أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عندما لا نفهم النظام السياسي














المزيد.....

عندما لا نفهم النظام السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت النتائج المتاحة لعملية التصويت في الانتخابات البرلمانية عن سلوك انتخابي يتناقض مع مفهوم النظام البرلماني الذي يحكم العراق وفقا للدستور وربما كان هذا التناقض يصل الى مستوى سوء الفهم المتعمد، فبينما العملية الانتخابية تقصد أساسا ايجاد مؤسسة تمثيلية (مجلس نواب) ذهب الناخبون العراقيون الى صناديق الاقتراع لإختيار رئيس وزراء وهذا ما تكشفه مئات آلاف الاصوات التي ذهبت الى شخص واحد والتي من الناحية الواقعية قد تصل الى ملايين، فقط لأن ذلك الشخص أو بضعة أشخاص سوقوا أنفسهم في الحملات الانتخابية كمرشحين لمنصب رئيس وزراء محتمل وفي المقابل لم يحصل بقية المرشحين في القائمة نفسها الا على الفتات وبدا الناخب وكأنه غير مهتم بإختيار أي شخص في مجلس النواب يدافع عن افكار ومواقف الناخب ومصالحه ويشرع له القوانين التي تضمن حياته وتوفر له محيطا مناسبا للعيش والعمل.
القوائم الكبيرة المتنافسة خاضت الانتخابات على انها انتخابات لرئاسة الوزراء ولهذا اعتمدت كل قائمة على شخص واحد هو مرشحها للمنصب ومقدار ما حصلت عليه كل قائمة يمثل مقدار ما يتمتع به مرشحها للمنصب من تأثير وجاذبية، كما ان القوائم التي لم تطرح نفسها بهذه الصيغة لم تنجح في جذب اهتمام الناخب، وان كان هذا التوصيف لا ينطبق على جميع الكتل فإنه ينطبق على توجهات معظم الاصوات.
لقد تطابقت رغبات وفهم المرشحين والمصوتين، حيث يعتقد الطرفان ان جوهر العملية السياسية انتاج حكومة وبشكل دقيق اختيار رئيس وزراء وبشكل ادق اختيار شخص رئيس الوزراء، وبطريقة فجة يمكن القول ان العملية كانت اختيار زعيم، في حالة من التجاهل واللامبالاة للمؤسسة التمثيلية (البرلمان) والتي هي ليست فقط الجذر الدستوري لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وتشكيلة الحكومة لكنها أيضا الجهة الرقابية والتشريعية التي يفتقر اليها تراثنا السياسي المحشو بالزعماء الحقيقيين والوهميين والذين في كل الاحوال لم يعوضوا غياب المؤسسة البرلمانية كما لم يعوضوا عن ضعف هذه المؤسسة في حال وجودها العابر أو قصير الامد.
هناك تشوه في عملية التصويت يتمثل في الفارق الشاسع بين ملايين الاصوات لشخص قد لا يصبح رئيسا للوزراء رغم انه حصل على هذه الاصوات لهذا السبب وبضعة أصوات يحصل عليها شخص ومع ذلك يتأهل ليكون عضوا في البرلمان لأنه في قائمة يتزعمها حاصد جيد للأصوات وهي اصوات في المنطق السياسي لا تجعله ممثلا حقيقيا للمصوتين رغم شرعيته القانونية.
هذا التشوه سببه المرشحون وخاصة الزعماء منهم، كما ان المصوتين يشاركون في عملية التشويه لكن من كتب الدستور دون ان يعبأ بعقلية وتكوين المواطن العراقي يتحمل جزءا من مسؤولية التشويه وبالمثل يتحمل المسؤولية أولئك الذين كتبوا وشرعوا قانون الانتخابات ووضعوه في منزلة بين المنزلتين، فلا هو انتخاب وفق نظام القائمة المغلقة ولا هو انتخاب وفق نظام القائمة المفتوحة، بل انه نظام مركب معقد جمع بين مساوئ النظامين وتخلى عن محاسنهما.
التشوه الذي حدث يدفع للتساؤل عن مدى فهم المرشحين والمصوتين لفسلفة النظام البرلماني، ومدى قناعة هؤلاء جميعا بهذا النظام، وما حدث يدفع الى التساؤل فيما اذا كانت هناك حاجة لإعادة صياغة النظام السياسي بما يشبع ويقنع الناخبين من جهة ويحافظ على وجود مؤسسة برلمانية قوية من جهة ثانية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة
- حسم ملف البعث
- المربع الاول
- التفكك مبكرا
- حرقان السلطة
- الحقيقة الدموية
- الخرائط الطائفية
- في الفصل بين الجنسين مدرسيا
- السلوك الانتخابي..النهوض متأخرا
- الموازنة ..أمراض مزمنة
- قانون الاحزاب..ملف مزعج
- الفكة..حقل الفشل
- دعاية إنتخابية في الخارج


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عندما لا نفهم النظام السياسي