أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حامد حمودي عباس - الزمن العربي .. وسوء التسويق














المزيد.....

الزمن العربي .. وسوء التسويق


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 19:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أظهرت الدراسة التي أجراها علماء تشيليون وأمريكان عقب حدوث الزلزال المدمر في تشيلي في السابع والعشرين من شباط / فبراير ، والتي قامت جامعة ولاية أوهايو بنشرها ، بأن الزلزال المذكور قد أزاح مدينة كونسيسيون الساحلية من موقعها أكثر من ثلاثة أمتار ، بحيث أصبح موقعها الحالي على مسافة 3.04 متر الى الغرب من موقعها الحالي ، في حين أزاح ذات الزلزال العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس نحو 27.7 سنتمتر الى الغرب ... وتمادت الآراء العلمية المتواترة عقب الحدث لتقول بأن الكرة الارضية برمتها من المحتمل أن تكون قد تحركت عن موقعها بفعل ما جرى من صدمة .

وكحصيلة حتمية لتلك الازاحات الرهيبه ، فان الزمن هو الآخر أصابه التغيير ، ليكون اليوم أقل زمنا مما هو عليه قبل ذلك التاريخ .

وبالرغم من كوننا ، نحن في عالمنا الذي لا يتزحزح بفعل أية هزة تحمل كل عنف براكين الارض ، لا يهمنا أن يطول زمن اليوم أو يقصر، ومن خلال حسبة افتراضية تنم عن شعور بضغط الفراغ ، عمدت الى مقارنة مدى اهتمامنا بالزمن أساسا ، بتلك السرعة الغير معقوله لهذا التحرك الاكاديمي المهول ، حينما قام العلماء برصد حركة مدن بكاملها عن مواقعها بعد حدوث الزلزال مباشرة ...

كل المعطيات التي أثارتها نتائج الحدث ، تشير الى ما يفرزه معنى الزمن ، ذلك الملعون الذي ناصبناه العداء ، فامعنا فيه قتلا من خلال ما شيدناه من مقاهي الاركيلة ، ومجالس السمر في دواوين الانس العربي الممزوج بالذكريات ، وحكايا الجدات الغابرات .. الزمن هو الذي دفع بعلماء ، هم بشر مثلنا ينتمون الى عالمنا الفسيح ، ويمتلكون اربعة اطراف يمشون على اثنين منها ، وفي مقدمة رؤوسهم عيون ، ولهم افواه في داخلها اسنان ولسان ، الى أن يسارعوا لحساب نتائج الزلزال في تشيلي بعد حدوثه بساعات .. والزمن هو الذي دفع باولئك العلماء ، الى أن يتداعوا من اطراف بلدانهم ، ليقرروا ماذا ستكون نتائج التغيير في طول اليوم على الاقتصاد ، والسياسة ، وحركة الطائرات ، والمردود المالي لملاهي شوارع الليل في المدن الكبيره ..

مجانين هؤلاء حقا .. فأي زمن هذا الذي يكدون ليل نهار في سبيل معرفة الخطوط البيانية لتحولاته من خلال تفاعلات الطبيعه ؟؟ .. لماذا لا يركنون الينا لنغذيهم بملايين الساعات الزمنية المعلبة والجاهزة للاستعمال ، حيث نحار في كيفية استهلاكها ولا يشتريها منا أحد ؟ .. ألا يعلم هؤلاء المقدسون للزمن ، باننا نتفنن في استهلاك الوقت عند مجالس قضم القات ، وشم المخدرات ، واكتساب القدرات الفنية الهائلة في صنع انواع دخان المعسل ؟

الا يغريهم ما لدينا من فائض من الوقت ، ونحن يؤرقنا أن يومنا طويل ، وصيفنا طويل ، وربيعنا طويل ، وشتاؤنا طويل ، حتى اضطررنا لاختراع انواع السيوف والخناجر، واستيراد شتى انواع الاسلحة النارية ، لنلهو بها في ثقب اجساد بعضنا البعض ، حينما يحلو لنا ممارسة لعبة السياسة ؟ .. لا أعرف حقيقة اهتمامهم بالوقت الى هذا الحد ، في حين تتوفر منه أكداس لم يمسسها بشر ، لا زالت تنوء بها بلداننا وعلى مرمى عصى من مواقعهم .

زمننا ليس عزيزا علينا كما هو زمنهم عليهم ، ولو رغبوا ، فليردوا علينا مضاربنا نهديهم ما ليس له حدود من الزمن .. ولكي يعلموا صدق دعوتي هذه ، اروي لهم ما يلي :

* - خلال احتفالاتنا قبل أيام ، بمولد نبينا الكريم ، ووسط اصوات انفجارات منبعثة عن مفرقعات نارية ، كانت تهز الفضاء المحيط بلا هواده ، تسببت في حرق العشرات من الاطفال ، وبتر اعضاء العديدين منهم ، حيث استمرت الالعاب المتفجره لمدة اسبوع بعد انقضاء المناسبه ، وكان الصغار يمرحون وعلى مرأى من ذويهم برمي المارة بالكرات الملتهبه .. ضاق أحد الشبان ذرعا بالوقت ، فحمل لعبته ( البندقيه ) ليسددها صوب شاب آخر كان يقف غير بعيد عنه ، فطارت الكرة المطاطية ، الجزعة من الوقت هي الاخرى ، لتثقب عين الشاب الضحيه ، مسببة نزفا حادا ، لينقل وعلى عجل الى المستشفى .. في المستشفى كانت وفرة الوقت هي الاخرى مدعاة لان يترك المعنيون مكان عملهم ، فغادروا لصرف ما لديهم من زيادة فيه ، والتمتع بالحريق والهوس العام لدا الناس .. أشار أحدهم على والد المصاب بضرورة نقله فورا الى احدى دول الجوار لضمان سلامة عين ولده ، وكانت نصيحته صعبة التحقيق حيث الوقت هذه المرة بدا شحيحا .. وانتهت الامور بان فقد ذلك الشاب ، وعلى حد علمي ، عينه وبشكل نهائي .

* - لكوني لا امتلك سيارة خاصه ، فقد اعتدت الركوب في سيارات النقل العام اثناء تنقلي ، وكان ما يضايقني جدا ، هو أن الراكب حينما يصل الى هدفه ، ويعلن رغبته بالنزول ، وبعد ان يترجل خارج المكروباص ، يبدأ بالبحث عن نقوده في اركان ملابسه ، وقد يستغرق ذلك وقتا ليس بالقليل ، في حين يبقى الباص والركاب بانتظار حلول الفرج .. تجاسرت في احدى المرات ان احث احدهم بالاسراع في دفع الاجره لشدة حرارة الجو ، فانهال علي الباقون تعنيفا لأن في العجلة الندامه ، والصبر طيب ، والمقدر مكتوب ، وملحوقه يا أخينا .

*- مع اعتذاري الشديد لمقام السيده ام كلثوم ، فانني اتذكر تلك الطرفة التي انطلقت ، عقب زيارة نيكيتا خروتشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي السابق الى مصر .. فقد حدث وان قام الرئيس عبد الناصر بدعوته الى احدى حفلات كوكب الشرق يوم الخميس ، حيث من المعتاد ان تغني السيده اغنيتين قبل اغنيتها الجديده ، والتي عادة ما يحل موعدها عند الفجر .. كان الرئيس عبد الناصر مسرورا لانبهار ضيفه من روعة الغناء ، فسأله والليل قد مر اكثره ، ما رأيك يا سيادة الرئيس بالحفل ؟ .. فاجابه خروتشوف بما كان يعرف عنه من خفة ظل .. المشكلة التي لم اجد لها حلا ، هي عدم حاجة هذه السيده للذهاب الى دورة المياه طيلة هذا الوقت .

كل هذا ، والسادة العلماء في العالم الاخر ، ينفقون ما لديهم من جهد ومال ، لحساب الفارق في الزمن نتيجة ما حدث في تشيلي ؟ ! .

حقا .. شر البلية ما يضحك .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلوى التمر
- سلام على المرأة في يومها الأغر
- مراكز نشر الوعي في الوطن العربي .. الى أين ؟
- بغداد ... متى يتحرك في أركانها الفرح من جديد ؟
- أفكار تلامس ما نحن فيه من أزمه
- نحن والتاريخ
- بعيدا عن رحاب التنظير السياسي
- حينما يصر أعداء العلمانية على رميها بحجر
- عمار يا مصر ... 2
- عمار يا مصر
- نذور السلطان .. 5
- ما لا يدركه الرجال .
- نذور السلطان ... 4
- نذور السلطان ..3
- نذور السلطان ..2
- نذور السلطان
- الإمساك بأمجاد الماضي ، وحده لا يكفي .
- رساله مفتوحه إلى السيده بيان صالح
- رسالة مفتوحه إلى السيده بيان صالح .
- إرفعوا أيديكم عن المسيحيين في مصر والعراق !


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حامد حمودي عباس - الزمن العربي .. وسوء التسويق