هل أصبح الثقف الأبداعي للفنان العربي السوري.....دبلوماسي؟!

مروان دريباتي

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 00:31
المحور: الادب والفن
    

بمتابعة روتينية لأقوال وتصريحات ومقابلات الفنانين السوريين تصل لاستنتاج كارثي يصب في خانة العطب؟!.
- لايختلف مع أحد ولايبحث عن الإختلاف
- يبحث عن الشهرة الإعلامية والثمن مدفوع سلف
- السباق المحموم للإرتماء في حضن المسؤولين مع أبتسامة لبقة
- التلوّن حسب البساط أو الطاولة المفروشة
مجمل التصريحات منمقة وهادئة ورزينة: طبعاً هذا شيء مطلوب بل ومهم وضروري لكن لكي لا يفهم من كلامي بأني أطالبهم بالعصبية والإنفعالية أقول: كل ذلك الهدوء والرصانة على فشوش،بمعنى الأحاديث واللقاءات خالية من الجرأة أو الدهشة أو الذكاء،لذلك تستمع إلى لقاء الفنان العربي بالعموم والسوري بالخصوص
_وهو غايتنا_ وبالنتيجة يمضي الوقت وبدون أي فائدة إلاَّ هدر الوقت والروتين.واذا كانت نجمة والحمد لله كثر يبدو الحوار وكأن مجموعة نسوة اجتمعن حول نافورة ماء في باحة دار دمشقي (تراث ) والأركيلة (أكسسوار ..... والطبخ ( طبعا هذه دراما واقعية )
سابقاً كان يقال لا يوجد محاور جيد (مذيع _ صحفي _ كاتب....)!!
الآن لا يوجد محاور جيد ولا ضيف فني جيد.(ابتسم لي ..لأبتسم لك ) وخودتعضيل حنك
إذا كان المحاور تابع لجهة تحدد له مسار الحوار مع الضيف الفني؟!(آمنّا بذلك )
أمّا الفنان فهل من جهة تابع لها لتحدد له المسار؟
ظاهرة تدعو للقلق حول المستقبل الفني للفن في سوريا،طبعاً أخصُّ بالذكر نجوم الدراما (ممثلين وممثلات)لأنهم وحدهم النجوم في هذه السماء الواسعة أكثر من قبعة شرطي.
لتكون نجماً بالمفهوم الإنساني وليس العالمي ; أمر بغاية السهولة الممتنعة: وهي أن تكون طبيعياً محباً ومضحي لعملك وغير مكترث بسياسات الشهرة والتسلق،وغير معني بتوازن العلاقات،ودراسة المحسوبيات لا تعنيك ولا تأخذ من وقتك،أن تكون نجماً: يعني أنك إنسان طبيعي غير معقّد تجاه أي عقدة من عقد الآخرين الذين دون النجوم،وأقصد بالعقد الدينية والمذهبية والسياسية والمالية والاقتصادية والجنسية و......
أن تكون فناناً: القرار الأول لك،لكن القرار الأخير لنا نحن المتابعون أغلب ما نتابع من فنانين دراميين،غالبيتهم أحبّوا أن يظهرو على الشاشات والحمد لله ظهروا وكتروا،طيِّب وبعدين؟! شهرة ومال وسطوة وبعدين يتحوَّلون إلى منظرين على المواطن بقضاياه ومشاكله التي يحاول حلّها بكل طاقة وجهد وعقلانية،حتى وصولهم بعد المنظرين الذي ملَّ من كلامهم ووعودهم،وينتظر الفنانين بإبداعاتهم ليعينوه على متابعة هذه الحياة،وإذا بهم يتبؤون المنابر والمكرفونات ويخطبون بخطاب نسخة طبق الأصل عن خطاب من أي مسؤول غير مسؤول. ونحن المواطنون المشدوهون بنجوم بلدنا نتحوّل ونتحلل في بركة من الضياع وتأنيب النفس والضمير!! لأننا كنا على وشك أن نظلم من كان سبب الفقر والغلاء والفساد لولا دخول الفنانين على الخط وتأكيداً منهم على أننا على خطأ وإنَّ المسؤولون على صواب.
طبعاً الصورة ليست بهذا الوضوح لكن لو دققنا بكل لقاءاتهم الفنية والصحفية والإعلامية لوصلنا إلى هذه الدقة.
كنَّا نقول يا أخي من حق الفنان أن يكون غنياً (القصد مالياً) ومن حقه أن يبعد شبح الفقر عنه،بل أن يكون مرفهاً ومن أعلى درجات الرفاهية وهذا ليس من حقه فقط وإنما من الأسس الأساسية لحياة هذا المبدع. يجب أن لا يكون أحداً مرفهاً أكثر منه لا السياسي ولا الإقتصادي ولا الديني،بمعنى آخر يجب أن يكون الفنان المبدع في الصف الأول وليس الثاني أو الثالث أو...
لأن من مهامه ليس التفرغ لبناء ثروة أو شركة تحمل إسمه وتُورث لأولاده من بعده. الدعم الإعلامي والمادي للفنان ليبقى في الصف الأول الإبداعي المسؤول النقي للفن الإنساني. للحفاظ على الفنان أسوة بالفن في العالم المتحضر. لماذا ودائماً يهرب الفنانون للمقارنة بالأسوأ من الفنانين بالعالم كمثل من يقتدي ب(ريغان رئيس أمريكا السابق) على أنه كان ممثل وأصبح رئيساً لأمريكا ولا يأخذون بفنانين مبدعين من بلدنا ك نهاد قلعي مثلاً أو فهد بلان أو السيد درويش أوفاتن حمامة من مصر....
أنا مع الإستفادة والإطلاع على تجارب الشعوب والأمم وفنونها بل ومع مناهجها وأصول تدريسها ومع الحصول على تنوع في الآراء وطرق طرحها وطرق الإختلاف وطرق القبول والرفض والإدهاش. لكن لست مع الإقتباس المجتزء وكأنه سرقة من الطراز الرديء.
من قال أن الفنان مطلوب منه التوازن والتشابه مع بقية أفراد المجتمع؟
من قال إن الفنان هو شخص منمق ولبق وديناميكي؟
من قال إن الفنان هو شخص لا يختلف عن بقية أفراد المجتمع؟
الفنان المبدع هو الوحيد الذي يحق له خرق القانون والعادات والتقاليد،الفنانون المبدعون هم من يرفعون الثقف لبقية المجتمع.
الفنانون المبدعون هم من ننظر لهم وكأنهم نجوم في السماء اللامحددة.
الفنانون المبدعون هم شهوة كل مواطن لامتثالهم وتقليدهم في مواقفهم المغايرة والتي تحض على إثارة التساؤلات التي لا تريح سوى المواطن الطبيعي.
الفنانون كالمجرمون هم الوحيدون المخوَّلين لاختراق القانون نحو الإرتقاء ورفع ثقف القانون الإنساني والمجرمون نحو الإنحلال والسجن.
(ليست العظمة في الفنان أن ترى عمله جميلاً أو إبداعياً ..إنما العظمة أن تجد روحه وقد نحتها بشكل جديد_رامبو_ )

#مروان_دريباتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات