أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي بداي - الانتخابات عيد العراقيين الوحيد














المزيد.....


الانتخابات عيد العراقيين الوحيد


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 00:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحكي لنا اباؤنا عن ايام سالفة ،لم يتبق منها شئ في ذهن الاجيال اللاحقة ، حين كان الشعب العراقي كله يحتفل بيوم 14 تموز، ولكن ابائنا سرعان ما يستدركون ان الفرح اخذ بعد السنة الاولى للثورة بالانحسار مع تخبط قادتها وصراعاتهم ، ثم سنكتشف بانفسنا ان ثورة تموز كاية ثورة في التاريخ، لايمكن لها ان تنال تاييد الجميع لها ، فالثورة تاتي عادة لتصحيح مسار، وينفذها الطرف المتضرر على حساب الطرف الاخر الذي كان مهيمنا، اضافة الى ان الثورات غالبا ما لاتكون بيضاء بل مضمخة بالدم .
وباستثناء هذا الادعاء ، يكاد العراقيون يفتقرون بالمطلق ليوم فرح وطني يجمعهم على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم، ويميزهم عن غيرهم من الشعوب المجاورة بسمة عراقية خالصة، وبالرغم من كون التعدد القومي والديني والمذهبي لاية أمة هو عامل غنى ، الا انه يشكل في الوقت ذاته عقبة امام وجود مناسبة كهذه التي ننشد ، مناسبة يفرح بها طرف ليس منفردا وليس على حساب طرف أخر بل معه ومع باقي الاطراف، فعيد نوروز مثلا هو عيد جميل مكتنز بالفرح وتوحد الانسان مع الطبيعة ، لكنه يظل بطبيعته عيدا قوميا مرتبطا بتراث وفولكلور وبيئة خاصة، وكذلك باقي اعياد الشعوب التي تشكل العراق الحالي.
ان المناسبة التي نحن بصددها لابد ان تكون مناسبة غير مختلقة، نابعة من عمق الفرد والمجتمع في آن واحد، يشعر كل فرد في المجتمع باهميتها في حياته، وكذلك باهميته كفرد ودوره في صنعها ، هكذا مناسبة هي كالعلم الوطني ان لم يجد كل فرد في الوانه ورموزه انعكاسا لتراثه وقوميته سوف لن يكون بمقدور احد حمله على احترامه. ومناسبة كهذه لابد وان تشكل نقيضا للمعاناة الطويلة التي عاناها العراقيون بفرادة اضحت تميزهم عن باقي شعوب الارض، فاذا كانت الارض مثلا هي محور النضال الفلسطيني فان مناسبة يوم الارض في 31 آذار التي تجمع الفلسطينيين على اختلاف مللهم هي مايمكن ان يشكل اليوم الوطني الذي يشعر كل فلسطيني بقدسيته، وليس مولد اي جبهة فلسطينية مهما كانت قيمة تضحياتها النضالية.
عملت قبل ايام في تنظيم انتخابات عراقيي المهجر ورأيت كيف حضر العربي والكردي، العربي الجنوبي والعربي ابن الرمادي، التركماني والاشوري، المندائي والايزيدي والشبكي، ورأيت كيف تحقق شرط اساس للعيد الوطني هو وجود الجميع ، هناك كان هم الجميع ان تنظم عملية الاقتراع بنجاح بغض النظر عن اية نتيجة تاتي بها، وبهذا تحقق أمامي شرط اخرللعيد هو وحدة الهدف. كانت الصورة تتشكل بتلقائية وصدق ، الكل منهمك بوضع اخر اللمسات على تشكيلة محطات الاقتراع وفي دقائق الاستراحة يتحرك المشهد امامك بانسيابية: زميل تركماني انهمك يشرح لاخر عربي شيئا عن اصل تركمان العراق ويؤكد فاصلا بين التركمان والاتراك، زميلة كردية تشرح لاخرعربي ان اسمها "نشتيمان" يعني في العربية وطن وهو يعتذرلها لانه لم يتعلم من اللغة الكردية خلال اربع سنين من دراسته في الجامعة بكردستان سوى " جوني كاكا باشي؟" اي " كيف حالك؟" فترد عليه :" الذنب ليس ذنبك أخي، كلنا تربينا خطأ والان يتوجب علينا جميعا تصحيح الخطأ"، وعلى مقربة يتداول تجمع مختلط تعريفا للكوتا، في حين تفاجؤك الاحاديث احيانا بما هو مضحك، زميل من تكريت يسأل اخر مندائي بخجل: اين يدفن الصابئة موتاهم؟ ولا ادري كيف خطر هذا السؤال في ذهنه ، أخر لايعرف ان كانت العمادية تابعة "للسليمانية او اربيل"!! ، يجيبه زميل يقف قبالته بسخرية : "لو كنت معلمك لما جعلتك تنجح من الثالث الابتدائي" ..كل هذه الاسئلة تدل على حقيقة ان العراقيين لايعرفون بعضهم ، اعمتهم مدارس السياسة الدامية ودروسها التسطيحية عن الالتفات لانفسهم وضاعوا في زحمة الشعارات، وها هم يجدون أنفسهم ثانية عبر هذا التجمع الذي لايمكن لاية مؤسسة سياسية او أجتماعية أن تأتي بمثله.

بالانتخابات، انطلق العراقيون بقفزة هائلة من دهاليز المؤامرات العسكرية المعتمة الى فضاء الديموقراطية الرحب ، وباتوا يمارسون حياتهم ويبنون مستقبل بلادهم تحت الانوار الكاشفة، والانتخابات رغم كل الزوابع التي تثار حول جدواها، واصلها ونزولها على العراقيين بمركبة فضاء امريكية هي عملية تطور هائلة .

فبعد ان كان قرارمصيري مدمر كاحتلال الكويت يتخذ بلامبالاة من قبل شخص واحد تسلط بالنار على الناس ، ارتفعت قيمة الفرد العراقي الى الحد الذي يجعل ربع مليون مواطن مغترب ينتظرون ساعات في اماكن مختلفة للوصول الى صندوق الاقتراع وهم لايشكلون بمجموعهم وبعد كل هذا التعب سوى ثلاث مقاعد في البرلمان. أنها قيمة الانسان التي تتجسد في دوره في عملية صنع القرار وهي قيمة يتعرف عليها الشعب العراقي لأول مرة، وعلامة فارقة بيضاء ستفرقه عن غيره من الشعوب المجاورة، ومن اجل ان تبقى هذه العلامة بيضاء ناصعة لابد من الاحتفاء بها كل عام لكي تنبه كل من يخوض غمار الترشيح الى خطورة العمل الذي سيقدم عليه وقدسية صوت المواطن.
مارأيته اثناء عملي في تنظيم الانتخابات الاخيرة ، كان حافزا وملهما لكي اتبنى فكرة ان يكون يوم الانتخابات هو كرنفالنا الوطني المتحرك من سنة لسنة الذي سيشير لنا كامة متحضرة لها الحق ان تفخربماضيها وتراثها، فلا عيد الجيش يجمعنا ولا عيد تاسيس الجمهورية ولا تاريخ اي من الانقلابات التي مرت علينا مهما كانت نيات قادتها ، لا يوم جلاء البريطانيين ولا التأسيس الرسمي لدولة وقفت بوجه ابناءها كالشرطي طيلة قرن من الزمان، أفراح العراقيين شحيحة، وايامهم الوطنية كلها مفبركة اما الانتخابات فهي يومهم الوطني الحقيقي الوحيد!



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف
- -أيام بغداد- اجعلوني وزيرا بلا راتب ولاحماية!
- عبد الكريم اسكن الفقراء وبقي هو بلا بيت
- 1000 دولار مساهمتي لتاسيس فضائية اليسار العراقي
- عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي
- بسمه تعالى ....سنسرقكم
- كم يتقاضى قادة العراق الجديد؟
- ميثاق شرف لانقاذ العراق ....نداء للموقعين على نداء-مدنيون- و ...
- هل نحن امة عبيد ايها السيد المالكي؟؟
- شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية
- العراق ..من ارهاب البعث الصدامي الى الارهاب الديني
- عشرون غابة ورد على اجساد ضحايا حلبجة
- قصة رأس مطارد.... عبير والوحش
- بأسم الحسين
- قولوا لا للغزاة العثمانيين ، نعم لشرق اوسط ديموقراطي لاامريك ...
- بالسلامة يامالكي .. ولكن من لسليمة الخبازة؟؟؟؟؟
- هدية تركيا المسلمة الى جيرانها المسلمين بمناسبة العيد!!
- انا ..مع حزب العمال الكردستاني


المزيد.....




- طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت ...
- مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف ...
- خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
- كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى ...
- تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
- إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني ...
- الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا ...
- روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي بداي - الانتخابات عيد العراقيين الوحيد