أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحميدة عياشي - الجزائر والعراق. . قدر وقرينة؟














المزيد.....

الجزائر والعراق. . قدر وقرينة؟


أحميدة عياشي

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان لي صديق من وهران دائما يجد لذة في عقد مقارنة بين سكان البلاد العربية، وبين المشرق والمغرب، ومن بين ما كان يقوله لي، أن التوانسة هم أقرب إلى الشوام من حيث اللباقة في الكلام، والميل نحو التفاوض السلس وتجنب كل مجابهة أو مواجهة صريحة، وكان يعطي المثال على ذلك بسيرة بورقيبة السياسية وارتكازه على منطق خذ وطالب
، وعلى عقلية الكثير من رجال الأعمال في سوريا ولبنان الذين يبوسون الكلب من فمه حتى يحققوا مآربهم، وأن المغربيين هم أقرب إلى العمانيين، وأن الموريتانيين هم أقرب إلى السودانيين من حيث الطيبة والهدوء وكرم القلب والكسل والاستسلام مقادير، وأن الليبيين هم أقرب إلى سكان الرياض، وأن الجزائريين هم أقرب إلى العراقيين، وما كان ينتهي من عقد مثل هذه المقارنات حتى ينفجر ضاحكا ومبتهجا•• وما أثارني في كل ذلك هو بالفعل هذا الشبه الغريب بين أهل العراق وأهل الجزائر•• ففي المنطقة الغربية من الجزائر يتربع الرجل الصوفي سيدي عبد القادر الجيلاني وهذا منذ قرون على قمة المخيال الروحي عند المواطنين•• فقلد تحوّل إلى أسطورة ضاربة بأعماقها في الحياة اليومية والروحية للجزائريين•• بحيث لا زالت العديد من القبب والزوايا تحمل اسم هذا الصوفي العراقي الكبير، ولا زال الاعتقاد عند الكثير من الجزائريين والجزائريات أن سيدي عبد القادر الجيلاني مدفون في الجزائر، فكل مدينة تدعي أنه مدفون فيها، وقد حور اسم الجيلاني، إلى الجيلالي وقد اتخذته الكثير من الأجيال لقبا لأبنائها من باب التبرك•• والبعض من المعتدلين يقولون أنه قدِم من العراق على صهوة حصانه، وأن كل الزوايا التي بنيت كانت بمثابة العلامة التي تركها هذا الصوفي كأثر•• وحتى إذا ما عدنا إلى الطريقة التي كانت تحتفظ لقرون بقوتها وحظوتها، على الطريقة القادرية التي أعطت إلى الساحة عبد القادر الجزائري الذي قاد الكفاح المسلح ضد الاحتلال الفرنسي لفترة قاربت العشرين سنة•• أما الشبه الثاني بين الجزائري والعراقي، تلك الصرامة والروح القتالية التي جعلت البعض ينظر إليها كسمة عنفيه تتسم بها شخصيتا الجزائري والعراقي•• ثم الشبه الثالث فيتمثل في الحالة الدرامية التي عاشها كل من الشعبين•• فالجزائريون دخلوا نفقا مظلما بعد سقوط الحزب الواحد وصعود الإسلام الراديكالي وإيقاف المسار الانتخابي في بداية التسعينيات، وتمثل هذا النفق في تلك المواجهة الدموية بين جماعات الإسلام المسلح التي تبنت نهج المقاومة المسلحة لتتحوّل إلى إرهاب متوحش وقاتل، استهدف رجال الشرطة والدرك والجيش لكن أيضا المثقفين والعلماء ورجال الدين والصحفيين والمعلمين والنساء والأطفال والمواطنين الأبرياء•• وتحوّلت الدولة في وضع هش، بحيث اضطرت إلى السماح للمواطنين بتسليح أنفسهم ضد الجماعات الإرهابية التي رفعت زيفا شعار الجهاد، وتحول جهادها إلى تفجيرات عبثية واغتيالات لا معنى لها، وكانت الحصيلة حوالي 200 ألف قتيل•• وكان البحث عن الشرعية الجديدة من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية طريقا سياسيا لتطويق الأزمة الأمنية والسياسية وللخروج من منطقة التفكك والحرب الأهلية•• والغريب أن هذا السيناريو قد تكرر في العراق بعد دخول الأمريكان وسقوط نظام صدام حسين بحيث اختلطت المقاومة بالإرهاب وأصبحت الصورة معقدة، قادت إلى ظهور سادة الحرب والمنتفعين بها، وأصبحت قطاعات عريضة من المجتمع العراقي مستهدفة من المثقفين والفنانين والسياسيين وممثلي المجتمع المدني من حقوقيين ورجال دين•• وكادت العراق أيضا أن تسقط في نقطة اللارجوع•• وتحول هاجس بناء الشرعية الجديدة على أسس سليمة وحقيقية شكلا من أشكال العمل على إخراج العراق من هذه الدوامة اللعينة•• والغريب أيضا في هذا التماثل والتشابه•• أن السفير الفرنسي باجولي انتقل من العراق المحترق إلى الجزائر منذ سنتين، ليصبح الآن منسق الاستعلامات على مستوى قصر الإليزي، وأن المستشار السياسي الذي قدم مع بريمر العراق السيد روبرت فورد، انتقل بعد ذلك إلى الجزائر ليكون سفيرا للولايات المتحدة بها، وفي نفس الوقت كان يشرف على الملف الأمني العراقي وهو سفير بالجزائر، ليعود منذ سنة إلى العراق من جديد رفقة فريقه، ويعين مؤخرا كسفير للولايات المتحدة في دمشق••• ومن الأشياء المثيرة أيضا التي يتقاسمها كل من العراق والجزائر، أن السكرتير الأول الذي قضى أكثر من 5 سنوات في الجزائر، وهو السيد بوريس بوالونا، ليصبح فيما بعد أحد مستشاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قد عين منذ شهور سفيرا لفرنسا في العراق•• فهل كل هذا مجرد صدفة في لعبة الأنثروبولوجيا والسياسة والتاريخ؟!
احميدة عياشي



#أحميدة_عياشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلاغة المكان والزمان
- سليمي رحال في زمن البدء
- رسالة دبي
- يوم من فبراير
- المال. . التركة المسمومة
- نهاية مأساوية ومحاولة فهم
- في لعبة الكآبة والتفاؤل
- بين جان دانيال وهيكل
- الجمر والرماد
- الشيخ يوسف سلامة في -الجزائرنيوز-
- بين الجزائر وايران . . قصة خفية
- الصحافة والحقيقة
- محقورتي يامرتي
- صدام , ستالين , واليهودالمغاربة
- لخضر شودار
- سعدان يتمادي في عناده . . هل نصمت ؟
- رضا مالك
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الخامسة} في لعبة ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الرابعة } يوم أن ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير 3 - مناورات في القصر وحرب ...


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحميدة عياشي - الجزائر والعراق. . قدر وقرينة؟