الأم وحدائق الجنة ..!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 12:54
المحور: الادب والفن
    

1
الأنبياء .الفلاسفة .الملوك .علماء مايكروسوفت .عمال الطين .المعلمون في المدارس .نادل الحانة . مدراء البنوك .مشايخ جزر الواق واق .قراصنة خليج عدن .الهندي الأحمر .راقصة الملهى .قارئ الكف .الحوذي بعربة حصانها يسعل .قاطع تذاكر القطار .الجندي المتعب من نعاس بندقيته .بائع الخضار .ومحرك دولاب الهواء في مدينة الملاهي .وشيخ الطريقة الصوفية .مضيفة الطيران ، هؤلاء كلهم .عندما يتذكرون امهاتهم .تصبغ اجفانهم دمعة شوق ونحيب طفولة بعيدة ..!

2
كل خطوات الاشياء على الأرض تُحسب بالميل والقدم والمتر إلا خطوة الأم وهي تتعكز اليك ملتهفة .فتلك محسوبة بسنين الضوء ..!

3
لا ابيعك ذكرى امي .ولن تبيعني ذكرى أمك .هذه جريمة لن تغفرها الف توبة .قد يبدل الوطن خصوصيته .كذلك الحب .والقدر .والنتيجة .ولكن أن تبدل أم فذلك في عرف الطبيعة سيرٌ ضد الجاذبية ..!

4
كل الظلال تكون معنا لمسافة معينة في الطريق، إلا ظل الأم فهو يكمل معنا المشوار الى النهاية وحتى وهو في القبر ....!

5
اليوم السيدة الكريمة وداد الطحان نشرت صورة أمها ...تخيلت الدمعة كيف تصير عقد ماس على العنق .وكيف الطفولة تحبو مشتاقة اليها .تلك الأم .منجم من الحنان والغيوم والالهة المشتاقة .بنعاسها الابدي تخلق لنا نوما مريحا .ومتى نتألم من لحظة انكسار ما .نجد قلبها يرمم الضرر حتى حين تعاودنا في حلمها طيفا اخضرا ومركبة فضائية قادمة من الجنة ..!

6
ليس هناك ام رحوم واخرى قاسية ...هناك ام واحدة عندما نتعثر في السير يهتف قلبها :اسم الله عليك ياولدي ...ويقال أن نيرون حين احترق صرخ جملة واحدة :أمي أمطري كي تطفئ النار ..!

7
لاأدري يختفي ظل الأم بعيدا في تواريخ الأنبياء إلا عند مريم بنت عمران وآمنة بنت وهب ...يحيرني هذا الهاجس ..لأني أدرك ان كل روح نبوة قادم من تكليف رب وحنان أم ..فمن الحيرة أن ندرك مثلا .ان نوح عندما سار بالسفينة قد اتكل على الله اولا وذكرى طيف ام رضعته .وان يونس في قلب الحوت تذكر ضرع ام ليتدفئ بالخلاص معها ....ولااعرف من قال :أن الله رأى دمعة هاجر فانزل الكبش فداء لأسماعيل .وفي كل حال : النبوة امومة الشعوب التي تحتاج الى النور ..................!

20 آذار 2010/ زولنكن / المانيا

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات