرجح أيضا جدا أن يتحالف مع الكرد لاستكمال النصاب القانوني لتشكيل الحكومة القادمة ، في هذه الفترة أدلى طارق الهاشمي من القائمة العراقية بتصريحات مشينة وغريبة أن الرئيس العراقي القادم يجب أن يكون عربيا وهذا ما أثار غضب الكرد وعدم رغبتهم لأي تحالف قادم مع القائمة العراقية رغم زيارة اياد علاوي واللقاء بالقيادات الكردية بأربيل ، والحقيقة أن التحالف مع العراقية يشوبه الحذر والغموض والتخوف بسبب وجود شخصيات ذات طابع شوفيني معاد للكرد وتطلعاتهم بحل مشكلة كركوك والمناطق المتنازعة عليها
ان التحالف مع نوري المالكي هو الضمانة الأنسب للقيادة الكردية لأنه وان كانت هنالك وجهات نظر مختلفة لكن لا تصل الى درجة الالغاء التي تمارسها قائمة العراقية ، ولن يستطيع علاوي الشخصية العربية العلمانية أن يثني حلفاءه المعادين للتطلعات الكردية عن هذا المواقف الأمر الذي يتوجب رسم الكرد لمسار التحالف مع المالكي والحكيم زعيمي الائتلافين الشيعيين مع وجود شخصيات وقوى وعشائر سنية وليبرالية ومستقلة ضمنهما وهذا بحد ذاته كاف للتحاالف وتشكيل الحكومة القادمة
ان هذا التحالف سيكون قويا تجاه التدخلات الاقليمية بسبب خلوه من العناصر الموالية للبعث وبسبب الخبرة التي اكتسبها المالكي في رئاسته السابقة للحكومة وهو الذي يشهد له بتحقيق الأمن في بغداد والمحافظات الأخرى وسيسجل التاريخ اسمه ( اي المالكي) كشخصية عراقية وطنية قوية استطاع بامكانات محدودة وفي فترة وجيزة وبظروف عراقية واقليمية ودولية معقدة أن يحقق الأمان للعراقيين ويهزم فلول القاعدة والصدامين ومن خلال الصحوات التي انهت القاعدة بشكل شبه نهائي ، والمالكي يتمتع بعلاقات جيدة مع ايران كبعد اقليمي ، ومن جهة الأكراد فالكرد جهة حصينة ضد كل ما هو بعثي تمييزي عنصري وهم يتمتعون بعلاقات جيدة مع ايران والولايات المتحدة الأمريكية ، وهم قد حققوا حالة استقرار أمني واضح في اقليم كردستان
ان التقاء كتلتي مناهضة البعثيين وكتلتي العلاقات الجيدة اقليميا – ولو بشكل جزئي- ودوليا من شأنه أن يساهم في اعادة اعمار العراق وتحقيق التنمية الشاملة والتأسيس للدولة العراقية الديمقراطية القوية ذات التأثير القوي في المنطقة بحيث تتحول التجربة الديمقراطية العراقية الى تجربة تحتذى في المنطقة لا سيما وان القوات الأمريكية ستنسحب من العراق في العام 2011

#حواس_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات