بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 23:07
المحور:
الادب والفن
نصّان ، شعري ونثري يطمحان إلى إقامة معادلة متساوية الحدين بين الجنسين، وكائنان مشاكسان يشكلان معاً لوحة تشكيلية، عنوانها : خلطة حرية
عملا على تنحية البطل السلبي وأرشفته .
وامتطيا حصان الحب والغضب .
وتكـررت في نصوصهما وحياتهمـا مفـردات الرحيـل والمنـافي والمرافئ ، ومملكة الحزن والضجر، ودمشق أجمل قصيدة ومدينة وصبية وعبادة ، ومفردات زهرة الياسـمين ، والغاردينيا والبيت الدمشقي ، وجبل قاسيون ، والغوطة، وبردى ، وجبل لبنان ، وساحة النجمة، وبيروت، والنوارس والبحر، والشواطئ وزرقة السماء . وبها انتقدا أصدقاء المقاهي والأندية الليلية وطريقة انتخاب ملكات الجمال . وسخرا من عارضات الأزياء ، والدعايات الإعلانية التجارية .
واحبا معاً الطبيعة . وحملا معاً السأم والضجر والحزن والخوف .
وعندما هدد الموت قبانها نزار في الســبعينات ، وتوقف عن النطق والكتابة ، وكاد قلبه يتوقف عن الحركة تمنت غادة أن تمنحه قلبها ، ولكن القلبين كانا متعبين ومثقوبين بهموم الذات والقضية .
" حين رآني ، فتح عينيه الزرقاوين
وقال لي : هذا ثمن الجهاد يا غادة
وأردت أن أمسك بيده ، لنعود إلى مدينتنا دمشق ، وإلى بيوتنا في ساحة النجمة ، وإلى ذلك الزمن الأكثر حناناً وهدوءاً وفرحاً .
ليس قليلاً، أن يقدر شاعر على جعل الشعر كالخبز، يحبه الجميع ويتداوله الجميع. تمنيت لو أمنحك قلبي !.
ولكن ما جدوى قلبي المثقوب بالأحزان مثل قيثارة لم تعرف غير أناشيد الوجع وصفير رياح القسوة والغربة ؟!
قلبي الذي سطا عليه الألم
وسرق من دهاليزه ، نجوم الفرح، وعصافير البراءة .
وجعله مضخة صدئه مسكونة بالضجر ، واللامبالاة والنزوات ، ما جدواه لك ولي ؟! (8)
وشكل الأديبان سمفونية كونية في مهب مدائن الريح والمنافي .
وتحررا من الغبار الصحراوي ، والتعصبات والتحزبات والعنتريات الصحراوية والقواعد التقليدية ، قواعد اللغة القاموسية والبحور الفراهيدية والشرف القبلي ، وقواعد المجاملة والمسايرة ، والروابط الاجتماعية العنكبوتية ، وقواعد المصالحة بين النقل والعقل .
واحتجّا على التمذهب والتأدلج .
ورفضا التأميم ، تأميم الأفكار وتدجين البشر .
واستنكرا منظومة أخلاقية جيل الخفافيش والأقنعة وصداقة الطحالب .
وشغل الصوتان أمة العرب نصف قرن من الزمن .
ونقـلا المرأة مـن العتمـة إلى دائـرة الضـوء . ومـن زاويـة حادة إلى زاوية منفرجة .
وأحدثا خلخلة في الذهنية العربية الصحراوية الراكدة .
وأزالا معاً الحواجز النفسية بين الجنسين .
وساعدا المرأة على المصالحة مع جسدها .
واعتمدا حصانين ونمرين للحب والغضب والرحيل .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟