أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف حمدى - حكاية مواطن من الدرجة الثالثة















المزيد.....

حكاية مواطن من الدرجة الثالثة


شريف حمدى

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكاية مواطن من الدرجة الثالثة
إنا مواطن من الدرجة الثالثة في وطني ولاتستغربوا ذلك في زمن حزب المؤتمر , وحتى تاريخ قريب جدا كنت اعتقد اننى مواطن سوداني ككل المواطنين السودانيين واننى أعيش في منطقة اجدادى ضمن مساحة المليون ميل مربع , واحترم جيراني ويحترموني لأنهم مثلى تماما , كانت المنطقة مهمة للقبائل الموجودة هناك ومتشابهة في سبل العيش لاتوجد فوارق طبقية بين الناس , ذلك إلى أن جاء إلى المنطقة الشيطان , لكنه ليس بشيطان عادى انه شيطان هائج مثل الثيران التي نربيها في منطقتنا , تلك الثيران التي نعشقها ونبذل الغالي والنفيس في تربيتها وتوفير المرعى الجيد لها منذ أن وطئت إقدام اجدادى المنطقة ونشرهم ثقافتهم الخاصة بهم في المنطقة والتي حملوها معهم منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا وأصبحنا نعرف بقبائل البقارة نسبة لأننا رعاة أبقار , المهم دخل الشيطان إلى منطقتنا وعاث فيها فسادا وخلق البغضاء بين الناس ومات الناس جراء الحروب والفتنة التي خلقها الشيطان , والغريب أن الشيطان كان يتفرج على ذلك بل يضحك ويرقص رقصته الشهيرة والتي يعرفها العالم من خلال قنواتنا المبجلة من قناة طرطور إلى قناة خابور حتى شياطين الغد تعرف هذه الرقصة الشهيرة ولا اعلم حتى ألان معنى لهذه الرقصة مثلما كنت لا اعلم سر عصاة الشيطان الأسبق , المهم كلها تنطوي تحت لواء عقلية الدجل والخرافة التي تتحكم في مصائرنا .
والقضية أيها السادة والسيدات اننى صاحب ارض تم سلبها واغتصابها وبيعها تحت نظر العالم وتحت مظلة محكمة العدل الدولية ولأنني مواطن من الدرجة الثالثة ولا حول لي ولاقوه ولأنني لا املك الدفاع عن نفسي بحكم اننى قد فوضت امرى إلى ولى الأمر بحكم الدستور وان يدافع عنى وعن كافة السودانيين المنتشرين على مساحة المليون ميل مربع فيما يخص الأرض والعرض والهوية , ولكنى فوجئت بأن ولى الأمر لم يكن يملك زمام الأمر لان حزب المؤتمر هو الآمر , وبما إننا لانعرف رقصة الشيطان تلك أصبحنا مواطنين من الدرجة الثالثة وليس مهما أن نستقر في الأرض التي عاش فيها أجدادنا أم نلجاء إلى القبائل الأخرى لتوفر لنا المرعى والمأوى لأننا لانعرف الرقص مع الشيطان ,
وحتى لااجهدكم كثيرا اخوتى فأرضى هي منطقة ابييى المنطقة المتنازع عليها والتي تم تدويل قضيتها بعرضها على محكمة العدل الدولية وتم صدور قرار بشأنها من محكمة العدل الدولية بعدم احقيتى الدستورية في الانتخاب فيها أو الإدلاء برأي في حق تقرير مصيرها , أليس من حق الشيطان أن يرقص رقصته الشهيرة تلك بعد هذه النتيجة الشيطانية بالرغم من صك الملكية لهذه الأرض الذي صدر عام 1905م من حكومة الاستعمار البريطاني للسودان بأن هذه الأرض تابعة لقبيلة المسيرية في مديرية كردفان , ولمن لايعلم أهمية تلك الأرض المنزوعة من المسيرية نقول له أن هذه الأرض هي امتداد لمراعى المسيرية وهى مصدر رزقهم وسبيل عيشهم وأننا لانعرف قيمة البنايات الشاهقة ولا القصور فهذه الأرض مصدر عيشنا ومرعى لأبقارنا التي أصبحت جزء منا وأصبحنا جزء منها وما كنيتنا بالبقارة إلا خير دليل على ذلك , كما إننا لانمتلك الوسيلة الإعلامية التي نستطيع بها أن نرقص رقصة حزب الشيطان ولا تتوفر لدينا الأجهزة الإعلامية في تلك المنطقة سوى من راديو صغير يحمله بقاري على ظهر ثوره الذي يفتخر به ويحكى لأفراد القبيلة عن أخبار العالم , ولهذا الراديو قصة ظريفة مع اصحابى في العاصمة حيث أنهم يقولون لي أنت مع منو يابقارى سمعت الرادى قال هنا امدرمان ركبت اللوري وحيت جارى , آه هذا زمان مضى ويا له من زمن جميل حيث لم يكن الشيطان قد ظهر في ذلك الزمن , إنا يا اخوتى اعشق هذا الوطن حتى الثمالة مثلى كغيري من أبناءه المخلصين ولكنى متضرر من حزب الشيطان هذا إنا وقبيلتي التي اغتصبت أراضيها وتعرضت إلى الضياع من قبل قلة من الدجالين يتحكمون في مصائر الناس ,
حقائق لابد من ذكرها
في عام 2003م عقدت جلسة خاصة في نيروبى لمناقشة قضية ابييى عندما تولت منظمة الإيقاد تسهيل مهمة مفاوضات السلام , وقد حدث خلاف بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر حول عضو حزب المؤتمر الذي كان من أبناء المسيرية ولأنه جاء من خارج ابييى , وقبول دينكا نقوك والحركة بعضو المسيرية يعنى الاعتراف ضمنيا إن المسيرية تعيش في المنطقة مما يعنى مشاركتهم التصويت في حالة الاستفتاء على المنطقة ,
في سبتمبر 2003م قدم رئيس وفد المؤتمر اخطر عرض للحركة وهو الاستفتاء على ابييى أو إصدار أمر جمهوري بضم ابييى إلى بحر الغزال ( عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات)
في عام 2004م ابتعثت الحكومة الأمريكية السيناتور الامريكى ( دان فورث ) وهو يحمل مسودة اتفاق ابييى والذي سمى فيما بعد ببروتوكول ابييى والذي تم فرضه على حزب المؤتمر فرضا . على إن تحظى المنطقة بوضعية إدارية خاصة وان تخضع للقوانين الرئاسية كما نص على حدود ارض مشايخ دينكا نقوك التسع والتي تم ضمها إلى مديرية كردفان 1905م
وافقت الحركة على إن يستقر بعض أبناء المسيرية في ابييى وإنهم مؤهلين للعمل في الإدارة المحلية , إلا أنها رفضت الموافقة على إدراج المسيرية كقبيلة لها الحق في المواطنة في ابييى واعتبرتهم الحركة عابري طريق وان مقر هذه القبيلة مناطق أخرى . ( وهل دينكا نقوك يملكون حق المواطنة ؟ مجرد سؤال .
مارس حزب المؤتمر سياسة فرق تسد وذلك بخلق عدم الاستقرار في كافة المناطق التي يسيطر عليها خصومه السياسيين ( حزب الأمة تحديدا) الذي يتمتع بقاعدة كبيرة في المنطقة وولاء اعمي كما مارس حزب المؤتمر سياسة إجراء تغييرات ديموغرافية بأبتداعه بدعة جديدة على المنطقة وخلق نظاما جديدا للإدارة الأهلية حيث قام بتقسيم نظارات المسيرية وجعلها إمارات بحجة تمكين الحكم المحلى وأصبح للمسيرية ( ستة عشرة إمارة) ومرجعيتها حزب المؤتمر وليس الناظر الذي ما هو إلا منصب وجاهي فقط , ونال هذا التدبير الشيطاني من المنطقة ومن قوة قبيلة المسيرية التي كانت تتمتع بها أيام الإدارة الأهلية , فوجود حكومة محلية غير فاعلة وإدارة أهلية متجزئة أصبح القادة الوطنيون المعروفين في المنطقة غير فاعلين والكارثة الأكبر في إن المؤتمر عين قادة جدد من الأوفياء والمخلصين له .
وحقيقة مرة أخرى , انه لم يكن حزب المؤتمر يوما نصيرا أو أمينا على قضايا المسيرية في منطقة ابييى بل كانت له أهداف أخرى أهم من قبيلة المسيرية إلا وهو النفط حيث إن معظم احتياطي النفط في تلك المنطقة ,وحسب تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات رقم (130) في يوليو 2007م عن عائدات النفط في منطقي ابييى بين الأعوام ( 2005 – 2009م) حسب الجدول أدناه .
الأعوام صافى العائدات (مليون) الإنتاج (بقياس مليون برميل) سعر البرميل
2005 599$ 28,66 38,96$
2006 670,85$ 24,20 52,03$
2007 529,39$ 17,70 52,03$
2008 440,60$ 13,76 55,71$
2009 388,87$ 11,42 59,24$
إذا صافى العائدات للفترة الموضحة أعلاه ( 2,628,660,000 ) دولار , أما النسبة المقررة للمسيرية حسب الاتفاقية 2% فتبلغ حوالي ( 52,573,200 ) دولار . لم نضف حصة المنطقة من العائد القومي وكذلك العائدات المتحصلة من ضريبة الدخل والعوائد الأخرى .كما لم نضف حصة دينكا نغوك 2% والمفترض أنها جميعا في مصلحة ابييى .
وهكذا تبدو المسألة واضحة ودليلنا على ذلك ظهور المنتفعين الحقيقييين من هذا الأمر وعلى سبيل المثال وليس الحصر ذلك المعلم الذي كان معلما تربويا وأصبح ألان معلما رأسماليا بعد إن امتلك العمارات الشاهقة في العاصمة وكذلك المزارع الواسعة والتي كان لايعرفها إلا في دروس الجغرافية ونسأله سؤالا بريئا من أين لك هذا ونحن نعرف إن ثروة والده الله يرحمه لم تتعدى كم رأس من المواشي . وراتبه من وزارة التربية لايتجاوز قوت أولاده .
إن لم تكن مؤتمرا ستكون مثل حالي مواطن درجة ثالثة يجرى ليل نهار لتوفير قوت عياله هذا حال الفرد فكيف بحال قبيلة بأكملها تم اغتصاب أراضيهم وأصبحوا مثل أحجار الشطرنج على طاولة المؤتمر , لانقول ذلك جزافا ولكن نحن تضررنا ضررا بليغا وعلى الآخرين اللذين نعيش معهم على مساحة المليون مربع إن يعلموا إننا لسنا أعداء لهم وأننا لانريد إن تكون منطقتنا دارفور أخرى ويهمنا كما يهم الجميع وحدة تراب هذا البلد , كما يهمنا أيضا رأى الحادبين على استقرار المنطقة وعلينا تفويت الفرصة على المتلاعبين بمصائر الناس ونعمل جاهدين على إيجاد المخرج من هذا النفق المظلم .
شريف حمدى



#شريف_حمدى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابييى وتفسير ما لايمكن تفسيره


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف حمدى - حكاية مواطن من الدرجة الثالثة