أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - حرّية الكذب














المزيد.....

حرّية الكذب


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 18:41
المحور: كتابات ساخرة
    



هناك من يريد أن يكون حراً لا أن يصبح حراً ، فإذا به ينهزم في بداية امتحان الحرًية ، فيجري وراء طيف الحرية ، معتقداً أنه يستطيع أن يفعل ما يريد !
وحرّية الكذب ، واحدة من الخطايا التي لا تليق بإنسان خلقه الله على أعظم صورة ، واسمى مثـال ؛ فهي لا تقف عند حدود أذية الغير، والذي يمارسها يتحدّى حتى وخزات ضميره .
قد نجد في الصحف والفضائيات من يمارس حرية الكذب ، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بمعتقدات الآخر ، ومع ذلك نجد من يجابه هذه الحرية ، ويكشف زيفها ، وخداعها ، وتأثيراتها الهدامة .
ولكني حتى هذه اللحظة ، لم أجد أحداً يواجة حرية الكذب ، التي تمارسها الفضائيات ، بوعي منها أو بدونه ، من خلال ما تبثه من اعلانات ملتمعة برّاقة ، ولكنها كالقبور المُبيّضة من الخارج وبداخلها الموت !
إعلانات كثيرة ، تخرج من عباءة الكذب ، تخدع المشاهد ، وتهز بعنف القيم والمبادئ ، التي غرسناها بإيمان وصبر في نفوس فلذات اكبادنا .
انظروا إعلاناً عن أحد منظفات الملابس ، وكيف يسكبون على قطعة من الملابس ما يلوّثها ، وكيف يصّعبون أمر نظافتها بكيّها بالمكواة ، وفي النهاية تعود القطعة أكثر نظـافة من يـوم شرائها !..
أذكر أن بعض قطرات من الحبر ، سقطت على بنطالي ، ولم أحاول اعاقة تنظيفها بأي وسيلة من الوسائل التي يتحدانا بها هذا الإعلان ، ورغم ذلك لا تزال البقع باقية وشــاهدة على خداعي !
ويمكنكم أن تقيسوا على هذا المنوال ، إعلانات أخرى لا تعد ولا تحصى عن منتجات ، تمتاز بخاماتها الرديئة ، أوتتمتع بعيوب صناعية ، وبعضها لديه أمر خفي بالتعطّب فور أن تدخل في نطاق بيوتنا !
وهنا تحضرني قصة باندورا ، التي خُلقت حسب الأسطورة الإغريقية من الماء والتراب ، ومُنحت العديد من المزايا مثل : الجمال ، والاقناع ، وعزف الموسيقى ، بينما مُنعت من فتح صندوق أُهدى لها ، ولكن حبها للفضول دفعها لفتحه ، فخرجت منـه كل شرور البشرية من جشـع ، وغرور ، وافتـراء ، وكذب ، وحسد ... أسرعت باندورا لإغلاق الصندوق ، ولكن لم يكن قد بقي فيه إلا قيمة واحدة لم تخرج ، هي : " الأمل " .
فهل من أحد يخرج هذا الأمل من قمقمه ؛ ليلامس احلامنا وتطلعاتنا ، بأن تراجع الفضائيات ما تبثه من إعلانات ، وتتأكد من صدقه قبل بثه ؟!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الذئبية !
- أطلقوا سراح الدموع .. !
- ماهو السَماويّ ؟!..
- رؤى من زمن الفراعنة !
- صالب ومصلوب
- عيد عائلة العالم !
- المحرّضون على الإلحاد
- الظن الصالح !..
- ثقافة التزاور والضيافة
- الخروج من الاسطورة !
- إنسيطانيون !...
- عندما يصبح الرمز : تحريماً !
- لماذا يكرهون فالنتين ؟!..
- رؤية الدم !
- لو ولدت ثانية !
- لماذا لا يصدقون ؟!..
- الكلمة الأخيرة على لسان النهاية !
- ربيع فى الخريف !
- أفراح وأحلام !
- خطر المشاهير !


المزيد.....




- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...
- رحيل مغني -الراب- كافون.. أبرز الوجوه الفنية التونسية بجيل م ...
- السيرة الذاتية مفتاحٌ لا بدّ منه لولوج عالم المبدع
- من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايح ...
- شاهد.. أنثى أسد بحر شهيرة تواكب الإيقاع الموسيقي أفضل من الإ ...
- يطارد -ولاد رزق 3-.. فيلم -سيكو.. سيكو- يحقق إيرادات تفوقت ع ...
- -لكني كتبت الأشجار بالخطأ-.. ديوان جديد للشاعر نجوان درويش
- عالم الثقافة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك نايل سات وعرب سا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - حرّية الكذب