أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟














المزيد.....

امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتعين على المراقب ان يعتبر ايران لاعب سياسي محنك ، وهذه الحنكة السياسية يمكن تشخيصها بمواقف كثيرة في العصر الراهن وفي التاريخ البعيد فأيران امة عريقة كان لها حضور دائم على الساحة الأقليمية منذ عهود قديمة . وقد اشتهرت ايران بالمناورات السياسية وباغتنام الفرص المناسبة لتحقيق مصالحها وشواهد على ذلك كثيرة ومنها ما هو ماثل في ذاكرتنا القريبة ، وكمثل غير حصري توقيع معاهدة الجزائر عام 1975 للالتفاف على الأكراد وإجهاض ثورتهم بعد ان وقفت ايران الى جانبهم ردحاً من الزمن ، وبمنأى عن المبادئ الأخلاقية وتحقيقاً لمكاسب على الأرض انقلبت على الأكراد .
كان الحكم الأيراني على تناقض مع حكم طالبان ، وحينما اقدمت امريكا على غزو افغانستان وإسقاط حكم طالبان ، طلبت ايران من امريكا مغادرة هذه الدولة ، وهي تبدي ارتياحها من القضاء على طالبان لكنها ترى ان على القوات الأمريكية ان تغادرها وتتركها للجيران . وهذا ما حدث للعراق ، ففي عام 1980 نشبت الحرب بين العراق وايران ، ولسنا في صدد تحديد من بدأ الحرب . لكن هدف ايران الأول كان إسقاط حكم صدام حسين ، ولم تفلح في اسقاطه رغم الحرب التي دامت ثمانية اعوام ، لكن امريكا تمكنت من إسقاطه بظرف عشرين يوماً ، ورحبت ايران بهذا الأنجاز لكن ايران تطلب من امريكا مغادرة العراق في اليوم التالي لاسقاط صدام .
ويمكن تصنيف محاولة ذكية اخرى في هذا السياق فحسب الرواية التي اوردها الكاتب المعروف عبدالرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في كيفية اعتقال المطلوب عبد الملك الريغي زعيم جماعة جند الله البلوشية الأيرانية ، ففيها كثير من الذكاء السياسي او المخابراتي ، فيقول الكاتب :
(أن فريقا استخباراتيا إيرانيا رصد ريغي مبكرا واقتفى أثره في رحلته من كابل الأفغانية إلى دبي، حيث توقف في مطارها لساعتين ترانزيت. واستقل من دبي طائرة قيرغيزستانية مجدولة إلى بلدها. وكان هناك رجال أمن إيرانيون سريون، قدر عددهم بثلاثة، أيضا قد حجزوا معه مقاعد على الرحلة نفسها. وفي الجو، وفي نقطة محددة، ادعى أحد الركاب المرض فأعلن قائد الطائرة للركاب يطلب إن كان بينهم طبيب أن يعرّف نفسه ويساعد على علاج المريض. وبعد أن عاين الطبيب الراكب، المريض الراكب الآخر، أبلغ قائد الطائرة بأن حالة الرجل خطرة وأنه يمر بأزمة قلبية ولا بد من هبوط عاجل لإنقاذ حياته. ووفقا للقواعد المرعية سارع قائد الطائرة طالبا الإذن من السلطات الإيرانية بالهبوط في مطار بندر عباس وهو الأقرب. وعلى المدرج كانت القوات الأمنية تحيط بالطائرة وتعتقل ريغي. طبعا لم يكن المريض والطبيب إلا من أفراد المخابرات الإيرانية الذين صعدوا إلى الطائرة الذين أدوا مسرحية باهرة، وغرروا بطاقم الطائرة) .
إن ما يهمنا من هذه الطبخة التي نفذتها امريكا هو نهوض العراق من الكبوة التي حلت به بعد نيسان 2003 وكانت للدول المجاورة اليد الطولى فيما حصل بعد ذلك من إراقة الدماء على ارض العراق ، وعن دور ايران في العراق منذ ذلك التاريخ كان حاسماً ولكنه لم يكن يوماً يستهدف الى بناء الملاعب والمدارس والمستشفيات وتبليط الطرق وتوفير الكهرباء ، إنها كانت تنادي منذ اليوم الأول برحيل القوات الأمريكية بعد ان نفذت واجبها في اسقاط صدام ، وان تترك الساحة لايران لتقوم بواجبها ، فتكون لها الكلمة الأولى في ترتيب البيت العراقي .
نحن في العراق لا نبغي ان يرتب بيتنا من قبل الجيران او الأصدقاء إن كانوا عرباً او امريكيين او ايرانيين ، إن ما يحتاج العراق هو ان يكون على سواعد العراقيين يتوقف بناء هذا البيت ومن يريد الخير للعراق عليه ان يساعد هذا البيت ليختار طريقه في الحياة السياسية والأجتماعية والثقافية وعلى الأسس العلمانية والديمقراطية بعيداً عن حكم الأحزاب القومية او الدينية حيث ان هذه الأحزاب ثبت بالدليل القاطع انها ادخلت العراق في طريق مظلم امتد على طوله انهاراً من الدماء إن كان في الحروب الخاجية او الداخلية او الصراع الطائفي .
لعل الأنتخابات الجديدة يوم 7 آذار الحالي كان خير معبر لصوت الشعب العراقي الذي قال :
لا للحكم الطائفي الديني او القومي .
لا لتدخل الجيران .
نعم للعلمانية الديمقراطية ، نعم للهوية العراقية .
من الأنصاف ان نعتبر هذه الأنتخابات بأنها واحدة من الأنجازات الحكومية ، هذا الواقع ينبغي ان نعترف به ، ونقطة اخرى تقوي العزيمة وتبعث الأمل والتفاؤل في إمكانية خروج العراق من عنق الزجاجة بعد ان اظهر المواطن العراقي إدراكه الواعي ، في نبذه وتنافره من الفكر الطائفي والزعامات الطائفية ، وهذا ما أرغم زعماء الفكر الطائفي بالنأي بأنفسهم عن التوجهات والشعارات الطائفية والرضوخ لنبض الشارع الذي بات ينفر من تلك الشعارات التي اغرقت العراق في بحيرات من الدماء .
وبعد هذه الأعوام العجاف : هل نقول ان سفينة العراق قد رست في مرفأ عراقي أصيل ؟
هل تتعمق التجربة الديمقراطية في العراق ؟ هل ان الطبخة الأمريكية سيأكل منها العراقي ؟
ام انه سيبقى خارجاً من المولد بلا حمص ؟ إن الأنتخابات الأخيرة رغم عدم الأعلان عن النتائج النهائية لكن خطوطها العريضة باتت واضحة بأن ابن العراق بات يدرك ان البيت العراقي يشيده العراقيون وحينئذ سيثبت العراقيون انهم احفاد اولئك الذين بنوا الحضارت العراقية من السومريين والكلدانيين البابليين والآشوريين والعرب والأكراد وغيرهم من الشعوب الأصيلة في هذه الديار .
حبيب تومي / اوسلو في 12 / 03 / 2010



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي بين وعود السفارة العراقية في النرويج والورقة البيضاء ...
- الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الك ...
- اليس من المخجل ان يقف المالكي وحكومته متفرجين على دراما قتل ...
- المالكي والنجيفي يتحملان المسؤولية الأمنية والأخلاقية في قتل ...
- مهنية فضائية سوريويو سات وانحيازية الفضائيات الآشورية
- بصراحة إن القيادة الكوردية لم تُنصف الشعب الكلداني بما يضاهي ...
- لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع ...
- اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي
- أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة ...
- الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف ...
- لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
- اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
- الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
- البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
- لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب
- اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟
- اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
- لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك ...
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
- بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم ...


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟