المجتمع المدني الاسلامي

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 09:21
المحور: كتابات ساخرة
    

أنا مش عارف شو هذا الجهل اللي عند المسلمين , أنا بدي أفهم كيف بعدهم بسولفوا عن ليلة وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وكيف ينتقدون بالصحابة وأبو بكر وهم لا ينتقدون أنظمتهم الحالية؟.

اليوم دخلت على إحدى غرف الحوار في موقع (البالتوك) ورأيتُ شيئاً أذهلني وسمعتُ كلام من 10 سنوات لم أسمع بمثله , عفواً أقصد من 1450 سنة قد انتهى , سمعت أشخاصاً يتحدثون عن سقيفة بني ساعدة وعن الشورى بين عثمان وأبو بكر وعمر حين مات الرسول صلى الله عليه وسلم , ويريدون الآن محاكمة علي, ومنهم من يريد محاكمة عثمان ومنهم من يريد محاسبة أبو بكر الصديق وهذا أسلوب كله جهل وتخلف , فإذا كان الحُكام الحاليون يقدسونهم ولا يحاسبونهم فكيف سيحاسبون أشخاص ماتوا من 1400سنة , وطلبت مداخلة ومن أول كلمة قلتها أنزلوني عن المايك وقالوا لي : إحنا نظام ملكي سعودي ما فيش عندنا الحرية ومؤسسات مجتمع مدنيه هذه السوالف بتلاقيها عند النصارى الكفار , الله يرضى عليك إما بتحكي في صلب الموضوع من ناحية دينية وإما ممنوع الحكي هي, فكتبتلهم : كيف بدكوا اتحاسبوا أبو بكر أو علي , وانتوا بتسولفوا عن نظام ملكي سعودي مقدس ؟ شو هذا التناقض؟

المهم أن العرب والمسلمين بالذات يجب إعادة تأهيلهم من جديد حتى يدخلوا المجتمعات المدنية الحديثة ف, من هنا خطرت ببالي فكرة إنشاء منتديات حواريه صوتيه بأسماء الصحابة الأجلاء , ولقد سمعتُ قولاً لشيخ يدعي أنه أستاذ دكتور حيث يقول : ثبت علمياً أن الأخذ من التراب الذي على قبر أحمد بن تيمية يشفي كثيراً من الأمراض وخصوصاً أمراض العيون , وهذا يعني بلاش من وجود مستشفيات للعيون .

من الملاحظ جداً أن المنابر التي يتخذها المسلمون الأإمة مركزاً للدعاية الاسلامية ما زالت إلى هذه الساعة رمزاً يحث المسلمين على عدم تقبل الآخرين حين يقولون بأن الإسلام كان يفرض مثلاً الجزية على غير المسلمين أو أن يسلموا بدلاً عن الجزية , فهذه الأساليب قديمة جداً وأسلوبٌ من أساليب الدعوة القديمة بحد السيف أو باكراه الطرف الآخر على أن يتقبل شيئاً غير مقتنعٍ به , ولو مثلاً قامت إحدى الدول الإسلامية بتئسيس منتدى ثقافي باسم (منتدى خالد بين الوليد للحوار بين الديانات والثقافات) لتغيرت نظرة الإنسان المسلم للآخرين وكذلك لأسلوب الدعوة الحديث , فبدل أن نقرأ بالمناهج عن انتصارات سيف خالد بن الوليد الكلاسيكي , فبدل ذلك سنشاهد قلم ولسان خالد بن الوليد الحواري الثقافي .

وبدل أن نشاهد أضداد هنا وهناك ضد اتفاقية سيداو أو المساواة بين الجنسين ستشاهد منتديات أدبية نسائية بأسماء صحابيات جليلات مثلاً "منتدى عاتكة النسائي) و منتدى أسماء بنت أبي بكر الصديق الثقافي الأدبي الشعري .

وما المانع من ذلك فهنالك في الدول العربية أسماء مدارس ابتدائية وإعدادية بأسماء الصحابة , ولكن لا يوجد ولا أي مؤسسة مجتمع مدنية مثلاً تحمل اسم صحابية من صحابيات رسول الله , ولا أي أي نادي ثقافي باسم صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, لذلك أسماء المدارس ليس لها أي تأثير على عقلية الطالب ولا على المجتمع الإسلامي, ولكن لو كانت تلك الأسماء لمنتديات ثقافية لتغيرت مع مرور الزمن نظرة المواطن العربي المسلم لقضايا التحرر والمجتمعات المدنية ومكونات المجتمعات المدنية , فمكونات المجتمعات المدنية هي خليط ومزيج من تفاعل الإنسان الحضاري بين ما ينتجه وما يستهلكه من أفكار ومبادئ وهي أيضاً مزيجٌ من الحريات العامة واحترام رغبات الآخرين وليس قمعها بدءاً من الحرية السياسية في القول والتعبير وإنشاء مؤسسات المجتمع المدنية والحزبية والانتساب إليها إلى أن ينتهي هذا المجتمع باحترام حق الآخرين بالتعايش مع بعضهم البعض وعلى رأس أولئك المثليين الجنسيين .

شو رأيكم بهذا الاقتراح الجميل ؟

وهو أن ننشأ هذا العام عدة حدائق ومنتزهات وأندية ثقافية بأسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , والله الموضوع رايح يكون حلو وبجنن وجميل ورايحه نظرة المجتمع الغربي تتغير تجاه الإسلام , ورايحين بعض الناس يتوقفوا عن وصفنا بالمتخلفين , أنا أذكرُ وأنا صبي قد شاهدتُ مجلة ترسم الرجل العربي وخلفه ذيل طويل مثل ذيول الحيوانات وهذا يعني تأخره في سلم النشوء الطبيعي للإنسان العاقل , ولكن بعد هذا الاقتراح سأضمن جداً تخلي العالم والناس عن وصفنا بدول العالم الثالث أو دول العالم المتخلف جداً حتى النخاع ألشوكي, سننشأ هذا العام أندية ثقافية بأسماء الصحابة والتابعين وتابعي التابعين إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا, وأنا من جهتي اخترتُ منتدى (خالد بن الوليد للحوار بين الديانات) فبدل أن نستعمل سيف خالد بن الوليد ليكون مسلولاً على الأعداء سلاً جعلته مثقفاً لديه عدة وجهات نظر لإقناع الطرف الآخر بما يقوله , ذلك أن أساليب الحرب والدمار والفتوحات العسكرية قد انتهت والحرب والتهديد والوعيد قد انتهى وكذلك فرض نظام الجزية قد انتهى فاليوم أنت حر وأنا حر , وأنت تريد وأنا أريد والله يفعلُ ما يريد, لم يعد اليوم نظام الجوية مستعملاً ولا في أي ديانة أو حضارة وإنما نظام التعددية الفكرية وإذا كان لديك مؤشرات جيدة على ما تقوله فتأكد أنك لن تكون خائباً أو فاشلاً المهم أن تكون أنت وأنا وهم ونحن حضاريون في إدارة أسلوب الحوار الفكري ,ونحن اليوم نستعمل الديمقراطية وروح الحوار بين الثقافات وبين الأديان وسنجعلُ منتدى خالد بن الوليد رمزاً لحرية القول والرأي والتعبير ولن نكره بسيف خالد أحداً على دينه أو ثقافته , وسنستعملُ ثقافة التواصل بين الثقافات والحضارات .

وبهيك خطوة حلوة وجريئة رايحين يعتبرونا الناس أصحاب رسالة مدنية وحضارية حديثة , يعني عدم انتشار المنتزهات والسينمات والأندية الثقافية هو الذي يضعف المجتمع المدني الإسلامي, بس إحنا لو قمنا ببناء أو بإطلاق أسماء صحابة رسول الله على الأندية الثقافية بتصير نظرة المجتمع العربي مختلفة ومتطورة لقضايا المجتمع المدني يعني مثلاً ما هو المانع من إنشاء منتدى المرأة الثقافي باسم :

(منتدى خولة بنت الأزور الثقافي ) .

و (منتدى الخنساء الثقافي والقول الشافي ).

و (منتدى ذات النطاقين للمساواة ما بين الجنسين).

أو مثلاً : منتدى احمد بن تيمية للحوار بين الأديان.

و: نادي علي بن أبي طالب للثقافة والفنون.

و:مجموعة المنتديات الإسلامية للحضارات العصرية.

وصدقوني سنكون دولاً تقدمية جداً , وسندخل مع الإسلام العصر المدني الحديث , بدل من شتم الآخرين سنناقشهم بنداً بنداً ويناقشوننا بنداً بنداً فيما نقوله ونعتقده , ولن نضطر لحمل السلاح في وجوهن بعضنا البعض في بيروت وبغداد ورام الله.

وهذا أفضل بكثير من تأسيس أندية (التكفير والهجرة) وسب المتنورين ومحاسبة أبو بكر الصديق على موضوع انتهى منذ 1450 سنة ومن محاسبة عثمان ومن عتاب معاوية بن أبي سفيان , يجب أن نكون مجتمعاً إسلاميا معاصراً نؤمن بالحرية فعلاً وبالتعددية الفكرية والسياسية والثقافية وأن نكون متنوعون داخل نواة الأسرة الواحدة والعائلة الكبيرة والمجتمع ككل , وأن تكون تصرفاتنا ممارسة فعلاً وليس قولاً وتجميلاً.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات