أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (1 - 2)














المزيد.....

هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (1 - 2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كانت تباشيرُ نمو الطبقة الوسطى تبدو من النظام الملكي الإقطاعي قبل الثورة، ومع مجيء ثورة العسكريين تزايد من جهةٍ نمو العلاقات الرأسمالية خاصة في الريف، حيث قامت حكومة الثورة بإصلاح زراعي مهم، وكذلك تنامتْ رأسمالية الدولة الحكومية، ثم تغلبتْ رأسماليةُ الدولة بعد تأميم النفط وانصبت معظمُ المداخيل في جيوب البيروقراطية الحكومية المتعددة الأوجه.
(رغم توسع قطاع الدولة الانشائي فان حصته في تنفيذ الاستثمارات الحكومية لم تبلغ 10% وعليه فان القطاع الخاص قد تولى في السبعينيات مقاولات بما لا يقل عن 6 مليارات دينار جنى منها أرباحاً تزيد على المليار دينار وتنطوي على هامش طفيلي كبير)،(تطور العراق، د. أحمد الشيخ ربيعة).
وسواء أكان هو حكم عبدالكريم قاسم أم البعث فإن القوى البيروقراطية الحكومية نمّتْ البرجوازيةَ الخاصة الخاضعة لها عبر المقاولات وأعمال الباطن المختلفة، بحيث غدت القوى البيروقراطية هي المسئولة عن تصاعدِ دور الأجهزة العسكرية والقمع وإلغاء الحريات.
وجاءَ الاحتلالُ الأمريكي عبر فوضى عارمة ولم يدع القوى المحلية هي التي تجهزُ على النظام وتواصل التغيير، فركزَ في تصفية الرأسمالية الحكومية المركزية، وأدواتها الأساسية المساندة من جيش ومخابرات.
لقد انتكس الدورُ الحكومي المركزي، لكن لم تكن ثمة قوى مالية خاصة كبيرة تستثمر الوضع لتطور رأسمالي ديمقراطي وطني، كما قامت القوى الإقطاعية والمذهبية بتفجير الصراعات المختلفة، وضرب القوى المتعاونة مع التطور الجديد، وحدث تخريبٌ ودمارٌ كبيران وهجرة الخ.
بعد هدم رأسمالية الدولة المركزية وتوزيع الفوائض الاقتصادية على المحافظات، في ظروفٍ اقتصاديةٍ اجتماعية بلا ملامح تحديثية، وبلا وجود طبقة وسطى عراقية على طول الخريطة الوطنية، وسيادة الاقاليم المذهبية والقومية المختلفة، وقيام الإدارات المناطقية بالسيطرة على الموارد، والتلاعب في كثير من الأحيان بها، وحدوث فضائح بهذا الصدد كهجوم قوى الدرك الحكومية على البنوك، واستغلال الحكومة المركزية دورها المهم وتنفيع جماعاتها، حدثت الانتخابات الأخيرة وبرزت ثلاث قوى سياسية مناطقية رئيسية هي حكومة المالكي وجماعة إياد علاوي كقوة تحديثية واستمرار القوى الكردية المتنفذة في الشمال.
لقد حدث تكوينٌ عراقي اجتماعي جديدٌ في هذه السنوات القليلة في بداية القرن الواحد والعشرين وهو صعود كتل اجتماعية بلا جذور اقتصادية عميقة سابقة، فملكية الدولة الكبيرة وهي الشريان الأكبر لتشكيل البرجوازيات سواء الحكومية أم الخاصة المتداخلتين في الأنظمة السابقة قد تم قطع عرقه الكبير، ومع ظهور التعددية والصحافة الحرة، توجه المالُ النفطي إلى الخريطة الاقتصادية المُراقبة، وإذا جاءت الفوائض الاقتصادية فهي تأتي من خلال الوظائف الحكومية، في حين تتوجه الأقسامُ الكبيرةُ من الفوائض النفطية النقدية إلى المشروعات العامة.
فكيف تشكلت القوى السياسية الاجتماعية واعتمدت على إيجاد مناصرين وأتباع لها من دون الهيمنة النفطية المالية؟
قامت في العراق الراهن قوى اقتصادية سياسية منفصلة عن الرأسمالية الحكومية المعتادة وقامت على ما يمكن تسميته:(البرجوازيات الخاصة - العشائرية - الطائفية)، وهي تسميةٌ من الأدبياتِ العراقية وتعبرُ عن المنحى الجديد للقوى الاجتماعية السياسية المتنفذة. وهذا الانفصال يحدث أول مرة في التاريخ العراقي الحديث على الأقل، فالدولة المركزية أُزيلت وحلتْ دولةٌ غير مركزية.
والحزبُ المسيطرُ تنشأ سيطرته من خلال وجود المال لديه أولاً، ثم من خلال لجوئه للعشائر ثم يعتمد كذلك على طائفيته.
ثلاثة جذورٍ شكلتْ خريطةَ الانتخابات العراقية الراهنة التي صعدت فيها تلك القوى السابقة الذكر. وبالتأكيد فإن المالَ الكثيف موجود والقوى السياسية المؤثرة موجودة ولكن بطرق مختلفة عن السابق!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة مهمة لأهل الخليج
- المحرمات الهامشية والأصل المنسي
- النساء و-الديمقراطية- الدكتاتورية الذكورية
- ضعف السياسة العربية
- الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر
- المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية
- الخلاص هو في التحالف مع اليسار الديمقراطي
- غياب الجدل من تاريخ اليمن
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي (1)
- الرأسمالية الخاصة في البحرين (2)
- صراع الغرب والإسلام الآن
- الرأسمالية والبداوة
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين (2)


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (1 - 2)