|
تمنيات امرأة
مكارم عبدالكر يم عبدالرزاق
الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 21:41
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
يتعب الإنسان منا إذا حاول تصور مدى معاناة المرأة العراقية ومن مختلف الأعمار والمذاهب والأديان والقوميات وحتى ون مختلف الانتماءات الفكرية والسياسية والمجتمعية هي المعاناة المريرة التي أجبرت المراة العراقية على العيش خلالها وحدها أو تحديها بأبسط الوسائل ولحقب تاريخية متتالية ولأكثر من خمسة عقود وقد يعود ذلك لأسباب سياسية استبدادية أو أنظمة دكتاتورية أو نتيجة القمع الاقتصادي أو الاجتماعي المفروض على المرأة أو يسبب التمييز بمختلف أشكاله وأسباب ظهوره وقد يكون سبب هذا التهميش والتمايز القهري نتيجة حتمية للحروب الداخلية والخارجية . عاشت العراقية الباسلة في العهد البائد ولا زالت تعيش في عهد انفلاق الحرية وتفجير الديمقراطية الحديثة ظروف من الرعب والترمل وتيتم الأطفال وتحت هالات البؤس والفاقة والحرمان والبطالة والعنف والقتل . وتستسلم لوطأة الإرهاب الدموي والطائفي السياسي والقتل على الهوية وهذا ما تذوقته كل امرأة عراقية إضافة إلى إجبار ألاف العوائل العراقية على الهجرة الخارجية أو الداخلية والعيش بظل الغربة المريرة أو المخيمات البائسة وفي حالة من شظف العيش السيئة . وما زالت حتى ألان ذيول تلك الهجرة قائمة وقد اتسعت في الآونة الأخيرة لتشمل العوائل المسيحية والايزيدية في الموصل وقبل ذلك في بغداد والبصرة . سنوات عجاف التي سبقت سقوط النظام الدكتاتوري ولم يختلف عنها تلك التي عقبته بسبب الإرهاب وفقدان الأمان . لقد فقدت المرأة العراقية الكثير من الحقوق التي كانت قد اكتسبتها بنضالها أبان الحكم الملكي وأوائل الحكم الجمهوري . واقصد قانون الأحوال الشخصية رغم نواقصه حين ذاك . وقد كانت الخسارة لحقوقها فادحة في العقدين الأخيرين قبل سقوط النظام . وفي الوقت الذي أمكن الحصول فيه على بعض الحقوق في إطار الدستور الجديد فان ما يمكن تأكيده اليوم إن الدستور العراقي الجديد لا يزال بحاجة إلى تعديلات جادة وأساسية لصالح حقوق المرأة كاملة غير منقوصة ومساواتها التامة بالرجل وإلغاء الغبن الذي تعاني منه ليس على الورق فقط بل بالفعل والممارسة : إذا لا بد من وضع قوانين جديدة بدائل عن السابقة والمجحفة بحق المرأة . على سبيل المثال منع سفرها بمفردها بل إلا بمعية احد ذكور العائلة . ومن خلال عملها الدءوب في مجال حقوق المرأة استطيع أن أضع النقاط التالية كمجمل لما تعانيه المرأة العراقية من واقع شديد الضرر بها اليوم وبمستقبلها بالغد . 1. ضعف المواد الخاصة بحقوق المرأة المثبتة في لوائح الدستور العراقي أساسا وفي القوانين العراقية السارية ولحد ألان وكذلك فيما يخص انتخاب مجالس المحافظات في مجال المرأة أيضا . 2. سعي بعض القوى السياسية والعديد من القيادات والمتطرفة خاصة ضد المرأة وكثرة من الذكور إلى إضعاف المواد في الدستور حتى الضعيفة منها وهذا ما نلمسه في مواقف مجلس النواب والممارسات الفعلية عمليا خلال الالتفاف على القانون في ما يخص المرأة وحقوقها ومن قبل أجهزة الدولة الأخرى أيضا . 3. الواقع العملي الذي تعيش فيها المرأة في الوقت الحاضر سواء أكان ذلك بممارسة التمييز الشديد والعنف الشرس ضدها بما في ذلك القتل بذريعة غسل العار والإجبار على الزواج أو الطلاق وغيرها من العادات المجحفة بحق المرأة , أو البطالة التي تعاني منها حاليا وحرمانها التعليم الجامعي وعدم استقلالها اقتصاديا . 4. غياب الرعاية الجدية والمسؤولة للنساء الأرامل والمطلقات من الناحيتين التشريعية والسياسية وبالتالي فهن يعشن في ظروف البطالة والحرمان المالي وشكواهن مستمرة دون مجيب . 5. غياب الرعاية للأيتام من أطفال العراق الذين يتمتهم حروب الدكتاتورية والإرهاب : إضافة إلى تسرب الأطفال من المدارس خاصة البنات منهم انعدام الطفولة في العراق : والطفل جزء من أمه أي جزء من المرأة وان مراعاة حقوق الطفل بكل مستوياتها مهمشة إن لم تكن معدومة في العراق وبهذا الصدد اشد على يدي الزميل قاسم حسين صالح في مقالته الأخيرة بعنوان العراق وطن بلا طفولة المنشور في جريدة الأمة العراقية بعدد 437 وما يحويه من ماده غنية وعلمية في مجال الطفولة . وفي المحصلة فانا أرى أن المهمة التي تواجه نساء ورجال العراق هي المشاركة معا من اجل ضمان تنفيذ حقوق المرأة المثبتة في اللوائح الدولية وحقوق الإنسان التي يؤكد عليها الدستور العراقي كذلك اللائحة الدولية الخاصة بحقوق المرأة وتلك الخاصة بحقوق الطفل ومنع ممارسة العنف بأشكاله ضدهما إذ بدون ذلك لا حرية للإنسان العراقي ولا الديمقراطية الحديثة الموحدة .
ديمقراطية ولا حقوق فعلية تساعده على التقدم نحو الأمام وصولا للرفعة والمجد . والمرأة ينبوع الحياة , وهي الاساس في المجتمع , وضيائها يشع لينير الظلام في ربوع هذا الوطن . عندما نشير إلى أن المرأة نصف المجتمع فليس المقصود هنا نصفه حسابيا وعدديا بل من الناحية الفكرية والعلمية ومن حيث القدرة على المشاركة في بناء المجتمع الجديد وتقدمه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا وفي مجال تكريس الحياة الديمقراطية . أتمنى للمرأة العراقية إن تشارك فعليا ويدا بيد مع الرجل في بناء الأمة العراقية المدنية الديمقراطية الحديثة الموحدة .
#مكارم_عبدالكر_يم_عبدالرزاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لندحض الاعدء بعراقيتنا
المزيد.....
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
-
المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|