|
أمريكا : ومحاولات غزو وأحتلال وتصفيرالعقل العربي وأمركته قسراً .. الى أين وصلت ؟
حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 17:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل وصول اليمين الجمهوري المتصهين لأدارة البيت الأسود . وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ بفترة . طرح مجموعة من كبار مستشاري صناع القرار لأدارة الشر ، على طاولة الأدارة الأمريكية أنذاك . ملف مخطط ومشروع تفصيلي . أستهدف أحتلال العقل والفكر والثقافة ، في عموم المنطقة العربية . تمحور ذلك المخطط الشيطاني ، في تجنيد الماكنة الأعلامية الأمريكية الضخمة ، بأمكاناتها المادية والتكنولوجية ، وتوجيهها بكل ثقلها . كأحد وأهم الأسلحة الفاعلة . لأستخدامها في حربها القذرة ، حرب المصالح والنفوذ في المنطقة . لكن ذلك المخطط أصطدم ببرود وعدم تحمس الكونغرس له . فلم يمرر حينها ، لتكلفته الباهضة من جهة ولنتائجه الغير المؤكدة من جهة ثانية ولمعارضة بعض العقلاء له من جهة ثالثة .
وبعد وصول اليمين المتصهين الى هرم الأدارة وتحكمه بالقرار . وبعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ . أعيد للمشروع الحياة مجددا . ليلقى أحتضانا من الأدارة الجديدة . التي وجدت في المخطط ما يتناغم وينسجم وسياستها العدوانية التي أطلقت العنان لها ، تحت شعار ( الشرق الأوسط الجديد ) وفي تحدي غير مسبوق ، بفرض الأمركة فرضا عسكريا وثقافيا في المنطقة . فتبنت المشروع وشرعت بتفعيله وترجمته على أرض الواقع . فبدأت الأدارة بتجنيد الملاكات والخبرات من الكوادر الأعلامية الأمريكية ومن أستقطاب ومشاركة ، الكوادر الأعلامية العربية المتأمركة . وضخت لهم الأموال بلا حساب وبلا رقيب . تلك الأموال الضخمة والمقتطعة أصلا من خزائن دافعي الضرائب . الذين لاحول ولاقوة لهم ، من الشعب الأمريكي المزيف الأرادة . أموال تقدر بالمليارات ( تعادل ميزانيات أنمائية لدول أفريقية مجتمعة ) ! صرفت وماتزال تصرف على أكبرمشروع ومخطط ، غزو أعلامي وثقافي عدواني ، يستهدف أحتلال العقل العربي وتصفيره وأمركته قسراَ
وبأيعاز من أدارة الشر تشكل جهاز قيادي أنيطت به مهمة قيادة و تفعيل مخطط الغزو الأعلامي الثقافي العدواني . تألف من ثمانية أعضاء قياديين ، مناصفة جمهوريين وديمقراطيين . يعمل تحت أشراف مباشر لحساب وزارة و وزيرة الخارجية الأمريكية . فبأشراف هذا الجهاز القيادي المستحدث ، أسست أدارة صحفية أخذت على عاتقها أصدار مجلة عربية تحت أسم ( هاي ) ، موجهة أساسا الى الشباب العربي ، ومخاطبته أينما كان ، وخصوصا في الجامعات الأمريكية والأوربية . بهدف أستدراجه وأستمالته وضبط عقله .
كما أنها لم تكتفي ( بصوت أمريكا ) الأذاعة الأمريكية القديمة ، التي تأسست في العام ١٩٤٢ ، و الناطقة باللغة العربية والموجهة الى منطقة الشرق الأوسط . بل أضافت اليها أذاعة جديدة ثانية ، أطلقت عليها أسم ( سوا ) . وقد أستهلت هذه الأذاعة ( سوا ) بثها ، في مطلع عام ٢٠٠٢ . وقد أسهمت هذه الاذاعة الموجهة للمواطن العربي بشكل عام والعراقي منه بشكل خاص . أسهمت بدور عدواني دعائي وتخريبي موجه في الحرب الأعلامية التي تزامنت مع غزو وأحتلال العراق . وكان لبعض الأنظمة العربية الراكعة ، دور مخزي في أسناد ودعم هذا الصوت النشاز والشاذ في المنطقة . من خلال أقامة محطات أستلام وأعادة تقوية البث الموجة لهذه الأداة الأعلامية التخريبية ، على أراضيها ودون أدنى إستحياء .
ومع مطلع ٢٠٠٤ ، بدأ العمل بالحلقة الأكبر من المشروع . إذ أصدرت الأوامر في تأسيس وأنطلاق قناة تلفزيونية فضائية ناطقة بالعربية ، أتفق على تسميتها ب ( الحرة ) . بهدف التوغل الى عمق النسيج الاجتماعي ، في الدخول الى منزل المواطن العربي المستهدف ومخاطبته على مدار اليوم . ولكي تضمن إيصال رسالتها بشكل مباشر من مفاهيم وقيم ، تبغي حفرها في العقول . حتى أسم القناة الفضائية تلك ، تم أختياره بهدف التضليل والتمويه بغية أستدراج أكبر عدد ممكن من الجمهور للتعاطف معها . بينما القناة في حقيقتها بعيدة كل البعد عن مفاهيم الحرية .أنما هي قناة منحازة قلباَ وقالباً للقائمين عليها . أستحدثت لأداء أدوار معينة ومحددة ، تصب في أطار فرض التسيد الامريكي المطلق ، ليس فقط على حكام المنطقة الراكعين دون خجل ، أنما شعوبها العصية على الركوع. وأول تلك الأدوار : محو ذاكرة العقل العربي المكتنزة بمخزون هائل من الجرائم التي أرتكبت بحقه ، على يد الجلاد الأمريكي . وثانيهما : أقتلاع جذور الكراهية المستوطنة في أعماق قلب وعقل الموطن العربي أزاء المتفرعن الأمريكي . وثالثهما : هو تجميل الصورة البشعة لأمريكا . ورابعهما : تسويق بضاعتها الثقافية والسياسية الفاسدة . وخامسهما : الحد من نفوذ وتأثير ، منابر الممانعة رغم قلتها ، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر . قناة الجزيرة وبعض المواقع الأعلامية و الألكترونية الفاعلة ، و المتهمة بدورها بلأنحياز الى الضحية ، ومن شد أزر فكر المقاومة أعلامياً . وهذا ما لايرتضيه ولا يقبله ، الجاني والجلاد بالطبع . ولذلك يندفع الجاني الى ممارسة شتى السبل المتاحة له لأركاع أو سحق ، من يجرأ على الوقوف بوجهه .
هذا بالأضافة الى أستغلال الشبكة العالمية للأنترنيت ، وذلك بتوظيف أعلام المستقبل ، الأنترنيت على أكمل وجه وتسخيره لخدمة أهدافها الرامية الى أشاعت و تسيد مفاهيمها وقيمها المادية البحتة والمجردة من أي حس أنساني يميزها عن بقية الكائنات. وتجسد هذا التوظيف ، بأستحداث ودعم الآف المواقع المختلفة ( سياسية وثقافية ودينية ) وموجهة الى شريحة الشباب العربي ، مستهدفة غسل عقولهم وغرس ثقافتها فيهم . تلك الثقافة التي ترتكز على محاكات الغرائز و الشهوات وتمجيد الذات والغلو بها . وأشاعة النزعة الاستهلاكية بينهم و زعزعت الأستقرار الأسري بنشر ثقافة الأنحلال والميوعة والأباحية . والنظرة للعلاقات الأنسانية على أنها سلعة قابلة للمساومة على قاعدة الربح و الخسارة...
كما أنها مارست وتمارس الرقابة الدائمة على الأعلام السمعي والبصري في المنطقة . وتدفع بحكومات المنطقة الراكعة ، بالترغيب والترهيب الى أصدار التشريعات التي تحول دون بروز فكر الممانعة والمقاومة . وبلغ بها الاستهتار والصلف التدخل في صياغة الخبر وأختيار الصورة وتقيم أداء هذا الصحفي أو ذاك ، والرضى أو عدمه لهذا المعد في القناة التلفزيونية أوتلك . والشواهد كثيرة لا تعد ولاتحصى !
ففي ظل هذا الغزو الثقافي والأعلامي الخطير . في مضامينه وأهدافه المعلنة والغير معلنة . والذي يستهدف عقل وذاكرة الأنسان العربي . سؤال ملح يطرح نفسه ويبحث عن أجابة تفصيلية شافية :
هل نُضج ووعي وعقل المواطن العربي هذا ، موضع الأستهداف قادر على أفشال هذا الغزو ؟ وكيف ؟
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في عيدُهنّ ( ٨ أذار )!
-
طبول الصمت ...!
-
شعر / كل ثانية وأنتي لستِ أمي...أنتِ كل شيء !
-
ضمير يعرق ...وعقل يأرق ...!
-
أرفعوا أصواتكم ضد ظاهرة التسول المستشري في بعض المطارات العر
...
-
قصيدة / بغداد
-
قصيدة / سلاماَ للأنوفهم صوبَ السماءِ...!
-
قصيدة / أنوثتها فرات تطهر الأوزار
-
العمارة : مآساة مدينة سومرية ، تُبكي الحجر قبل البشر !
-
قصيدة / فيها الجسد ...!
-
أيران الملالي وطموح الدولة الأقليمية العظمى ...!
-
شعر / حبة أسبرين ...!
-
التحرير والأعمار والديمقرطية ، ومفردات الحصة التموينية الأجر
...
-
شعر / مطعون قبل الطعن...!
-
وزارة الهجرة و المهجرين : أقطاعية وطنية المظهر ، طائفية فاسد
...
-
أحلام عاشق...!
-
تيه...!
-
جورج غالوي : شوكة مضافة الى حزمة الأشواك الكثر في رمق ثقافة
...
-
آتٍ إليكِ...!
-
هل أحتلال العراق هو الحلقة الأخيرة من مسلسل الأنحطاط...؟؟
المزيد.....
-
-المحطة الذكية-.. ابتكار يسعى لتحويل دبي لمدينة صديقة للدراج
...
-
البرغوثي لـCNN: السنوار شجاع وسيُنظر إليه على أنه بطل.. وهذا
...
-
مدفيديف: نظام كييف يحاول صنع -قنبلة قذرة-
-
إسرائيل تعلن تحييد مسلحين اجتازوا الحدود من الأردن
-
علماء يرسمون خارطة للجلد البشري قد تساعد في معالجة الندوب
-
ترحيب غربي بمقتل السنوار: فرصة للسلام والإفراج عن الرهائن
-
مصر.. تفاصيل دستور الدواء الخامس
-
احتجاز جثمان السنوار بمكان سري.. والكشف عن نتائج التشريح
-
خبير روسي: مقاومة ما يحدث في العالم هو ما يوحد -بريكس-
-
عراقجي من إسطنبول: هناك فهم مشترك بالمنطقة تجاه خطورة الصراع
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|