أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - التبعات الاقتصادية والنفسية والصحية لقرار مجلس محافظة واسط














المزيد.....

التبعات الاقتصادية والنفسية والصحية لقرار مجلس محافظة واسط


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتذكركل مَن كان يتابع جلسات البرلمان في الأشهر القليلة الباقية من عمره ، كيف أنَّ إثنين من أعضائه ، أحدهما معمَّم ، إنتفضا غيرةً على البناء الاخلاقي للشعب العراقي وطالبا بتحديد ومنع بيع الخمور ، وأيدتهما في ذلك واحدة من الائتلاف الشيعي ( مسكينة تعاني من عقدة النقص وانفصام الشخصية ) . إنّ الهدف الحقيقي من وراء هكذا تحرك كان مكشوفاً ومعروفاً لعامة الناس ، وهو إبعاد أنظارهم وإسكات اصواتهم اللاذعة والناقدة لتصرفات والتزامات اعضاء مجلس النواب ، الذي أصبح يوصَف بمجلس ( الامتيازات والتنابلة والصفقات والامّعات وقهوة عزاوي و..... ) .
أنا لااعني من كلامي إشاعة ثقافة تناول الخمور ، متخذة طابع الفوضى وبدون رقابة الدولة ، كما هو حاصل الآن في مسألة انتشار تجارة وتناول المخدرات ، التي هي أكثر فتكاً من الكحوليات ، لكن الموضوع يتعلق بحرية الفرد المقننة في الدستور ، وهي إحدى أهم سمات البناء الديمقراطي للدولة . فبالامس القريب أصدر مجلس محافظة واسط قراراً يمنع إدخال الخمور الى المحافظة ، من دون الأخذ بنظر الاعتبار العواقب الاقتصادية والنفسية والصحية المترتبة عليه . يعلم جيداً علماء الآثار من خلال الالواح والرُقم الطينية ، أنّ الشعب السومري هو أول مَن صَنَّع الخمور من التمور ، وعبر المسيرة الطويلة لشعوب حضارات وادي الرافدين منذ بداياتها وليومنا هذا ، لم تؤثر مسألة شرب الخمر على قناعات وسلوكيات وعقيدة الانسان العراقي ، كل فرد يمارسها دون التأثير على الآخرين ، المؤمن بتعاليم دينه يذهب الى المسجد والجامع والحسينية ، والاديب والشاعر يحضر ويشارك في النشاطات والمنتديات الثقافية ، والفنان المسرحي يتواجد على خشبة المسرح ليعبِّر عمّا يجول في خلجات نفوس المجتمع ، والرسام يعكس صور الناس والطبيعة بريشته ، والرياضي يمارس لعبته المفضلة في الملعب ، والخمّار يحتسي الكحول بلا تعدي على الآخرين ، فهو لا يؤذي إلاّ صحته . لقد شرّعَت كل من الكويت وليبيا قراراً يقضي بمنع تصنيع وبيع الخمور ، لكن ماذا كانت النتائج ، ففي الكويت إنتعشت تجارة تهريب المشروبات الكحولية عن طريق ( اللنجات ) كما يسمونها الكويتيون وبيعها في السوق السوداء باسعار خيالية تفوق اسعارها الطبيعية . إنّ هذا القرار
( منع بيع الخمور ) أدّى الى عدم خضوع تلك السلعة الى الضريبة المفروضة على المستوردات التي تشارك في تكوين الدخل القومي ، وبالتالي تهريب مبالغ طائلة من العملة الصعبة الى الخارج ، كذلك الحال مع ليبيا ، عدا تهريب العملة الصعبة ، علينا ألاّ ننسى القاعدة السايكولوجية القائلة أنّ ( كل محظور مرغوب والانسان حريص على ما مُنِع ) فقد إضطر الكثير من شاربي الكحوليات الى تصنيعها محلياً وبصورة بدائية ، بحيث أدّت الى حالات تسمّم للكثيرين وأودت بحياة قسم منهم . إنَّ قرار مجلس محافظة واسط يكشف عن الذهنية التسلطية لأعضائه ونظرتهم الى ابناء المحافظة وكأنهم قطيع يساقون كيفما شاء الحاكم المطلق ، وهذا سببه تشريعات الجمعية الوطنية السابقة التي أعطت مجالس المحافظات حق تشريع وإصدار القوانين ، في حين نحن نعلم جيداً أن مهمات مجلس المحافظة هي خدمية وليست تشريعية . لذا يتوجب على البرلمان القادم تجريد مجالس المحافظات من السلطة التشريعية وحصرها بيده فقط .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ومنظمة التجارة العالمية
- لامجال أمام المالكي سوى التحالف مع القوى الوطنية الديمقراطية ...
- التستر بقناع ( الوطنية ) هو أحد أساليب التشبث بالسلطة
- قانون الاستثمار وحق تمليك الأجانب و تبعاته
- تعقيب مقتضب على مقالة د . كاظم حبيب ( نقاش إقتصادي مفتوح ... ...
- توقف يا وزير النقل ...كفى إستخفافاً بآراء الأكاديميين المتخص ...
- لا بدائل للتنمية في ظل الفساد والفوضى الإقتصادية
- ماراثون المالكي بين تعميق وترسيخ دولة المؤسسات وقرب إنتهاء و ...
- هل أصبحت العملية الديمقراطية في مأمن بعد إنتهاء الإنتخابات ؟ ...
- إحياء أساليب نظام البعث البائد والهيمنة على قطاعي العلم والث ...
- الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم ....حقيقة أم تهريج !!
- لماذا يُستباح كل ما هو عراقي ؟
- إنهيار المؤسسات المالية الأمريكية وتلافي الوقوع به
- إستمرار إطفاء شموع الثقاقة الوطنية هو إنذار بعدم العودة !
- قرار تأسيس مجلس أعلى للثقافة ..خطوة في الإتجاه الصحيح ولكن ؟
- مجافاة الحقيقة والتلاعب بالمفاهيم الإقتصادية
- عشرة آلاف بعثة دراسية ....تساؤلات
- دور النفط والغاز في تعزيز الثِقل النوعي الإقليمي والدولي للع ...
- مصير الإقتصاد العراقي بيد مَنْ وإلى أين يسير ؟
- هل ستفرِض الأجندة الوطنية نفسها بعد أحداث البصرة ؟


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - التبعات الاقتصادية والنفسية والصحية لقرار مجلس محافظة واسط