زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 08:00
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
كلمات تقطع خلوتي ، تتجمع حروفها المندثرة المتطايرة في الجو الملوث وتخترق أفكاري المشتتة كومضة ، تشتتها أكثر وأكثر لتزيد من فورتي وغليناي وتبدد أحلامي كعادتها . إنها صفات أصبحت كلمات حروفها مبعثرة تحاول أن تلملم نفسها وتلتحم كيما تترسخ بأشخاص لهم مراكزهم لتصبح شريعة لعملهم ، إنما الفساد المتفشي يمنعها ويبعثرها مرة أخرى كما الإعصار الذي يمزق الطبيعة ولايصمد أمام جبروته سوى الشامخ ذو الأساس المتين . ومن هذه الكلمات ( اوالصفات ) الإستقامة ، النزاهة ، الشرف ، الأمانة ، البذل ، الأخلاق ، الصدق وغيرها ، جميعها ككلمات شفافة ، تحلم بأن يكون لها شأن في شخص مسؤول دون جدوى . لتصبح أحلامها سراب ، بل تكون هي السراب نفسه. ومع كل ألمها بعدم وجود من يصونها بذاته ويعلوَ من مكانتها ويجعلها في طبيعته وعمله كالنجوم تلمع ، إلا إن ألمها يزداد عندما تستخدم هذه الصفات وكأنها من أخلاقية هؤلاء المسؤولين جوراً وبهتاناً ، وهن يتمنين أن يكذبنه ولا يستطعن ، والكل يعلم بأن كل صفة جيدة تطلق على المسؤول ماهي سوى كلمات فارغة المحتوى كأرض جرداء لايقطنها سوى الحشرات والعقارب .
فلو نأتي إلى مايتحلى به مسؤول اليوم أكان سياسياً أو مدنياً أو روحياً ، فماذا سنلمس ونرى ؟ هو عكس وليس إنعكاس لكل صفة جميلة ومحترمة نعرفها ، فمسؤول اليوم سارقٌ أمس واليوم والغد ، والشعب مبتلى ويتفرج ، لكننا كشعب نتفرج على ماذا ؟ نتفرج على أنفسنا وعلى ويلاتنا ، وعلى متسلطين يحاولوا إمتطاء ظهورنا وأستنزافنا والعبث بمصيرنا ، ونحن نتفرج .
حتى وإن إعترضنا أوتكلمنا فنحن نتفرج ، لأن لاقبول على أعتراض ولاأذان تسمع .
نتفرج على مسرحية الحياة ولاندري بأننا شخوصها وأبطالها على المسرح وهناك من يتفرج ويضحك . هم المؤلفون وهم المخرجون وهم من يجنون من تمثيلنا الشهرة والمال ، ونحن نؤدي دورنا بأبخس ثمن . ننفذ كل ماكتبوه ولانعرف من كتَب ، ولا نحرك ساكناً إلا لخطوات إلى الوراء . وخطوة إلى الأمام نحمل فيها على أكتافنا رديء يقودنا .
إلا إننا نعرف حق المعرفة من نحمل وماهي سلبياته ، ومع ذلك لانكِلٌّ من حمله ونقبل رأسه حمداً . إنما حمداً على ماذا ؟ حمداً على هَبَل بسببه يحمل من لايستحق الحَمِل .
أفيُجني من الصبار تينٌ ، ومن الشوك طيبٌ ؟
يقال بأن ، كل شخص واعياً لمسؤولياته الشخصية نحو نفسه ونحو الآخرين ، فما هو الوعي الذي يٌقصد وكيف يطبقه المرء منّا ؟
لقد إختلط الحابل بالنابل وشخصياً ، بتٌّ لاأعرف مايعني هذا القول ، فهل من مفسّر ؟
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟