زهور شنوف
الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 18:41
المحور:
الادب والفن
احتفل العالم العربي، أمس، بذكرى مولد الشاعر الفلسطيني الرائع، محمود درويش، ويأتي هذا الاحتفال الذي يحمل الكثير من الدلائل المهمة في عالمي الأدب والسياسة، خصوصا أن الرجل من القلائل الذين يُحتفل بعيد مولدهم لا عيد رحيلهم، يأتي الاحتفال في وقت عصيب لفلسطين على أكثر من صعيد، وما يهمنا اليوم هو الشق المتعلق بالذاكرة، فعملية التهويد الجارية على قدم وساق لمحو الذاكرة والأثر الفلسطينيين باستغلال تناحر الأطراف السياسية مما يهدد بتحريف الحقائق وتحويل المستباح من الأرض بالغصب إلى حق، وهذا يبدو مرعبا إذا ما نظرنا إليه من باب غياب النخب الثقافية العربية والفلسطينية الفاعلة، التي يجب أن تشكل سراج القضايا الذي لا يسمح بشحوبها بمرور الزمان، لأن هذه النخب وحدها قادرة على جعل القضية حاضرة في الأذهان بقوة وبكل التفاصيل•• وربما هذه قوة درويش الحقيقية، ففي رحلته بين البروة مسقط رأسه بالجليل الغربي ومستشفى هيوستن المكان الذي فقدنا فيه درويش بولاية تكساس الأمريكية ، استطاع أن يقف في وجه النسيان بصوته الصادح في أنحاء المعمورة، ويجعل الجرح الفلسطيني حيا ونازفا لا يندمل، فيكفي أن نسمع اسمه حتى تتوالى الصور ونشتم رائحة خبز التنور، ونلمس أحجار القدس وتلفحنا شمسها الدافئة، ونبحث عن أزقة غزة التي خططها في دواخلنا بحروفه، وعن قهر مخفر حيفا وعن قسوة الغربة في ربوع الوطن•• درويش استطاع أن يعيد تشكيل مدينته بروة بخياله الطفولي ويهدم قرية أحي هود التي عمّرها اليهود على أنقاض بروة التي اغتصبوا أرضها عام .1948 درويش تحدى جيوش العدو وضعف الإخوة وهزيمة السنين بكلمات، مجرد كلمات كان يمسح بها دموع الوطن ويحلق بها عاليا في يوميات لحزن أضحى عاديا بالنسبة إليه، لكنه لم يمنعه من أن يظل عاشقا لفلسطين••
عيونك شوكة في القلب
توجعني•• وأعبدها
وأحميها من الريح
وأغمدها وراء الليل والأوجاع•• أغمدها
فيشعل جرحها ضوء المصابيح
ويجعل حاضري غدها
أعزّ عليّ من روحي
وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين
بأنّا مرة كنّا وراء، الباب، إثنين!
#زهور_شنوف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟