أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - الفيلم الامريكي -الزائر - و قضايا الهوية والهجرة وتقاطع الثقافات في نيويورك بعد 11 9














المزيد.....

الفيلم الامريكي -الزائر - و قضايا الهوية والهجرة وتقاطع الثقافات في نيويورك بعد 11 9


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


بسيط ، عميق ،حقيقي، حزين وهادئ قاس على شعور عارم بالخسارة، والهباء، مأهول بالظلال و ببشر يرومون الحياة وهم ماضون إلى الهاوية . هو فيلم الزائر الأمريكي من إنتاج عام 2008، كتبه وأخرجه توماس ماكارثي من بطولة ريتشارد جاكينز، هيام عباس، هاز سليمان،دانيا جريرا. يتناول الفيلم قضايا تتعلق بالهوية والهجرة وتقاطع الثقافات في نيويورك ما بعد أحداث الحادي عشر من ايلول -سبتمبر.
كثير من الفن والإبداع يلقي بظلاله على فيلم " الزائر " الدراما الانسانية المليئة بالجمال رغم كل الخراب والالم والظلم والانكسار . وقوته هي انه يوقظ مشاعر عميقة وقوية توصل الى افكار خطيرة حول ما حدث ؟ وحول الوضع المروع الذي يعيشه الاجانب في الولايات المتحدة .
يروي الفيلم قصة والتر فيل (ريتشارد جينكينز) أستاذ جامعي يعيش عزلته واكتئابه وقطيعته مع العالم وما يدور حوله في ولاية كونيتيكت, حيث يدرس موضوعة الاقتصاد العالمي لطلابه طوال خمسة عشر عاما , نشر عدة كتب ويدعي أنه يعمل على انهاء آخر ولكنه في الواقع لايعمل على أي شيء . وقد فقد منذ عشرين سنة (تاريخ موت زوجته) لذة التعليم والعمل الأكاديمي، ولكنه يتظاهر باستمرار بأنه صاحب مشاغل كثيرة. انيق في ملبسه ومهذب مع الجميع , ولكن بتحفظ وببعد وبعزلة . يحاول كسر رتابة حياته بتعلم العزف على البيانو الآلة التي كانت تعزف عليها باحتراف زوجته المتوفية التي كانت عازفة بيانو شهيرة ، ولكنه يفشل باستمرار. وذات يوم يكلف بحضور مؤتمر في مدينة نيويورك، يتطلب منه الأمر العودة الى شقته هناك والتي تركها شاغرة لوقت طويل ,وعندما يصل لشقته هناك يفاجأ بأنها مسكونه من قبل مهاجرين غير شرعيين هما طارق خليل ( هاز سليمان ) من سوريا وزينب ( دانيا جريرا ) فتاة سنغالية تصنع مجوهرات تقليدية وتبيعها على بسطة في الشارع، وهنا تكون حياته قد تغيرت . يستأنس الأستاذ العجوز في سكناه معهم فيطلب منهم البقاء في ضيافته. من الواضح ان والتر يبحث عن بعض الإثارة في حياته و حيث تلقي حياته الصديقين إشعاعا من الأمل على حياة والتر المتوقفة . يقوم طارق الفنان الموهوب بتعليم والتر العزف على طبله الأفريقي وتبنى بينهما علاقة صداقة طيبة. فيقترب من ثقافتهم ومزاجهم أكثر من خلال تعلمه الطبلة،يتعامل طارق بتلقائية ودفء وود مباشر مع والتر , لكن صديقته زينب تظل حذرة ومتحفظة وخائفة و لسبب وجيه كما سنعرف لاحقا وهو انها وطارق قد انتهت فترة السماح القانونية لهما للبقاء في هذا البلد . ما يحدث لاحقا , يدعو للحزن والألم ويلتقط عبره المخرج كل ذلك القلق ، العنف ، رهاب الآخر الموجودة في الولايات المتحدة . تلقي الشرطة القبض على طارق وتقوم بتحويله لمركز احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين، ويصبح والتر مشاركا الى اقصى حد في علاقة متنامية مع طارق ووالدته الارملة منى ( هيام عباس ) . يقوم والتر بكل باستطاعته لتحرير طارق دون جدوى و لينتهي بالغضب والعجز . تقوم والدة طارق الأرملة منى، والتي تسكن ميشيغن، بزيارة نيويورك للبقاء بجوار ابنها في محنته فيتقرب منها والتر وتأنس روح الوحيدة لروح الارملة المتألمة . يتم ترحيل طارق بشكل مفاجىء إلى سوريا مما يصيب والتر بصدمة كبيرة وتضطر والدته للحاق به. يبقى والتر وحيداً لا يأنس وحدته إلا طبلة طارق وذكرياتهم السعيدة. يقدم ريتشارد جاكينز هنا احد واقوى وأهم أدواره السينمائية عبر تكثيفه المشاعر ودخوله في جوانية الشخصية وأعماقها
لا يحتوي الزائر على أي نوع من الإبهار التقني السينمائي في زمن أصبحت فيه الأفلام تصنع عن طريق الكمبيوتر وتخلق واقعاً افتراضياً لا وجود له في الحقيقة، لكن الحقيقة أنه استطاع أن يحصل على كل هذا الاهتمام لأنه تخلى عن أية بهلوانيات سينمائية، ليصل إلى البلاغة في السينما التي تعتمد على الاقتصاد في التعبير .وعلى سبر غور الشخصيات . جعلك في النهاية تذوب تماماً في هذا العالم السينمائي الخاص ، حيث المخرج يلعب في مساحة العلاقات الإنسانية التي تتشكل على خلفية مأساة مشتركة أو ماض تتشابك خيوطه، والحكاية هنا . وينقل عبر الفيلم احساسا واضحا من عدم الحساسية والعسف الأعمى لنظام الهجرة في الولايات المتحدة و ويتناول قضايا الهجرة بقوة ولكن ليس بطريقة وعظيه .
ما يثير الفضول في هذا الفيلم هو انه مع استرجاع احداث الفيلم من وقت لآخر يبقى الفيلم مدهشا طوال الوقت . الفيلم هو حكاية مهاجرين وإعادة استكشاف للنفس في ذات الوقت. وهو يميل إلى ان يكون عاطفيا أكثر من كونه سياسيا، وربما يكون هذا الفيلم هو الفيلم المستقل الأكثر انسانية لهذه الفترة .
عرض الفيلم في مهرجان تورنتو وفي مهرجان سندانس ومهرجان موسكو حيث فاز بطل الفيلم ريتشارد جاكينز بجائزة أفضل ممثل، و أعلن عن ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "الزائر".

الزائر :
إخراج وكتابة توماس ماكارثي
بطولة : ريتشارد جاكينز , هيام عباس , هاز سليمان , دانيا جريرا
مدة الفيلم 103 دقيقة




#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- /فان غوغ/ أفلام سينمائية رصدت تاريخه ومعاناته
- بياض واسع من الشمع
- اسئلة السينما العربية
- مرينال سين لغة جديدة بالسينما الهندية
- (( صورك المحترقة))
- على حافة الروح
- - مال وطني - للمخرجة والممثلة الجزائرية فاطمة بلحاج
- الممثل والمخرج السينمائي الروسي الشهير نيكيتا ميخالكوف
- «ميخائيل روم»أحاديث حول الاخراج السينمائي
- تفاصيل حلم عتيق
- المخرج الإسباني بنتورا بونس : لا أحب الفائزين انهم مملون جدا ...
- نجيب محفوظ والسينما
- ايميه سيزير صوت للتّاريخ
- مصطفى أبو علي رائد ومؤسس السينما الفلسطينية
- فلليني مخرج يصور أحلامه..الفانتازيا ضد الفاشية والطفولية الم ...
- مخاتلة الموت
- ملصقات الأفلام السورية
- السينما المكسيكية.. من البدايات إلى الأوسكارات
- عصفور الخريف
- فلأنسَ غيابكِ


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - الفيلم الامريكي -الزائر - و قضايا الهوية والهجرة وتقاطع الثقافات في نيويورك بعد 11 9