أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -















المزيد.....

نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 18:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في مطلع مارس 2008، وبفاصل بضعة أيام، غيب الموت الذي لا راد له، رمزين من رموز العمل الوطني في السعودية، هما الشاعر والمدير العام السابق لشؤون العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عبدالرحمن المنصور، عن عمر ناهز 88 عاما، والنقابي البارز وعضو اللجنة العمالية صالح الزيد. ما جمع الاثنان في حياتهما، محنتهما، وحتى مماتهما هو خياراتهما و تطلعاتهما وهمومهما واستهدافاتهما الوطنية المشتركة، ورغم اختلاف موقعهما، حيث الأول أحتل منصبا رسميا رفيعا، وفي هيئة حكومية تتعلق بشؤون العمل، في حين كان الثاني نقابيا مناضلا بامتياز، لكن الجامع بينهما كان موقفهما الفكري التقدمي / اليساري ، وأهدافهما الوطنية الإصلاحية المشتركة.
الشاعر عبدالرحمن المنصور المولود العام 1920 في مدينة الزلفي بمنطقة نجد، كان من أوائل الخريجين الحائزين على شهادات عالية في المملكة، حيث نال شهادة الليسانس في الفلسفة والشريعة واللغات الشرقية من الأزهر، ثم شهادة الماجستير في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس بالقاهرة. إثر عودته إلى السعودية في العام ,1954 عين مفتشا عاما في دائرة مصلحة العمل والعمال، التي كان يرأسها آنذاك، الشخصية الوطنية المعروفة عبدالعزيز المعمر، الذي يعتبر بدوره من أوائل الخريجين من الجامعة الأميركية في بيروت في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، ثم أصبح لاحقا مستشارا للملك الراحل سعود بن عبدالعزيز، ثم سفيرا للملكة في سويسرا، إلى أن أعفي من منصبه، وطاله الاعتقال لاحقا، حيث أمضى فيه قرابة العشر سنوات، إلى أن خرج بعفو ملكي في العام ,1975 وتوفي بعدها بسنوات قليلة.
لقد تدرج الفقيد الراحل عبدالرحمن المنصور في وظيفته، إلى أن وصل إلى منصب (وكيل وزارة) مدير عام لشؤون العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وجرى في عهده، وتحت إشرافه، صياغة أول نظام للعمل والعمال في السعودية، والذي تضمن في حينه بنودا متقدمة ومنصفة للعمال من بينها (ألغيت قبل إقراره) السماح بتشكيل نقابات عمالية، وحق العمال في الإضراب دفاعا عن مطالبهم العادلة. يعتبر الراحل من قبل الكثير من النقاد، الرائد الأول للشعر (التفعيلة) الحديث في المملكة، ومن بين قصائده المشهورة، قصيدة أحلام الرمال التي نشرت في العدد الأول من مجلة اليمامة التي صدرت في العام ,1952 والتي أسسها ورأس تحريرها الشخصية الوطنية البارزة، المؤرخ والبحاثة الشيخ حمد الجاسر، الذي رحل عنا قبل سنوات.
يذكر أن المجلة المذكورة قد أوقفت (بقرار من السلطات) عن الصدور لمدة سنوات، ثم عادت للصدور تحت إدارة جديدة، إثر إعلان نظام المؤسسات الصحافية. وقد تزوج عبدالرحمن المنصور من فتاة تنتمي إلى عائلة إحسائية عريقة، هي عائلة الصويغ، وهي أم ومربية فاضلة، مشهود لها بسعة الأفق والمرونة والانفتاح، وقد خلفا عددا من الأولاد والبنات المبرزين في حقولهم ومجالات تخصصهم، ومن بينهم أول مخرجة سينمائية في المملكة هيفاء المنصور، التي نالت الكثير من الجوائز العربية والعالمية لتميز أعمالها التي عالجت فيها واقع المرأة السعودية وما تعانيه من تمييز نتيجة هيمنة النظرة الذكورية والعلاقات الأبوية، والتقاليد الاجتماعية البالية.
في 18 فبراير/ شباط 1964 جرى اعتقال عبدالرحمن المنصور، ضمن حملة اعتقالات طالت العشرات، وشملت جميع مناطق المملكة. وقد صدر بيان رسمي في حينه، يفيد عن القبض على أفراد منتمين لخلايا شيوعية، لها أهداف تمس أمن الدولة. أمضى عبدالرحمن محكوميته في السجن، والتي بلغت ثلاث سنوات، كما لحقه الفصل من العمل، مما جعله في معظم سنوات ما بعد السجن، يعيش في شبه عزلة فرضها على نفسه، كما هجر الشعر والأدب الذي فقد أحد رواده المبرزين.
أما النقابي البارز صالح الزيد، المولود في منطقة الإحساء فينتمي إلى عائلة البوعينين وهي عائلة أحسائية عريقة. انتقل صالح الزيد في مطلع شبابه، للعمل في شركة الزيت أرامكو ، ثم أصبح عضوا في اللجنة العمالية، التي قادت الإضراب الشهير لعمال شركة البترول الأميركية في العام ,1953 مما أدى إلى اعتقاله، ومعه الكثير من العمال وقادة حركة الإضراب، حيث أودعوا سجن العبيد بالإحساء. وإثر خروجه، ساهم مع كثير من العمال والمثقفين في تأسيس جبهة الإصلاح الوطني (1956) ثم جبهة التحرر الوطني (1958 ( اليسارية، واستمر في نضاله الوطني، إلا أن الاعتقال طاله مجددا، في منتصف فبراير/ شباط العام 1964 ومعه مجموعة كبيرة، ضمت فعاليات نقابية وثقافية مهمة، من بينها الأديب المشهور عبدالكريم الجهيمان، الذي حاز قبل سنوات على جائزة الملك عبدالعزيز التقديرية للأدب ، والناقد البارز عابد خازندار، والشاعر الكبير الراحل عبدالله الجشي، الحائز بدوره قبل سنوات على جائزة الملك عبدالعزيز التقديرية، والكاتب يوسف الشيخ رئيس التحرير السابق لجريدة الفجر الجديد ، التي أوقفت بعد صدور بضعة أعداد منها، والكاتب باقر الشماسي، وغيرهم الكثير من الأحياء.
ومن الراحلين الذين زاملهم في السجن الشاعر والمؤرخ الكبير محمد سعيد المسلم، والقاص موسى آل حسان، والكاتب والشخصية الوطنية المعروفة سيد علي العوامي، والكاتب عبدالرؤوف الخنيزي (توفي في السجن بسبب أزمة قلبية وهو يقضي محكوميته البالغة عشرة سنوات) والكاتب والناشط رضا الشماسي، والنقابي البارز وعضو لجنة العمال عبدالله الغانم، والناشط الاجتماعي صالح سلاط، والكاتب أحمد الشيخ، والنقابي رسول العلقم، والنقابي حسين الشماسي، كما كان من ضمنهم أول خريج جامعي في منطقة القطيف والمنطقة الشرقية، الذي رأس دائرة الشؤون الصحية في فرع وزارة الصحة في المنطقة الشرقية، المرحوم منصور إخوان، وشقيقه النقابي المرحوم علي إخوان. بعد قضائه قرابة عشرة سنوات في السحن أفرج عن صالح الزيد ومن معه، وقد آثر الراحل أن يعيش وحيدا (حيث كان مطلقا ومحروما من الذرية) في سنواته العشر الأخيرة في مملكة البحرين الشقيقة إلى أن مات وهو في الخامسة والثمانين من العمر.
أذكر هذه الوقائع والأحداث والأسماء، لأنها شئنا أم أبينا، جزءا من تاريخنا وتكويننا وشخصيتنا الوطنية، التي لا يمكن، ولا ينبغي شطبها من الذاكرة التاريخية بل الاحتفاء بها، والتواصل معها، والاستفادة من معطياتها وتجاربها ودروسها وعبرها. وقبل كل شيء لم تكن تجارب وأحداث الماضي (وشخصياتها المؤثرة) بمرها وحلوها وبما لها أو عليها، حجر عثرة أمام تكريم البعض ممن ساهم فيها، والاحتفاء بهم من قبل أعلى المستويات الرسمية في الدولة، على غرار ما حصل مع الراحل الشيخ حمد الجاسر، والشيخ عبدالكريم الجهيمان، والشاعر الكبير الراحل عبدالله الجشي من تكريم واحتفاء ، ونيلهم أرفع الجوائز الأدبية التقديرية والأوسمة ( وشاح الملك عبد العزيز ) في مهرجانات الجنادرية، التي يرعاها شخصيا الملك عبدالله بن العزيز. أخيرا لا أملك سوى الترحم على الفقيدين الراحلين، وستظل ذكراهما عطرة في وجدان وذاكرة الوطن، وبين من عاصرهما وعرفهما واحتك بهما عن قرب.
" 1 " بمناسبة مرور الذكرى الثانية على رحيل الشخصية الوطنية البارزة في السعودية الشاعر عبد الرحمن المنصور ، والنقابي البارز في الحركة العمالية في السعودية صالح الزيد .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتديات الثقافية الأهلية والحراك الثقافي في المملكة
- 8 مارس وحقوق المرأة المستباحة
- من اجل وطن حر وشعب سعيد!
- علي الوردي وطبيعة المجتمع العراقي
- النشاط السياسي للشيعة في السعودية
- في ذكرى رحيل الإنسان الوطني السيد علي العوامي
- داليا.. ستظلين حية في القلب والذاكرة
- ظاهرة الجماعات الدينية المتشددة في الولايات المتحدة
- الأصولية الأمريكية.. التداخل بين الأيدلوجي والسياسي
- التقرير الأول ل - جمعية الدفاع عن حقوق المرأة في السعودية -
- الأصولية الأمريكية -الجذور والمكونات
- الأصولية الكاثوليكية.. الموقف من الحداثة ولاهوت التحرير
- الأصوليات الغربية..الأصولية الكاثوليكية
- الدولة العربية والمسألة الطائفية
- الدولة العربية ومستقبل المشروع القومي
- الدولة العربية الحديثة وأسئلة النهضة
- إشكالية نشوء الدولة العربية - الحديثة -
- الدولة وسياق العولمة
- هل يخرج العرب من التاريخ ؟
- هل يصلح أوباما ما أفسده بوش؟ ( 6 )


المزيد.....




- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -