أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - بدايات انحسار المد الديني في العراق














المزيد.....

بدايات انحسار المد الديني في العراق


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جراء ممارسات النظام السابق الدكتاتورية وتضييقه على الحريات الدينية والممارسات والشعائر لغالبية العراقيين، أضطر الكثيرون لمعارضة السلطة والاندفاع أكثر لممارستها مما خلق نوع من الهستيريا الدينية التي لم تكن رائجة أو مألوفة في العراق ،وفتحت المدارس الدينية أبوابها لاستقبال طلبة العلوم الدينية من الشباب الذين وجدوا في الدين ملاذا للتفريج عن همومهم الذاتية واللجوء الى قوة قادرة على مواجهة الظلم الذين ناءوا به،بعد أن لمسوا العجز في مواجهة الوضع القائم وعدم وجود القوة الاجتماعية القادرة على المواجهة أو تغيير الأوضاع ولعدم وجود حزب سياسي له دوره المؤثر في الساحة فكانت الممارسة الدينية تعبير صامت عن المعارضة للسلطة القائمة وأسلوب لمواجهتها ، فبرزت الظاهرة الدينية في العراق ومارس النضال من خلالها حتى من هو بعيد عن التوجه الديني لأنه وجد في هذا التوجه تعبير عن معارضته ومواجهته لسلطة ذاق من ممارساتها الويلات.
وقد استفادت المؤسسة الدينية من هذا التوجه رغم عدم قدرتها على تنميته وإنجاحه لانزوائها وخشيتها من رد الفعل السلطوي فكانت تقف على التل بانتظار ما تسفر عنه هذه المواجهة غير عابئة بما قدمت الجماهير من تضحيات ،بالتزامها جانب الصمت وعدم ظهورها طرف في هذا الصراع خشية على وجودها وامتيازاتها وما هي عليه من تقية تبرر لها الرضوخ وعدم المواجهة في أحرج الظروف وهو ما دأبت عليه عبر تاريخها بسكوتها عن المظالم الجارية ووقوفها موقف المتفرج على الأحداث إلا في أمور محدودة كان للعامل الخارجي أثره في إنضاجها.
وبعيد سقوط النظام البائدة كانت الأرضية ممهدة لبروز التيار الديني كقوة مؤثرة في الساحة العراقية فقد أعتقد الكثيرون أنها قادرة على تهيئة الظروف المناسبة لبناء دولة العدالة والمساواة كما صوره الدعاة الدينيين،استنادا لتاريخ الزعماء الدينيين الذي أعطوا المثل الأعلى في التضحية والنزاهة ونكران الذات والترفع عن الصغائر وحسن التأتي لمعالي الأمور،ولكن هذه التوقعات والصور الزاهية اصطدمت بالواقع المر للقوى الإسلامية التي أثبتت من خلال الممارسة أنها تزيد في تكالبها ومحاولاتها الاستحواذ على السلطة والمال العام على أكثر الحكام قسوة في التاريخ ،وبانت الصورة الحقيقية لدعاة الإسلام السياسي من خلال الفساد المالي الذي فاق جميع التصورات فكانت ردة الفعل العنيفة هذا العزوف عن تأييد هذه الأحزاب وبداية التوجه نحو البديل الأفضل بتأييد القوى المعتدلة والديمقراطية التي يمكن أن تكون البديل في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
والغريب في المزاج الشعبي العراقي أن الجماهير أخذت تنظر للزي الديني نظرة خالية من الاحترام والتقدير الذي كانت تحضي به في السنوات السابقة حيث ظهر للكثيرين أن هذا الزي لا يختلف عن الأزياء الأخرى التي ارتداها إتباع السلطات البائدة، بل ربما زادها عنفوانا بممارساته المفضوحة التي لم يستطع إخفائها لجهله بالطرق الفنية والمدروسة للنهب والفساد،وتجلى ذلك واضحا في عزوف الكثيرين عن ارتدائه أو تبديله وارتداء الأزياء المدينة ،ولم يكن غريبا أن نجد من تخلا نهائيا عنه أو من زاوج بينه وبين الزي المدني بالتقليل من المظاهر الدالة على التدين كحلاقة اللحى أو ارتداء الرباط أو الحضور في المناسبات الفنية وهو ما كان من المحرمات عرفا وشرعا في نظر هؤلاء وهذا التحول جاء نتيجة للنظرة الشعبية للمدلسين ممن اتخذوا من الدين لبوسا لخداع الجماهير.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنتهي فضائح التزوير
- الواقع المأساوي للمرأة العراقية
- نوايا ظاهرة لتزوير الانتخابات
- يوميات مرشح في بابل 1-363
- أنتخبك يحلو الطول وأسمر
- بدلنه الفيس بلاطيه
- الصوت الشيوعي عندما يكون عاليا
- انتخبوا ألجواهري .. اتحاد الشعب 363
- أخذ فالها من أطفالها
- سيبقى العراق بخير يا زهراء363
- الشاه بندر وعقد الماضي
- بيت الشعب 363
- أبن الشامية البار عبد الواحد حبيب غلام
- أن صحت أنفضحت وإذا سكتت نوكلت
- انتخبوا...ولا تنتحبوا
- عرس آذار
- لماذا تخفيض الرواتب والسكوت عن الفساد
- متى يحاكم قتلة سلام عادل
- أبراهيم الخياط يسب العنب الأسود
- فاتك السوم


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - بدايات انحسار المد الديني في العراق