فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 19:16
المحور:
الادب والفن
أسوء الأشياء حين تسكنك الغربة، وتعيش تفاصيل منفاك على آخره، وترجع عائداً لها ، ستجدها أرحم من أن ترى تهشم زجاج الروح في كل مَن وما تحبه في الوطن ، لتعيش جراحات جديدة ، يعمدها نزيف القتل وأغتصاب أحلام الطفولة والخبز وتهميش إنسانيتك. أجبته بصدق: لا أملك مالاً ، سوى الزهيد منه ،ولا أحمل ذهباً .. لم يصدقني ، وهو يزمجر على إحداهن قد خرجت لتوها، أخذ مني حقيبتي اليدوية ، يقلب زواياها وجواز سفري ، عابثاً بها لدقائق مرعبة ، إرتبكت وأنا أرى ورقة المائة دولار قد علقت بين أصابعه ،طريقة جديدة للنهب الأنيق ، صارخاً وما يحويه الكيس الذي تحمليه ، التفت وعيني عليه ، دس يده في جيبه ،أتصوره كان راغباً في أن يحتفظ بشيء مني للذكرى أو أن يذهب وبعض جند الأميركان ليقارعو كؤوس النصر ،نخباً على أنقاض وطني ، ناولته الكيس ليفتشه . كان يوماً طويلاً وقاسياً لعبور البوابات الأمنية، التي كنت الأقي فيها ود وأحترام كلابهم البوليسية، ما أن تتقربني تهز ذيلها محاولة لعقي ، فاحمل لعقة الكلب جوازاً لمروري وولوجي لبوابة المنفى الكبير .
_______________________________
من المجموعة القصصيةحرائق حرب
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟