أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - -أحسنت- مكافأة الخامئني لضيوفه اراديكاليين














المزيد.....

-أحسنت- مكافأة الخامئني لضيوفه اراديكاليين


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن المراقب إلا أن يعجب بقدرة التأثير الإيرانية على الفصائل الفلسطينية، عندما يرى الشريط الذي بثته القنوات التلفزيونية الإيرانية للمقابلة التى حظي بها قادةُ الفصائل الساكنون دمشق وزملاؤهم المقاومون مع الخامئني على هامش مؤتمر التضامن الوطني والإسلامي من أجل مستقبل فلسطين.

بغض النظر عن أهمية ما قيل من قبل القادة الفلسطينيين، إلا إن السلوك الامّحائي أمام خامئني كان له الحضور الطاغي. طريقة الجلوس، والحركات البطيئة النادرة، والسكون العميق، وطريقة السلام، والبصبصة من تحت إلى تحت، وخلو الحجرة من الماء، كلها تهيّئ لإيجاد جو مؤلف من مرجعية طاغية هي خامئني، ومن مريدين طيّعين هم الوفود.

يعزز هذا التصوّر الكلمات التي خُوطب بها خامئني، فإضافة إلى الاحترام العميق وتهدّج أصوات المتكلمين خُوطب الرجلُ بالقائد، والإمام، وزاده أحمد جبريل حبّة، كما هي العادة، عندما خاطب الخامئني بـ «ولي أمر المسلمين».

كل ضيوف الخامئني أظهروا طاعة شكلية صارمة لولي الفقيه. لم يكن أياً منهم يرتدي ربطة عنق، فربطة العنق تأخذ شكل صليب والصليب رمز للمسيحية والغرب، والثورة الإسلامية حسمت الأمر منذ زمن بعيد في ما يخص هذا الرمز.

إنه للافتٌ ذاك الاندلاق في الخطاب الذي مارسه ممثلا الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية - القيادة العامة. إذا كان أحمد جبريل معتاد على المديح المتطرف وعلى الهجاء المتطرف، فإنه لأمر محزن اضطرار ممثل الجبهة الشعبية إلى وصف جورج حبش بالمسيحي للوصول إلى مديح مميّز للثورة الإيرانية. هل يرضى جورج حبش لو كان حياً أن يوصف بالمسيحي في كلمة مقتضبة لغاية خفيفة ومرتجلة، وهو الذي أمضى حياة كاملة في طهرية ثورية تضع نصب عينها رفض تعريف نفسها بالدين.

لا يمكن أن يفسر المرء انزلاق ممثل حزب «علماني» إلى استخذاء واضح كهذا، إلا بالإحساس بالغربة في جو من الأحزاب الدينية. إذْ من الملاحظ أن كلمة خالد مشعل مثلاً دلتْ على أنه معتادٌ ومتدرب على ظروف كهذه، على عكس ممثل الجبهة. وهو أمر طبيعي، إذ لا يمكن سماع صوت آخر في قلب صخب النّوارس المشغولة أبداً بمخاطبة بعضها البعض.

أما الأكثر إثارة للأسف هو التلميحات والتصريحات بإدانة مواقف دول عربية عديدة ومن... طهران! كأن هناك سحراً يعمي بعض النخب الفلسطسنية وهي تعيد الخطأ ذاته مرة إثر مرة. لا درس أيلول الأردن نفع. ولا درس الخروج من لبنان نفع. ولا قبلها الخروج من فلسطين في الـ 48 وفي الـ67. مع أن الأمر بسيط لو أن هذه النخب وعت أنها أولاً حركة تحرر يجب أن تعتمد على نفسها مهما كانت مغريات الدفع من الدول الأخرى، وثانياً أن لا تدخل في أي محور من المحاور التي تنفذ أجندات واستراتيجيات دول لها مصالح معيّنة، وهي مصالح متحركة ولا تثبت على حال. اليوم أنت حليف مقرب وغداً أنت خصم مبعدٌ.

أين مصلحة القضية الفلسطينية في أن يُطلق خالد مشعل ومن بازار طهران مطالبته للنظام المصري بوقف بناء الجدار ورفع حصار غزة ثم يشرع بمديح النظام الإيراني؟ ألا يمكن ترجمة هذا ببساطة بأننا في «حماس» ضد مصر وسياساتها ومع إيران وسياساتها؟

السياسة بمعناها المثمر تقتضي أن يطلق مشعل طلبه من ميدان التحرير في القاهرة أو من مقر الجامعة العربية، وأن يقدّم شيئاً من التنازلات تشابه ما قام به أمام الخامئني. أليس هذا ما يقوله العقل؟ أم أن الهوى غلاب؟

ليس أكثر من السوريين واللبنانيين إدراكاً بأن الطبال الفلسطيني كان وما زال يشارك في أعراس الغير ظنّاً منه أنه خدمته نوعيّة وأن أهل العرس لن ينسوه، ولكن الأعراس لا تدوم، يوماً أو يومين وتنتهي، فلا أحد يحتفل إلى الأبد. ولم يحدث أن نال المجدَ طبالٌ.

أما ممثل سورية فقد عامل نفسه مثلما عامل ممثلو الفلسطينيين أنفسهم. لقد نسي أنه يمثل دولة ذات أهمية جيوسياسية فائقة. باختصار بدا الرجل كممثل منظمة تابعة للثورة الإسلامية.

وأظهرت الجمل المرتبكة والقليلة التي قالها إن سورية راضية تمام الرضا بلعب دور «شيبوب» أو رفيق البطل في أفلام الويسترن الأميركية. هو الآخر بدا ممحواً بنور المرجعية! ليس أدل على ذلك من شروعه بجمل تشيد بالدور الإيراني، ليتلعثم من ثمّ ويلحق الجهد السوري بالجهد الإيراني.

رزانة الخامئني وابتسامته الراضية وتكراره لكلمة «أحسنت» للقادة الفلسطينيين تعكس حقيقة سلطته وسلطة الجمهورية الإسلامية المتنامية على فصائل عربية متعددة.

* كاتب سوري مقيم في النروج



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التخلف والظلم السياسي في الجزيرة السورية
- نجاد ليس صانع سجاد ولا من يحزنون
- الحادي عشر من سبتمبر نتاج للثورة الإسلامية في إيران أيضا
- وديعٌ ليل الرقة الصافي
- إهانة العرب
- أيهما أكثر فائدة الانحياز للكتّاب أم للرقابة؟
- النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو
- عربيٌ في الجليد
- مسلمو الغرب يُهدَّدون باللغة الثأرية لإعلامهم
- كفوا أذاكم عن مسلمي أوربا
- إعلان دمشق والطبقة المدينية الوسطى
- سيذهب نداء الشيخ القرضاوي هباء
- عينتان: سيعية وسنية
- تقطيع الأوصال العربية لمحة عن تاريخ التفكك العربي
- الوجعة العربية
- القوانين السيئة السمعة
- الزمن بين المعارضة والسلطة
- البطالة وعملية الإصلاح الشامل
- ماالعمل
- أنقذو مقابر عازار


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - -أحسنت- مكافأة الخامئني لضيوفه اراديكاليين