هيثم البوسعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 22:30
المحور:
الادب والفن
كل فرد في أي مكان وأي زمان يتعرض لأحداث مؤسفة وظروف قاسية، تحمل صفة السلبية وطابع الأزمة، تجلب معها كثير من التقلبات والتحولات والتغييرات الداخلية والخارجية التي نلمس آثارها الحية ونتائجها المباشرة على الشكل الخارجي للفرد وأسلوب تعامله وطريقة معايشته لمجريات الحياة وكيفية تأقلمه مع تناقضات الواقع ضمن أسرة صغيرة ومحيط أكبر يشمل المجتمع وبيئة العمل.
هذه المتغيرات تعصف بالذات الإنسانية كفعل الأعاصير والرياح والزلازل التي يسفر عن غزوها للأرض جملة من الآثار المدمرة والخسائر الهائلة، وهذه الظروف بغض النظر عن صورها القاسية تستبيح النفس في حالة افتقارها للروح الواعية والذات المؤمنة التي لم تستعد جيدا عبر فترات سابقة لمثل هذه المواقف والإحداث، لأنها لم تربي الذات تربية صالحة ولم تتسلح بأدوات المقاومة ولم تعتمد على أسلحة الإيمان ولم تفهم لغة الحياة ولم تدرك حقيقة الوجود.
عند ذلك هي مؤهلة للاستسلام والخنوع لكل أنواع الخراب والمعاناة والضياع، وهي مستعدة لاستقبال الأوضاع السيئة والفوضى المدمرة والإحداث الفظيعة، هذه هي الذات أشبه بالقلعة التي لم تأسس على قواعد سليمة ولم تبنى بأعمدة ثابتة ولم ترتكز على أركان راسخة، لذا فإن بناء الأنقاض وترميم الجوانب وتأهيل الطوابق أمر شاق جدا ومهمة شائكة.
هذا هو حال الذات الإنسانية هي بحاجة دائما إلى ترميم دقيق ووعي مستمر ونهوض جاد من مستنقعات الضياع والانحراف والظلمة، لأن ذلك معناه إعادة تشكيل الذات بخصائص جديدة ومعالم رائعة وصفات نبيلة.
#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟