سرسبيندار السندي
الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 19:34
المحور:
الادب والفن
عاتبني قبل أيام أحد ألأصدقاء
لماذا لم تكتب قصيدة عن حلبجة
وأنت تكتب جميل الكلام عن الحب ...
وعن الوطن المصلوب والعشق والنساء
وعن الإنسان المعذب وطير السماء
***
فقلت له مهلا يا صاحبي ...
من قال لك أني نسيت معها اللقاء
فمن ينساها ليس بإنسان سوي ...
فكيف وأنا لي معها جميل الذكريات ...
في جبالها وأسواقها والبحيرة الزرقاء
وتلك الحدود اللعينة ...
والتي منها كان يزحف الموت والشقاء
***
فقال لي ...
هاقد جعلتك تسرح في ذكريات لم أكن أعرفها
ومن يدري ما تخفي من بخل أو عطاء
فهذا مدينة لم تحترف السياسة ...
ولا يوما قد إحترفت البغاء
ورغم ذالك إستباحها الجلاد والأوغاد ...
دون خجل أو حياء
فمن لم يعرف يوما معنى الصداقة ...
معذور ولا الرفقة والجيرة والإخاء
فالبطولة ليس أن تبني مجدك ...
على جثث الضحايا الأبرياء
فهذه ليست رجولة بل خسة وأسلوب الجبناء
***
فقلت له يا صديقي ...
ألا ترى أن العراق كله قد صار ملحمة وألف حلبجة ...
والكل فيها يستحق البكاء والنحيب والرثاء
فأنا مازلت أبكي ضحايا الثلوج فرق القمم ...
وضحايا الأنذال والبوادي والصحراء
ومادام الكل ضحية ألأوغاد ... والحقراء
فمصيبتنا في العراق ... هى أننا
ننقلب في الليل إلى ذئاب ... لا تجيد فن العواء
وننقلب من مظلومين إلى ظالمين ....
أليست هذه مصيبة تستحق التفكير للإرتقاء
فكيف تريدني أن أصلي ...
على من لم يصلي الله عليهم ... ولا ألأنبياء
وهم لازالو يصلون على جزار وإستعمار ...
ويتباركون بالجمل والليل والصحراء
فهل من متساءل من بدر وحطين ...!؟
لما كل هذه الويلات والمصائب ...
ونحن كنا أغنى ألأغنياء في القيم والعطاء
***
فتحياتي لمن في حلبجة من ألأموات وألأحياء
والتي كانت مقابرها ذات يوم مزاري ...
وكمائن للأصدقاء ... والأعداء
ولمن في أسواقها من البسطاء .... والفقراء
فجل أمنيتي أن ألتقيها من جديد ...لأزور نصب الشهداء ...
ولأقدم للطيبين فيها قبلات وورود ... وليس عزاء
***
#سرسبيندار_السندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟