أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالوهاب حميد رشيد - عيد الأم العراقية















المزيد.....

عيد الأم العراقية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 18:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أم عراقية (وفاء) بين العديد من الآمهات.. تحاول إيقاظ إبنها (ست سنوات) الذي أصيب برصاصة طائشة وهو على متن حافلة تعرضت للهجوم في بعقوبة- شمال شرق بغداد- بتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر2007..
كلا.. هذا ليس كافياً.. اقترح أن تلقي نظرة أخرى.. ومرة أخرى.. ضع نفسك في مكانها إن كنت أنثى أو ذكراً.. وتخيل نفسك أماً أو أباً.. وألق نظرك عليها وطفلها مراراً وتكراراً.. كلا لا أريد عطفك أو شفقتك.. أنا هنا لاجعلك ترى وتفهم استبدادك..
اليوم عيد الأم العالمي.. أرى أن الأمهات لا يستحقن كلهن هدية.. قصيدة.. جائزة على هذا اليوم.. لأن بينهن كثيرات سيئات.. مشغولات بالخليل.. تاركات أطفالهن يتعاملون بالمخدرات، مصابون بالغيبوبة.. وهذا يحدث عادة وفي غالب الأحيان في الولايات المتحدة الأمريكية السيئة الصيت و السمعة..
النساء العراقيات عموماً بخاصة المتزوجات، وحتى اللائي في السجون والمعتقلات هن أكثر النساء ممن يعانين بدرجة أكبر من غيرهن في هذا القرن الحادي والعشرين.. واجهن الكثير من المصائب ولا زلن.. فقدن الأحبة ويتحملن أثقال الفقر والجوع والتعذيب.. وكذلك حالات اغتصاب مقرفة لا إنسانية، علاوة على إصابة وقتل أطفالهن.. كثيرات منهن حُر من من أعمالهن ووظائفهن وازواجهن وأُجبرن على الدعارة من أجل تغذية أطفالهن..
عانت وتعاني نساء العراق وبمستويات أكبر بكثير من معاناة النساء الفلسطينيات.. ما مقدار وحجم معاناة الفلسطينينات؟ معاناة نساء غزة؟ صرتُ أشعر بالملل والتعب من كثرة سماع أخبار غزّة.. غزّة مدينة أصغر من ريع بغداد ولا يتعدى سكانها 410 ألف نسمة وتتجاوز أخبارها تلك التي تخص العراق الذي يتجاوز سكانه الثلاثين مليون نسمة.. عانى ويعاني أضعاف معاناة غزة.. وقلّما يسمع المرء أخبار العراق.. عدا بالطبع.. أخبار الانتخابات..
اعترف بأني لست ناشطاً في مجال حقوق المرأة، لكن الحقيقة يجب أن يُقال.. إنها مسألة امتلاك الحس الإنساني.. خلال هذه السنوات السبع العجاف.. لم أرَ أبداً معاناة المرأة العراقية في العراق أو خارج العراق.. لم أشاهدها أبداً على التلفزيون.. أبداً.. أبداً.. ألاحظ دائما الثرثرة بشأن النساء الفلسطينيات اللواتي ينتظرن أحبائهن مع صورهم وقبل آلة التصوير.. هل النساء الفلسطينيات هن الوحيدات في ساحة المعاناة!؟.. ماذا بشأننا!؟.. ألسنا محسوبين!؟ ألأنك تصنف الأشياء كما تريد وتحب!؟ أم لأنك تجد إسرائيل قوة محتلة، وترى أمريكا قوة تحالف!؟ عليك اللعنة!!
يجب تعويض الأمهات العراقيات.. وصدقني مهما فعلت لهن، ومهما قدمت لهن من تعويضات.. فلن تستطيع إطفاء النار المشتعلة في صدورهن.. الشيء الوحيد الذي سوف يطفئ هذه النار هو الزمن.. وهذا لن يحدث بعد أن حُرّمن من أطفالهن.. أزواجهن.. بكارتهن/ كرامتهن.. حتى لو كنت أكبر قوة في العالم.. أمريكا الداعرة.. علاجهن يكمن في قوة واحدة فقط.. تصفية الاحتلال..
ماذا لو قُطع ذراعك.. هل تنسى؟ ماذا لو قُطع اصبعك.. كيف ستشعر بقية حياتك؟ ألا تشعر أنك فقدت جزءً منك ولن يعود أبداً؟ حسناً.. أنتم أيها السفلة bastards قتلتم أبنائهن الذين عاشوا في بطونهن وشكلوا جزءً من دمائهن ولحومهن على مدى تسعة أشهر.. لقد حرمتم عليهن الجزء الأغلى من كيانهن إلى الأبد!!
اللعنة عليكم
أنظر إلى تلك الأم الثكلي بطفلها.. إنها في حالة صدمة كاملة.. ابنها ذو الست سنوات جثة بين يديها بسبب طلقة القناص، وهي تحاول بشكل مستميت إنعاشه وإعادته للحياة دون نتيجة.. إنها تعلم أن طفلها لن يعود للحياة ثانية.. لكنها أمل الأم في داخلها.. أنظر إلى دماء طفلها وهي تغطي وجهها وجسدها.. مشهد يدمي القلب.. يمزقني.. لكني أشك أنك تحس بها!!
هذا ما فعلتَ.. هذا ما صنعتَ مع الأمهات العراقيات.. وهذا يومها!! ما يمكن لحكومتك المتوحشة أن تفعل، على الأقل، أن تضمن حياتهن.. لديكم المال الكثير لتدفعوا آلاف الدولارات للجندي كل يوم.. لكنكم لا تملكون المال لتدفعوا إلى ضحاياكم هؤلاء النسوة.. على الأقل ما يوفر لهن الحياة المعيشية، الأدوية.. يعلم الله ما يعانين من أمراض.. جروح القلب هي أكثر إيلاماً من السرطان.. الحداد على أبنائهن وعائلاتهن هي أكثر من كافية لتولد لديهن سرطان الكبد..
كل عراقي يمكن أن يقتطع جزءً من راتبه/ راتبها ويرسله إلى أي من العائلات المنكوبة، وإن كان ذلك في الحد الأدنى.. هذا هو واجب العراقيين، وعليهم الاعتراف به والالتزام تجاهه.. إذا أنت لا تفعل أيها العراقي مع هؤلاء من أهلك وأهل جلدتك.. فمن يفعل!؟
ربما يتعين عليك أن تقرأ ما كتبتُ (صاحب المقالة) في وقت سابق.. ربما سيوقظ شيئاً في داخلك، حيث صار في سبات منذ مدة طويلة.. وربما هذا البريد السريع سيسقي البذرة الجافة في داخلك.. وربما سيساعدها على الانفتاح ثانية.
للرجل مستوى من القدرة على التحمل.. يستطيع أن يعيش خارج وطنه.. أن ينام في أي مكان.. أن يتحمل ما لا يمكن تحمله.. لأنه قوي/ قاس بطبيعته.. له قلب بارد.. فظ وصلب.. المرأة لها طبيعة معاكسة.. ربما تمارس العمل وتوفر أفضل مستوى من التعليم والحياة لأطفالها، لكنها في نقطة ما تحتاج إلى المساعدة.. ستحتاج إلى شخص يزيح جزءً من حمولتها ويرسم ابتسامة على شفتيها..
إنه واجبك لجعلها سعيدة قدر الإمكان.. وما يدريك.. ربما أشياء بسيطة تجعلها سعيدة.. كلمة طيبة.. رسالة تقدير واعتراف على وسادتها.. تذكرها بالأشهر التسعة التي راعتك في بطنها.. زهرة.. وردة حمراء كبيرة.. قبلة.. وجبة طعام شهية.. أي شيئ يمكن أن يجعلها تشعر بالتقدير والسعادة هذا اليوم.. يوم عيد الأم.. فقط حاول أن تُشعرها بالتقدير لأن عليك أن تقدرها.. حتى ولو لم تكن أمك الحقيقية.. يمكن أن تكون الأرملة جارتك.. يمكن أن تكون أرملة صديق عزيز أو شخص تعرفه.. ليس بالضرورة أمك..
تستحق النساء العراقيات الأفضل كمثل بقية النساء المحترمات وزيادة، مقابل تضحياتهن.. لأنهن عانين وما زلن ولا شيء يمحو جروحهن.. أقل ما يمكن أن تفعله هو إظهار تقديرك ومحبتك لهن واعتزازك بهن.. ساهم في تعويضهن وجعلهن يشعرن بالفخر والتقدير..
عليك بشيء من المشاعر الإنسانية.. الشفقة.. العاطفة.. الحب.. والتقدير..
تلك كل ما تحتاجها الأم العراقية.. الضروريات، على الأقل، أشياء بسيطة يمكن أن تجعلها سعيدة.. لا تحتاج إلى أن تعمل شيئاً استثنائياً extraordinary حتى لو كان ذلك في مقدورك.. حاول أن تجعلها سعيدة في هذا اليوم.. صدّقني.. حتى الأمور البسيطة يمكن أن تجعلها سعيدة!!
ممممممممممممممممممممم
Iraqi Mother s Day,uruknet.info, Hussein Anwar,uruknet.info, March 21, 2010.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة اللاجئ العراقي
- مشكلة اللاجئ العراقي
- المطالبة بحماية المسيحيين العراقيين من العنف
- إنهاء عملية -حرية- العراق..
- اللاجئون.. المشردون.. العراقيون..
- السرطان.. التركة المميتة لغزو/ احتلال العراق
- أينبغي على العراقيين التوجه إلى صناديق الاقتراع؟
- دفن النفايات النووية الإيرانية في العراق
- إذا كذب اوباما.. هل أن آلافاً سيموتون؟
- كما يقولون.. نحن إرهابيون!
- أشباح العراق
- استيراد العراق للغاز.. خطوة عبثية سخيفة..
- روسيا، تركيا، والمباراة الكبيرة.. تغيير الفُرَق (التحالفات)
- إنها ليست تركيا الجديدة.. بل الوقت المناسب..
- نداء عاجل جداً.. كاتبة وصاحبة موقع عراقية.. مفقودة!؟
- معاناة العراق من تصاعد انتشار التلوث النووي والسموم
- توقفوا عن إرهاب العالم..
- هل غوانتانمو المعرض المعاصر للكولونيالية؟
- كيف رتّبت الولايات المتحدة تدمير هوية العراق الوطنية وتحويله ...
- الحقيقة.. سوف تنتصر..


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالوهاب حميد رشيد - عيد الأم العراقية