أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون














المزيد.....

الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 21:05
المحور: كتابات ساخرة
    


الحلقة الثانية من المسلسل المحلي الكوميدي الفانتازية، قطع الاتصال الهاتفي من إعداد وتوليف وفبركة وإنتاج وزارة الاتصالات، وبعد الدفع، وعدم عودة الاتصال بشكل "أتمتي"، كما تأتمت القطع ويا سبحان الله، استلمنا الفاتورة والتي هي عبارة عن لوحة سوريالية نحتتها عبقرية الجابي السوري، وفيها من الغرائب والعجائب والقفشات ما لا يفهم ولا يطاق، وتشرح بسحر وفهلوة كيف تحول مبلغ الفاتورة المعلن في رأسها والبالغ 3860،70 ل.س (شوفوا الدقة والأتمتة)، إلى أربعة آلاف ومائتان وأربعون ليرة سورية لا غير في نهاية الفاتورة. (حلوة هذه اللا غير ليش لسة في غير هيك؟).

المكالمات المحلية : 2860،20 ل.س(إشغال الهاتف للنت+دفع ثمن بطاقة الإنترنت فوق ذلك، أي الدفع مرتين للدخول للنت، أي ازدواج ضريبي وقانوني، وعلى عينك يا تاجر، هيك خص نص).
المكالمات القطرية: 652،50 ل.س(آمنا وصدقنا).
المكالمات الدولية: 17 ل.س (كمان آمنا وصدقنا).
المكالمات الخليوية:157،00 ل.س(مو مشكلة بدنا نتفنجر شوي مثل بقية خلق الله).
الاتصال بالإنترنت: 210،00 ل.س ( لا أعرف هذه ما هي لكنها ازدواج ضريبي).

المجموع: 3860،70 ل.س عادي واللهم لا اعتراض، وللعلم والعدل والإنصاف فهذه الفاتورة عن شهرين، أي بمعدل 1900 ليرة سورية للشهر الواحد، وكله في حدود المعقول والمنطقي، ولا اعتراض عليه، أما تلك الزيادات والإضافات والقراقوشية في التعامل مع المواطن –الزبون- فهو ما يقهر وما لا يطاق. ثمن الخدمة ملك وحق وطني للاقتصاد نحن حريصون عليه، أما الزيادات تحت بنود ما أنزل به الله من سلطان وتحميل الفاتورة زيارات فهذا ما يجب التوقف عنده، ومراجعته وإنصاف المواطن-الزبون عليه.

وفي بعض التفصيلات الأخرى المضحكة المبكية:
رقم الإيصال 17072730
رقم الفاتورة: 0013816202
رقم الزبون: 5861691 (هكذا وردت وبالحرف). التطور المفاجئ في علاقة المواطن مع مؤسسة وطنية من مشترك إلى زبون. زبون نعم أنا زبون الله يعزكم. هل تذكركم هذه الكلمة بشيء؟ (زبون العوافي مثلاً، أو الزبانية، أو "زبون" من إياهم الله يعافينا، أو زبون آخر الليل، مثلاً معليش ، هل هذه كلمة لائقة يوصف بها المواطن الكريم؟ والله وصرت زبون بآخر عمرك يا أبو محمد يا شيخ الشباب أيام زمان، طبعاً وقبل الأتمتة (فين أيام زمان رفاعة الطهطاوي ...الله يرحمك يا طهطاوي)!!! وكله على أيدي وزارة الاتصالات. لا أدري لماذا تذكرت كلمة الموطوءة التي وردت في قانون الأحوال الشخصية العتيد فالموطوءة لازم يقابلها "أتمتياً" زبون، أو... أكرمكم الله)؟ لا أعلم إذا لم يكن في قاموس اللغة العربية كلمة أفضل من هذه الكلمة ذات الإيحاءات والاستعمالات والأغراض المتعددة، ولماذا لا تستخدم كلمة مشترك مثلاً؟
وما تمت إضافته على الفاتورة ( أو بالأحرى الزيادة والجباية والغنائم والخراج)، هو:
أجور المكالمات والاشتراك الشهري: 130،00 ل.س (هذه للعلم تدفع كل مرة وفي كل فاتورة مع العلم أنها دفعت مع الاشتراك الأصلي، وهو نوع آخر من الازدواج الضريبي الممنوع قانوناً). (الأتمتة وسنينها).
رسوم تركيب واشتراك خط آلي أصلي ضمن حدود الدارة الهاتفية: 80،00 ل.س(نفس التعليق السابق، ربما، فهذه لم أفهمها ولو سمع بها غراهام بل للعن تلك الساعة التي فكر فيها بتقديم هذه الخدمة لبني البشر).
ميزة إظهار الرقم الطالب: 50،00 ل.س (معليش مو مشكلة، جخوووا)!!!
رسم الإنفاق الاستهلاكي: 77،21 ل.س، (هون حطنا الجمّال، هذه وأيم الحق عسيرة الهضم استهلاك "إيش" ماذا يستهلك المواطن الزبون هنا؟؟)!!!

أصبح المجموع الكلي للفاتورة: هو 4068،00 ل.س، آمنا وصدقنا. ولكن هل يتركوك ترحل هكذا؟ انتظروا المفاجآت!! فإلى هنا لم نخلص بعد، وفي التفاصيل والإضافات الأخرى:
فوائد التأخير: 131،00 ل.س
الضريبة المالية: 41،00 ل.س
ليصبح المبلغ النهائي 4240 أربعة آلاف ومائتان وأرعون ليرة سورية لا غير، فيما كان المبلغ الأصلي هو 3860 ليرة سورية، أي تم إضافة وتحميل الفاتورة مبلغ 380 ليرة سورية، قنصت قنصاً من جيب هذا المواطن- الزيون.

وكل ما نقوله في الختام: كلمتين هما: والله حرام. رأفة بجيب وأعصاب هذا المواطن-الزبون المسكين، (زبون آخر الزمان)، ومن الأفضل عدم إرفاق أية تفصيلات مع الفواتير لأنها ستؤدي إلى حالات انهيار عصبي وطنية جماعية وجائحات من الصرع، والهذيان، والهلوسة، واللطم، والضرب على الرأس، وانفجارات الدماغ، وإن استمرار استفزاز وتهييج المواطن-الزيون وتوتيره، هو أمر لا يدخل في مستوى هذه الخدمة الحضارية على الإطلاق، ناهيك عن مفاعيله وآثاره الأخرى على غير صعيد ومجال. والأهم لماذا هذا الإصرار العجيب للتعامل مع المواطن-الزبون، بهذا الشكل من الفجاجة والتعالي والاستهتار واللامبالاة؟ (أتمتة آه؟؟)

وتقبلوا أحر وأطيب تحيات أخوكم المواطن-الزبون.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن
- هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون