عبد القادر الحوت
الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 08:22
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
حينما بدأنا بإكتشاف النفط في البلدان العربية في آخر عهد الإحتلال العثماني، ظننا لوهلة أنه المخلص لكل مشاكلنا الإقتصادية و معها مشاكلنا الإجتماعية.
إعتقدنا أنه آخر الأنبياء يأتي من جديد، أو المهدي المنتظر الذي جاء ليمحي تخلفنا الإقتصادي و الإجتماعي عن باقي دول العالم، و يحررنا من التبعية للخارج و يجعل من شعوبنا العربية شعوبًا قوية و مؤثرة في العالم.
و لكن الجشع و الطمع الرأسمالي في نظامنا الأبوي و القبلي و البطريركي، أقنع ذاك العجوز المتسلّط على شعبه بأن يحتفظ بكل عائدات النفط له و لا يوزعها على شعبه بشكل عادل.
أقنعته الرأسمالية أيضا أن يسلّم نفط الأمة إلى شركاتها الآتية من وراء البحار، خادعة إياه بثلاثين من الفضة.
إستقلّت بلداننا العربية، ممالك دينية قومية بنهج رأسمالي. وحدها البلدان التي لم تملك نفطا أو غازًا أصبحت جمهوريات، ما لبثت أن تحوّلت إلى ديكتاتوريات ما إن تم إكتشاف النفط أو الغاز فيها (الجزائر مثلا).
تحرّك الشعب أحيانا ليطالب برؤية عادلة أكثر إشتراكية كما حصل في مصر مع ثورة عبد الناصر أو في سوريا. و لكن هذه الحقبات بقيت حقبات قصيرة، دمرتها الرأسمالية العالمية بالحروب المتكررة على مصر و سوريا.
العراق لم يسلم أيضا من مآسي النفط. فإن لم تكن الإحتلالات و الحروب العسكرية من كبرى الدول الرأسمالية التي تدمّره، فهو غرور و تعالي قادته.
ظنّ صدام حسين أن النفط هو سلاح الآلهة، أنه عبره سيجعل العراق دولة قوية. فإشترى السلاح. و لكن إغراءات العظمة جعلت منه طاغيًا يجتاح إيران و الكويت و يقمع شعبه و يؤدي به إلى الهلاك.
أما الدول التي باعت نفسها للشيطان الرأسمالي فحافظت على إستقرارها و تطرفها الديني و لكنها أصبحت دول ذمّة.
السعودية و باقي دول الخليج النفطية هي المثال الحيّ على الذميّة في عصرنا الحالي. تدفع هذه الدول الجزية النفطية للولايات المتحدة الأمريكية، و في المقابل تحصل على حماية عسكرية و سياسية.
لا شيء مجاني في الحياة البشرية، و هو الأمر ينطبق على الدول. من ظنّ بأن النفط المجاني المُستخرج بدماء العمال الآسيويين سيجعل من دولنا دولا حرّة، مستقلة، قوية و متقدمة.. الأيام أثبتت أنه على خطأ.
فيا شعوبنا العربية، قاطعوا النفط. فإنه بذلك لن تقوموا بالحفاظ على بيئة بلداننا و نظافة هوائها فحسب، بل سنساهم في إضعاف الدول الذمية التابعة للخارج و إضعاف الديكتاتوريات الرجعية و القمعية.
المقاطعة سلاح. فقاطعوا النفط.
#عبد_القادر_الحوت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟