|
اليوجينيا الوطنية
سيد القمنى
الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 12:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتكون عناصر ثقافة أى مجتمع من موروثات تاريخ و عادات و تقاليد و دين و لغة ، إضافة لعناصر أكثر عرضة للتطور و التغير مثل القوانين و الفنون و الأنظمة الإجتماعية و الأشكال الإقتصادية و الأساليب السياسية و نظام الحكم ، ناهيك عن مجموع المعارف و العلوم الحامل الحقيقي لكل عناصر الثقافة الأخرى. و عندما تتوازن عناصر الثقافة و يأخذ منها كل عنصر فيها حقه في الوجود و الفعل ، و يأخذ ذات الفرص التي تأخذها بقية عناصر الثقافة في رسم نهج المجتمع الشامل ، فإن المجتمع يعيش حالة من السلام و الإزدهار بتوازن عناصر ثقافته و تناغمها معاً ، كمال المجتمعات يشبه كمال الأجسام بتناسق النسب في الجسم بما يعطيه القوة و التناسب و تآزر أعضائه ، و هو الشأن الذي عرفته الحضارات القديمة ، فإعطت لكل عنصر ثقافي حقه في الممارسة و الوجود بهارموني و تناسق ترك أثره في كل لوح و حجر و تمثال و معبد و سلوك . هو ما فعله الإغريق و الروم و مصر و الرافدين و الصين و الهند ، كانت مسابقات في كمال المجتمعات . أما عدم توازن الثقافة فيحدث عندما يسيطر عنصر من عناصرها على بقية العناصر و يقوم بإزاحتها عن الفعل ، فيصبح في جسد المجتمع كالورم السرطاني الضاغط على بقية وظائف الجسد ، و قد يكون هذا الضاغظ تقاليد مقدسة أو دين أو أيديولوجيا أو معرفة أو حتى علماً . و هو الأمر الذي ثبت بالتجربة في أوروبا و أمريكا عندما سيطرت ذهنية التكنولوجيا و العلم وحده ، و تقدمت على بقية عناصر الثقافة ، لتبرز الأزمة حوالي سنة 1900 ، لتعلن فشل المجتمع الأوروبي في كبوة قيمية و نكسة خلقية تتمثل في قصة ( اليوجينيا ) ، التي تحكي لنا عن الكارثة التي تصيب المجتمع عندما يسبق عنصر من عناصر الثقافة فيه علي بقية العناصر، و يسود و يسيطر و ينحي غيره ، و ما حدث في المجتمع الغربي هو تسارع الكشوف و الاختراعات و التطور العظيم في التكنولوجيا ، و لم يكن الذنب في الحقيقة ذنب العلم ، بقدر ما هو كامن في طبيعة البنية الثقافية الفوقية من نظم مجتمعية و عادات و تقاليد و سلوك و دين ، لأنها تسير في تطورها بتؤده شديدة ، و تقاوم التغيير الذي حدث في البنية التحتية للمجتمع ، حرصاً عليه في ثباته الذي أنجز في الأزمنة السابقة مجتمعهم الحالي المتقدم ، مجموعة قيم المجتمع الأخلاقية التي تتمثل في نظم اجتماعية لا تقبل التغير بيسر و سهولة ، بينما طبيعة منهج العلم و أصله و سره و براعته تكمن في سرعة تغيره و قبوله للجديد الأكثر تطوراً في تراكم كمي و نوعي هائل ، و قد فاق هذا التطور نفسه و تجاوز ذاته خلال الأعوام من 1900 إلى السنة الأخيرة في تاريخ العالم ، فمن المتوقع عام 2010 وحده أن تنجز الإنسانية ما يعادل أو يزيد عما أنجزت الإنسانية منذ وجود الإنسان على الأرض . من هنا حدثت الفجوة عام 1900 م بين تقدم تكنولوجي فرض على المجتمع شروطه الاقتصادية السوقية ، بينما لم ترق الأخلاق و القيم و تتطور بذات الدرجة لتلائم العلم الصاعد ، الذي كان بحاجة ماسة و ضرورية لتطور مماثل في البنية القيمية للمجتمع و كذلك بقية عناصر الثقافة كالفن و الدين ، و كان تأخر الجانب القيمي في الثقافة عن الجانب العلمي العملي المتفوق ، هو السبب في التمزق الذي تمثله حكاية اليوجينيا ، فقد بات العلم و منجزاته بحاجة إلى رقي أخلاقي لإحداث التوازن المجتمعي ، لأن التكنولوجيا أعطت للإنسان تسهيلات ما كان يحلم بها ، يمكن استخدامها في نفع و رفاه البشرية ، و يمكن أيضاً استخدامها للقتل و السرقة و للحروب و الدمار ، فهي تبدع مع تقدمها ما يمكن أن يؤدي لجرائم عظيمة الخطر ، و كان الحل أحد اثنين ، إما أن يتراجع العلم و ذلك كان هو المستحيل ، او أن تتقدم عناصر الثقافة الأخرى و ترتقي لتحقق توازن المجتمع ، و هو ما اختاره المجتمع الغربي بعد تجربة ( اليوجينيا ) . و لنعرف ما هي ( اليوجينيا ) ، نعود إلى العلم و ما وصل إليه حينذاك ، كان القس مندل ( 1865 – 1900 ) قد بحث كيفية انتقال الخصائص المختلفة للنبات من جيل إلى جيل آخر، و أجرى تجاربه على البازلاء مُركزاً على صفات يريد تثبيتها في الأجيال التالية ، و صفات أخرى يريد أن ينحيها من التأثير في الأجيال التالية و ذلك بغرض تحسين الإنتاج ، و هو ما يلزمه التخلص من استمرار تكاثر النباتات ذات الصفات غير المرغوبة ، و كانت اليوجينيا هي تطبيق هذه الفكرة على البشر لإنتاج بني آدم ابن ناس ، أو ابن أصول ، و هو معنى كلمة يوجينيا الإغريقية فهي تعني نبيل المحتد أو طيب الأرومة ، مع استبعاد المعيبين جسدياً أو عقلياً من التكاثر . أول من وضع فكرة اليوجينيا محل العمل هو العالم فرانسيس جالتون ، و هو ابن خالة العالم الجليل رفيع القدرتشارلز داروين ، فاقترح أواخر القرن الـ 19 أنه من الجائز تحسين السلالة البشرية بنفس الطريقة التي استخدمها مندل مع النبات و يستخدمها مربو الحمام و الكلاب في إنتاج سلالات أرقى و أجمل و أقوى . كان جالتون يريد تحسين سلالة المجتمع الغربي باليوجينيا ، بالتخلص من أصحاب الصفات الغير مرغوبة في المجتمع ، بالعمل على عدم تكرارها في الأجيال التالية ، مع العمل على تكاثر الصفات المرغوبة في الأجيال التالية التي ستخرج كاملة النقاء . و مع بداية القرن العشرين كانت اليوجينيا علماً له مختبراته و أساتذته الكبار قي أمريكا و في بريطانيا و ألمانيا و معظم دول أوروبا ، و ساند هذا العلم الجديد علماء بارزون بل و علمانيون كبار تحمسوا لتحسين البشرية باليوجينيا ، و تحدثوا عن المستقبل الذي سيعيش فيه الإنسان الكامل أو السوبر مان . و تحدث آخرون عن ضرورة اليوجينيا للمجتمع الأوروبي و الأمريكي الصناعي لوقف التدهور الإجتماعي الذي تمثل في إنحلال سلوكي و تفشي جرائم السرقة و القتل و الغش ، و انتشار الرذائل خاصة في الأحياء الفقيرة حيث تستفحل أيضاً الأمراض الجسدية و النفسية و الأخلاقية . و قد رأوا أن أسباب الإنحلال الخلقي هي صفات وراثية في دماء الإنسان ، و هي سبب وجود المجرمين والفقراء و المرضى ، ( اكتشف العلم بعد ذلك خطأ هذا الفهم فلا علاقة مباشرة للدم بحد ذاته بالمسألة الوراثية التي اكتُشف أنها شديدة التعقيد و هائلة التفاصيل ) . كان الحل عند اليوجينيا هو الاستئصال ، لكن من الذي يجب استئصاله ؟ هنا لن يكون الدور للعلم إنما سيكون دور الاختيار و دور التنفيذ لما تريده ثقافة المجتمع ، أو بالأحرى ثقافة الطبقة القادرة في هذا المجتمع ، و هذه الثقافة و ليس العلم هو من سيمايز و بفاضل و يختار ، من الذي يبقى و من الذي يفنى ؟ أما الأهم فهو أن علم اليوجينيا خرج من التاريخ كأسرع علم يأتي و يخرج من عالمنا ، لكن بعد أن أسس لدراسة الإنسان وراثياً ، ليصل إلى ما وصل إليه اليوم ، بعد أن أسس اليوجينيون البرنامج و المعامل و الأدوات التي كان هدفهم منها تحديد الصفات الوراثية التي تزيد العبء على المجتمع للتخلص منها في الأجيال التالية ، و أن هذه الصفات تحدد الطبيعة المزاجية و السلوكية التي قد تكون سبباً في إدمان الكحول أو المخدرات أو البغاء أو الجرائم او الفقر في المجتمع ، حيث نُسب الفقر للعجز العقلي للفقير . و اعتبر اليوجينيون أن ضعف العقل هو أصل كل الشرور و السلوك الاجتماعي المنحط ، فصمموا اختبارات ذكاء لاكتشافه تقف وراءها معاهد و مراكز و معامل ، مثل معهد جالتون لليوجينيا القومية بجامعة لندن ، و معهد القيصر فلهلم لبحوث الطب العقلي بألمانيا ، و كان لليوجينيا كراسي أساتذية في ميونخ و برلين ، و قامت هذه المعاهد بوضع المعايير للمواطن النموذج و للقيم المرغوبة الذي يجب دعمه و إتاحة الفرص أمامه ، و المعايير للمواطن ضعيف العقل أو الجسد الذي يجب العمل على إيقاف نسله حتى تتنحى الصفات الوراثية السلبية من بعد . هذه المعايير أرجعت فقر الجماعات ذات الدخول المتدنية إلى قصور في قدراتهم العقلية و الأخلاقية ، و أن هذا القصور مُتجذر في بيولوجيتهم ، و غاب البحث عن أى أسباب أخرى و احتمالات مختلفة ، كعدم حصول هؤلاء على ما يكفى من فرص تعليم أو فرص اقتصادية متكافئة ، و اختيار القصور العقلي كسبب للمشاكل الاجتماعية . هو إعفاء للمجتمع من مسئوليته عن انحطاط بعض جماعاته و فقرهم ، و تحميل السبب للبيولوجيا و الوراثة حتى يمكن تبرير استئصالهم من المجتمع . و بعدها وصل الأمر إلى تصنيف شعوب بكاملها ، فالشعب الإيطالي يميل بطبعه السلالي إلى الشر و العنف الجسدي ، و الشعب اليهودي هو في منطقة وسط بين الخبث الشرير للصرب و وساخة اليونانيين ، اما البوهيين فهي فهم لصوص بالميلاد . و اليونان و القبارصة هم ( دوجز أوف يورب ) كلاب أوروبا ، مجرد كلاب ، أما العرب في تصنيف هتلر فهم نوع من الذباب اللزج. و نتيجة الاندفاع و التحمس للعلم المتفوق لم تعتمد معاهد اليوجينيا أسلوب العلاج ، إنما قررت التخلص من العناصر المعيبة ، و لم تتعامل مع المعيبين كمواطنين من ذات الدرجة و الأهلية ، و لم ترهم يستحقون الرعاية الاجتماعية و الصحية و التعليمية و الاقتصادية ، ففضلت الإبادة ، و قامت الحركة اليوجينية بتعقيم آلاف الناس المعاقين و العميان و الصُم والمشوهين بالإخصاء ، و هو ما مهد و برر بعد ذلك لمعسكرات الموت الجماعي و الهولوكست كما فعل النازي ، فأبيد الألوف من المعوقيين و اليهود حرقاً للاستفادة بهم كوقود للماكينة الصناعية العسكرية الألمانية . تلاحظ أن الخصائص التي ركز عليها علم اليوجينا هي من الأمور التي يصعب قياسها أو تسجيلها بأمانة بعيداً عن الهوى و الغرض ، مثل قوة الشخصية و الخلق الرفيع و خفة الظل و حضور البديهة و حرص الفرد على احترام الذات و الإخلاص في العمل كصفات مطلوبة ، لذلك كان يسيراً أن يتم اتهام هذا العلم حتى في زمنه بالتحيز الطبقي و الطائفي و العنصري ، و كانت تلك الانتقادات الصحافية في حينها هي البداية أيضاً لاكتشاف عدم تناسب الارتقاء القيمي الخلقي مع الارتقاء و التفوق العلمي ، فكل ما أمكن لليوجينا عمله هو تعقيم الضعاف و المجرمين و المنحرفين و المرضى و المعوقين ، و الإلقاء بملامة الفقر على الفقير و ليس على المجتمع ، ألقت المسئولية على الضحية ، أما السبب الأهم فهو أن الإبادة أقل تكلفة من إعادة التاهيل ، و مع تعامل اقتصاد السوق مع الإنسان تعامله مع السلعة ، يكون التعقيم أو الهولوكست هو الأرخص ، تعاملوا مع الإنسان تعاملهم مع الحيوانات ، فالبقرة المعيبة لو عالجناها سنصرف أكثر بينما ذبحها و بيعها هو الأكثر مردوداً ، الناس مجرد مشروع اقتصادي ، و هذا ليس زمناً بعيداً ، إنه القرن الماضي فقط . أما القرون الأسبق فقد شهدت أكبر جريمة تاريخية بإبادة سكان أمريكا الأصليين بفتاوي باباوية و مجامع مقدسة اجتمعت و قررت بعد بحث أن الهنود الحمر ليسوا من نسل آدم ، و لم يكونوا من ضمن ركاب السفينة الناجية في طوفان نوح ، إنما هم بقية لحيوانات غير معروفة أو ربما كانوا نسلاً للشيطان ، لذلك سهلت إبادتهم باعتبارهم حيوانات كاسرة و شيطانية و ليسوا بشراً ، لأن أبناء آدم كانوا معروفين في العالم المعروف قبل الكشوف الجغرافية ( هابيل و قابيل ) ، كذلك نسل ( نوح ) سام و حام و يافث و ما خرج عن ذلك فهو نسل حيوان أو شيطان ، و لأن آدم أو نوح لم يهبط في أمريكا أو أستراليا و لم تتحدث الكتب المقدسة عن هذه القارات و ما فيها ، فإن قتلهم يكون مؤازرة للإله و للخير ضد الشر ، كانت حرباً ضد الشيطان !! و قبلها بقرون أُخرى انشغلت المجامع المقدسة بمحاولة التأكد إن كانت المرأة إنساناً كالرجل الذي خلقه الله على شبهه و مثاله ، أما المرأة فليست شبهه و لا مثاله . . فماذا تكون ؟ حتى اعتبرها آباء كبار بالكنيسة فى مرتبة الدواب المسخرة لآدم ؟ * * *
ثم كانت الثورة البلشفية الروسية و الاتجاه نحو اقتصاد الدولة الموجه ، و ما حققته من نجاحات ، رداً عملياً و جرس انذار عظيم لكل دول أوروبا لتوجيه النظر نحو فكرة العدالة الاجتماعية باعتبار المجتمع مسئولاً عن جميع أفراده ، و أن ما يصيب الأفراد هو نتيجة تقصير المجتمع . و أن ما يصيب الفقراء هو نتيجة تقصير المجتمع . بعد أن تمكن الفقراء الذين هم في اليوجينا أصل الشرور من الثورة و إقامة دول عظمى مثل الصين و الاتحاد السوفيتي ، مما كان سبباً مباشراً و هاماً في تراجع علم اليوجينيا ثم سقوطه تاركاً معامله لعلم الوراثة . و نهض فلاسفة الأخلاق بدورهم لشرح و بيان مدى العيب الذي لحق بالثقافة الأوروبية عندما تفوق عنصرها العلمي و تخلفت بقية عناصرها مما أدى لخلل خلقي عظيم تمثل في علم اليوجينيا . لهذا حارب العالم كله هتلر و بديهيته في رقي العنصر الجرماني بعد أن ارتد السحر على الساحر و أصبح كل الأوروبيين و بقية العالم في تصنيف أدنى عند يوجينا هتلر ، و هو ما انتهى بإقرار المجتمع الغربي بذنوبه و إدانته لليوجينا و الهولوكوست ، و عوض الضحايا باعتذارات تاريخية ، مع تعويضات مادية لمن بقى منهم ترتقي بهم و تاخذ بيدهم للتفوق ، بل و قام يعطي كل الأقليات حقوقاً تفوق حقوق الأغلبية . الثقافة المعيبة التي يتضخم عنصر منها على بقية العناصر تؤدي إلى كوارث أخلاقية و إلى حروب أممية ، و هو ما حدث أوائل القرن العشرين ، لذلك فإن عالم اليوم يطارد مثل هذه الثقافات المختلة ، و لأن الثقافة كائن حي و لأن كل حي يقاوم الفناء و يرفض أن يموت و يعيد تشكيل نفسه ليتلاءم مع الظرف الحياتي الجديد ليستمر حياً ، فإن الثقافة رغبة منها في الإفلات من الهلاك تضطر إلى التخفيف من بعض أثقالها و أوزارها الشديدة الوضوح بعيوبها ، فتسمح ببعض الانتهاك لمحرماتها ، فتضحي بالجزء في سبيل الكل و تضحي بالأطراف في سبيل القلب ، و هو ما تمارسه اليوم ثقافتنا المعيبة التي تخلفت كل مكوناتها بينما تقدم مكون واحد منها فقط هو الدين ، و من هنا يتنازل الدين عن تطبيق عقوباته البدنية كحد القطع و الرجم و الجلد و عن الدعارة الاغتصابية المسماة ملك اليمين و عن الاستعباد و فقه العبودية ، و سلوك الدين هنا هو سلوك تلجأ إليه كائنات حية أشهرها زاحف ( البُرص ) الذي يقطع ذيله و يتركه يلعب ليشغل مطارده و ينجو هارباً بحياته ، و هو سلوك كل الثقافات بلا استثناء . بعد هزيمة 1967 و تدفق نهر البترودولار ، بدأ عنصر الدين يأخذ مكانه الطبقي بين ثقافات المصريين ، و أصبح له دور يساوي دور بقية عناصر الثقافة من فن و إبداع و قيم . . . إلخ ، بينما قبل ذلك منذ الحملة الفرنسية و محمد على و حتى هزيمة 1967، إلتزم كل عنصر مكانه و دوره لا يتجاوزه ، لكن الدين كان العنصر الأكثر طموحاً بين بقية العناصر ، لذلك كان قبوله بالتساوي مع بقية عناصر الثقافة تقية مؤقتة و فترة كمون و بيات كبيات الحيوانات البرية الشتوى حتى لا تنقرض وسط هذا الزخم العظيم لعناصر الثقافة الأخرى ، و حتى تتحسن البيئة فيعود من بياته . و قد تحسنت هذه البيئة باستيلاء العسكري على حكم الأوطان و انتهى بهزيمة 1967 المروعة و سجود الشعراوي لله شكراًعلي هذه النعمة ، و بعدها جاءت الغزوة الوهابية و صحوتها الإسلامية ليتورم عنصر الدين على بقية عناصر الثقافة ( أتحدث هنا عن الحالة المصرية التي أعرفها ) ، و تورم الإسلام السني الحنبلي بلباسه الوهابي الجديد على حساب ألوان إسلام أخرى ، كذلك تورمت المسيحية الأرثوذكية كرد فعل اجتماعي موازي لما حدث بين المسلمين ، و هو ما أدى إلى زيادة الضغط على بقية عناصر الثقافة المصرية لتتراجع بل و تتلاشى ، و انتكس المجتمع من تقديس الفرد المواطن و حقوقه و سعادته إلى تقديس الطائفة الدينية أو الأمة ذات الدين المشترك ، بغض النظر عن حال أفرادها و مواطنيها ، و تقديس المكان بدلاً عن الإنسان ، تقديس المساجد و الكنائس و الأحجار و الكعبة و الأقصى و الصخرة حيث المعجزات و المبهرات ، و هي شئون لا علاقة لها بما يصون أخلاق المجتمع أو النظام القانوني أو القيم الأخلاقية ، فهي تتعامل مع الغيب و هو غير عالمنا . و لذلك وضع رجال الدين كل الخطوط الحمراء حول تفاصيله أو حتى عمومايته ، و لا تجد عندهم خارج ذلك أى خطوط حمراء كالمتعلقة بحقوق الإنسان و المرأة و الطفل و سائر شئون مجتمع القرن الحادي و العشرين ، و هنا بدأت الفجوة تظهر ، اختفت كل التماثيل الفنية الراقية من الشوارع تكفيراً للفن و حلّ بدلاً منها كلمة ( الله ) في شكل ( قُلّة ) أو ( زير ) كبير في الميادين ، التي أصبح اسمها جميعاً ( ميدان لفظ الجلالة ) ، و رغم كل مظاهر التقوى المنتشرة حجاباً و نقاباً و لحيّ و ميكروفانات تقصف الأذان و شعارات إسلامية تملأ الشوارع أينما وليت وجهك ، فإن المجتمع في انهيار قيمي حاد ، بعد أن فشلت ثقافته في حمايته حتى تفككت وحدته الأولية ( الأسرة ) ، و امتلأت شوارعنا أطفال بالملايين بلا أسر ، و بالجماعات السرية ، و العشوائيات و المهمشين ، و هو كله علامات مرض عضال بالثقافة التي لم تعد قادرة على القيام بوظائفها في حماية مجتمعها ، لأننا نعيش ثقافة زمن القرن السابع الميلاد في زمن القرن الحادي و العشرين ، و هو فارق لا يبعد كثير عن إنسان الكهوف بمقاييس الحضارة ، ناهيك عن كون هذه الثقافة في معظمها ليست حضارية المنشأ و التكوين ، لأنها صادرة من بيئة البداوة العربية و هي أقرب البيئات في زمنها السحيق إلى البدائية قياساً عما جاورها من حضارات ذلك الزمان ، فإذا كان الذين يعيشون في 1900 سبقهم التطور العلمي فتخلفوا أخلاقياً عن زمنهم نتيجة عدم التسارع القيمي مع التسارع العلمي ، فما بالك بمن يعيشون تطور العلم في القرن الواحد و العشرين بثقافة القرن السابع ، بل و بثقافة موغلة في البدائية لطبيعتها الصحراوية الوحشية قياساً على بقية ثقافات القرن السابع . فيكون طبيعياً أن نأخذ السفن و العبّارات و القطارات من الحضارة المعاصرة لكن دون العقل الذي أنتجها و قيمه الأخلاقية التي تتابع شروط السلامة ، فتغرق العبارات بالناس ، و تحترق القطارات و تشوى البشر بداخلها و تنهار معظم المشروعات انهياراً كارثياً ، و يستورد صاحب المصنع العمالة الماهرة من خارج البلاد رغم كارثة البطالة لمتعلمين و خريجي جامعات مواطنين على مختلف الصنوف لا يعرف أحدهم شكل المفتاح الذي يدير به الجهاز الذي تعلم عليه ، أو يفترض أنه كذلك . لقد اعتقد مفكروا القرن التاسع عشر أن الأعراف و العقائد و العادات تتسرب في النسيج العصبي للإنسان لتصبح بعد عدة أجيال استعدادات فطرية . و لعدم التمييز بين السلالة و العرق ، و بين الثقافة ، فقد نظروا إلى التطور الاجتماعي باعتباره عرقياً وراثياً ، و هي فكرة موغلة في القدم لا تناسب ما حدث من تطور علمي تقنى عظيم ، و كذلك كان حال جميع الشعوب و الأمم و ضمنها الشعوب الشعوب المسلمة التي تعتقد بقداسة لأشخاص في التاريخ الديني ، و أن هذه القداسة متوارثة تميز قبيلة عن قبائل ، و بيت عن بقية بيوت القبيلة و فرد عن مجموع أفراد المجتمع ، لهذا كان علم العرب الوحيد حتى ظهور الإسلام هو علم الأنساب و ظل أهم علومهم بعد الإسلام . أن الظن بتوريث القداسة أدى لصراعات هائلة ما بين الأمويين و الهاشميين و العباسيين و عموم الطالبيين ، و كلهم كان يعتبر نفسه مقدساً و أرفع من لمامة الناس فلا يخالطهم بصهر أو زواج خاصة أبناء البلاد المفتوحة حفاظاً على نقاء السلالات ، التي أكدتها لهم الآية " كنتم خير أمة أخرجت للناس " . و هذه الأمة تبدأ بقدسية النبي محمد ( ص ) و آل بيته و عشيرته و قبيلته ، و الخيرية تتضمن صفات النبالة الحميدة التي تميزهم عن بقية العوام شكلاً و موضوعاً ، و المسلم بشكل عام و مطلق يعتبر نفسه إنساناً مقدساً قياساً على بقية الإنسانية و يتعالى عليها و يولى نفسه قيماً عليها يريد فتحها و إدخالها في نور الإسلام لأنه فرد مقدس من تلك الأمة المقدسة ، التي قال عنها النبي ( ص ) " الخير في أمتى إلى يوم الدين " و عليه عبء هداية العالمين و هو ما يحق للآلهة لا البشر، و لا يقدر عليه إلا الآلهة و ليس البشر . نفس العقائد و المفاهيم كانت لدى بني إسرائيل و احتسابهم أنهم أطهر شعوب الأرض و أقربها إلى الله باختيار منه و قصد ، لذلك هم الشعب المختار . لكن هذا الشعب المختار قرر أن يتخلى عن معظم ثقافنه القديمة بعد أن جعلته منبوذاً بين الشعوب حتى تم تصنيفه وسطاً بين قذارة الصرب و اليونانيين ، و تمكن من إنشاء دولة قوية غير متخلفة ، و هذا الدرس هو الذي يجب أن يعيه كل المتخلفين و المرفوضين من العالم كأمل لهم في إنجاز مثلما أنجز الإسرائيليون من تطور و تقدم و إنجاز مبهر في سنوات قليلة . حتى اليوم نعيش مع مشايخنا مخيال البدوي الصحراوي في القرن السابع الميلادي ، يعلموننا كيف نحشد أكبر قدر ممكن من الحسنات ، و كيف نتوقى السيئات ، أو نستبدلها بحسنات ، يعلموننا كيف نحوز في الجنة على الراحة التامة و الكسل الأبدى في قصور مرمرية و أسرة ذهبية و إشباع غرائزي لا ينقطع ، لكنهم لم يعلموا الناس شيئاً واحداً يرفع عنهم معاناة دنياهم . رغم أنه عندما يتمتع المسلم بالأمان و الشبع و النوم الهادئ في مسكن آدمي مناسب ، فإنه سينهض نشيطاً متأهباً لأداء فروض ربه و فروض عمله و وطنه ، فالجوع كافر و البرد قارص و الاكتئاب مرض مستوطن و وبائي لعناء التفكير في رغيف خبز يوم الغد ، و عندما يصبح الدين طقوساً ظاهرية لإعلان الإيمان ، و يُعطل الموظف الحكومى أعمال خلق الله لأنه مشغول بالصلاة و تلاوة القرآن ، و يترك مُنسق القطارات عمله للصلاة الجامعة ، و يموت المئات في كوارث كبرى جامعة ، و عندما تهتم حكوماتنا برفاهية مشايخها وراقصاتها و لصوصها و تترك قرى و أحياء بكاملها محرومة من أبسط الخدمات ، و تقدم للسواحل الفخيمة والقرى الخمس نجوم خدمات سوبر ، فإنها تتعامل معنا بمنطق السوق السلعي ، لأن الخدمات التي تقدم للفقراء لا تعطي العائد الاقتصادي ( مش هايجيب همه ) !! أليست تلك يوجينيا وطنية بقرارات رسمية حكومية ؟ ! تعامل الفقير بحسبانه أقل درجة من الإنسان المتحضر لغياب ذكائه ، فهو آفة مجتمعية و عالة على المنجزين . نلقي بالملامة على الفقراء رغم أننا لم نعلمهم و لم نعالجهم و لم نؤمنهم و نلقى بمسئولية ما هم فيه على تكوينهم الخلقي ، و الصرف عليهم هو خسائر محققه ، لذلك نعملهم هولوكست ، نجعلهم يعيشون كالحيوانات في العشوائيات ، و على المستوى الديني نتعامل وفق يوجينيا إسلامية فنحدد الغير مرغوب وجودهم في المجتمع كالأقباط و البهائيين و الشيعة و العلمانيين ، أوروبا تخلصت في 1900 م من غير المرغوب فيهم بالتعقيم و نحن نتخلص منهم بالفقر و الجهل و الذبح و السلخ و الحرق و التفجير ، إن ضربنا لأبراج مانهاتن هو نوع من اليوجينيا يمارس هولوكست إبادة جماعية ، لدينا يوجينيا إسلامية تضع مواصفات المواطن الصالح و غير الصالح لتبقي على الأول و تتخلص من الثاني ، و أصبحت خير عبادة هي الإبادة . إن الثقافة التي تقدس ذاتها و مكوناتها و معارفها لن تقبل بالتعاطي مع أى ثقافة أخرى ، لذلك ستظل كما هي منذ يوم وجدت إلى يوم فنائها . و رقي الثقافة مرهون بالحرية المطلقة للفكر المبدع لمزيد من قيم الحرية و الارتقاء لينتقل من القديم إلى الجديد ، كما أن هذا الرقي مرهون بحرية الحركة بين طبقات المجتمع ، حيث تفرز الحرية ارتقاء العباقرة لقيادة التطور ، لكن الأمر عندنا ليس كذلك ، فعندنا طبقية دينية لا يصح فيها حرية الانتقال من الطرف الإسلامي إلى أى طرف آخر ، و تصح فيها حرية انتقال أى طرف غير مسلم إلى الطرف الإسلامي في إتجاه واحد فقط غير قابل للعودة . و لأن النظام الطبقي المجتمعي الإسلامي يشدد على الفروق الطبقية الملتبسة دوماً بالعنصر و بالدين ، فالعرب غير العجم ( العجم هم أي بشر من أي لون لا يتحدث العربية ) ، و العربي الهاشمي غير بقية قريش غير بقية العرب المسلم ، و العربي المسلم السيد غير العربي المسلم العبد ، و الرجل العربي المسلم غير المرأة العربية المسلمة ، و جمميعهم غير الموالي ، أى المسلمين من الأعاجم ، و جميع هؤلاء غير أهل الذمة ، و لكل طبقة من هذه الطبقات حقوقاً و واجبات تختلف عن الأخرى ، فالحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثى بالأنثى . و نتيجة إلتباس الطبقة بالعنصر أو بالدين ، فإن الطبقات تصبح غير مسامية لا تسمح بالحركة من طبقة إلى أخرى ، فالعنصر لا يقبل غيره عنصراً مميزاً ، و الدين لا يقبل إلا بإنضوائك و ولائك الكامل له و الخروج من جلدك الأصلي و هويتك . و لأن الحقوق و الواجبات تقوم على شرائع ثابتة فإن الطبقات تظل على جمود و ثبات التشريع الذي يحول بين الأفراد و بين النفاذ من طبقة إلى أخرى إلا إذا غير ذاته بالكلية و تماماً . و يظل رغم ذلك ضمن الطبقات الأدنى فعنصره غير عربي كما أنه لم يكن من السابقين إلى الإسلام ، يكفي فقط أن ينتقل الذمي من مستوى الذميين إلى مستوى الموالي عندما يدخل في الإسلام ، و يظل من الموالي مؤبداً . و هي شكل و إن لم يعد قائماً اليوم بهذه التشكيلات العديدة ، إلا أن الخاصية الدينية و الطائفية ( و العنصرية في الريف بين العرب و الفلاحين ) ظلت قائمة ، و هى طبقية كفيلة باستمرار المجمع عند مراحله البدائية التي لا تعرف الكفالة المتساوية للمواطنين في وطن مشترك واحد ، و لا تسمح بأي حراك طبقي و لا نفاذ عبر الطبقات. و يترتب على هذا الوضع مشاكل على مستويات عدة تؤدي لمزيد من التخلف ، فبصعب على النوابغ من أبنائه النفاذ إلى الطبقة الأعلى ليظهر نبوغه ، و هو أيضاً الوضع الذي يحرم كل أصحاب القدرات الإبداعية النافعة من أخذ مواقعهم لرفعة المجتمع بسبب من دينهم أو طائفتهم . بعكس المجمعات المرنة التي يتساوي فيها الجميع أمام قانون واحد من وضعهم ، يراعى ظروفهم جميعاً ، و الذي يسمح بالمرور الفوري عملاً بقاعدة ( دعه يعمل ، و دعه يمر ) ، أما الكارثة المروعة بكل المقاييس هو أن هذا الشكل الطبقي الديني و العنصري لن يسمح بالمرة بظهور طبقة وسطى واضحة المعالم تكون صاحبة المصلحة و يمكنها أن تكون الحامل التاريخي لحركة التطور الثقافي و المجتمعي نحو مجتمع مدني سليم . المشكلة عندنا أننا نقلب الأوضاع ، فبدلاً من أن يكون الدين أحد مكونات الثقافة و الشخصية المجتمعية ، فإنه يصبح هو كل ثقافتها ، و هو مصدر كل ثقافة أخرى ، فتصبح الثقافة ناتج له و فرز منه ، و بدلاً من أن يتكيف تطورنا مع التطور الثقافى العالمي ، فإننا نقوم بتكييف التطور الثقافي العالمي على مقاسنا بما نسميه العلم و الإيمان . و عبر التاريخ الإسلامي واجه المسلمون هذه المشكلة عدة مرات ، عندما كانت تتقدم الثقافة الدنيوية و علومها و فنونها و تتطور ، كان الدين في هذه الحالة يحاول أن يتكييف مع الظروف الجديدة ، بخلق مذاهب جديدة تتواءم مع الجديد ، و هو بدوره ما فقدناه فلم يعد يظهر لدينا مذهب جديد منذ ألف سنة ، رغم أن السماح بظهور مذاهب جديدة حتى لو كانت متعارضة ، فإنه كفيل بإعطاء الدين و الثقافة معاً المرونة و الحيوية و يعيد إليهما الحياة للتواءم و التاغم . و هنا يدهشك إصرار الأطباء المسلمين على الحمل الكامن و حديث الذبابة و بول الناقة في زمن تجاوز هذه البدايات البدائية بأحقاب جيوزمنية ، مثله بالضبط ما تفعله الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بإصرارها على ظاهر النص بنصوص مقيدة لطاقات المسيحيين و تسبب لهم كثيراً من المشاكل التي تسنفذ وقتهم و طاقاتهم حفاظاً على سخافات نصية ، رغم أن المسيح نفسه قد شدد و نبه على أن الوقوف عند ظاهر النص الناموسي يؤدي بأصحابه للفناء و الخروج من الوجود ، مؤكداً أن " الحرف يقتل " .
#سيد_القمنى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كعبة سيناء
-
الشيخ .... و الغوغاء ؟ !
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 4 من 4 )
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 3 من 4 )
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب2من4
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب( 1 من 4 )
-
درس في البحث العلمي و أخلاقياته
-
آلية الفتوى( تفكيك الخطاب )2 من 2
-
رد وجيزعلى د. صالحة رحوتى وكل من هم فى زمرتها
-
آلية الفتوى تفكيك الخطاب 1 من 2
-
مؤسسات حقوقية ونشطاء يبدئون حملة للتضامن مع الكاتب والمفكر س
...
-
خطاب مفتوح الى مفتى الديار المصرية
-
حكاية الخمر فى عرس النبى (ص) بالسيدة خديجة ( رضى )
-
هاهم يقفون عرايا!!
-
بيان هام
-
كم راهنت على غبائهم ... ؟ ! ! .
-
نداء استغاثة لكل مثقفي و أحرار العالم!
-
بيان
-
أوباما تحليل الخطاب وردود الفعل 2 من 2
-
أوباما تحليل الخطاب وردود الفعل 1من2
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|