أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - بلجيکا تغني..بلجيکا ترقص














المزيد.....

بلجيکا تغني..بلجيکا ترقص


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الملحمة الرائعة التي سطرتها قوات الشرطة البلجيکية وهي تهاجم محطة تلفزيون(Roj.tv)، وتسيطر على الهدف بکل سهولة من دون أن أية خسائر ولو طفيفة بين أفرادها الاقتحاميين،وان تکن قد بينت للعالم أجمع قوة و جدارة جهاز الشرطة لديها، فإنها أثبتت أيضا ان البلجيکيون مازالوا في اوج عنفوانهم الديمقراطي و الانفتاحي المؤمن بالآخر وانهم مستعدون لکي يدفعون حياتهم مقابل إتاحة الفرصة لمن يخالفهم في الرأي، ذلك أن لهذه العملية الهجومية أکثر من بعد و أکثر من معنى يکاد يکون معظمه في قلب الشاعر.
وفي الوقت الذي أثار نقل الخبر موجة إرتياح عميقة بين مختلف الدول المتحضرة و الديمقراطية، فإن منظمات حقوق الانسان و الدفاع عن الحريات الاساسية قد إستقبلت هي الاخرى هذا النبأ بفرح غامر وأبدت عن إرتياحها البالغ لهذا الجهد الانساني و الحضاري الذي ينم عن ثبات و رسوخ الثقافة الديمقراطية ـ الحضارية في هذا البلد المتقدم من مختلف النواحي.
البلجيکيون الذين تحتضن بلادهم البرلمان الاوربي و مقر حلف الناتو، کان من الضروري جدا أن يقدموا على هکذا خطوة حضارية ذات بعد إنساني عميق ليس بمقدور أي انسان کان أن يتفهمه من أول أمره وانما يجب عليه أن يغوص و يغوص في أعماق و خلف و تحت وبين أرجل الأسطر الکامنة في ظلال هذه العملية البوليسية الظافرة التي من الممکن ان تصحح من مسار التيه في بوصلة الحرب على الارهاب وتعيدها الى السياق الحقيقي و المبدئي لها، وقد کان لذلك الکرنفال الرائع الذي خرج به الاعلام البلجيکي بشکل خاص و الاوربي بشکل عام بخصوص نقل و عکس و تحليل ذلك الجهد الديمقراطي، أکثر من عبرة و درس للعالم برمته، إذ أن بلجيکا قدمت بصورة شفافة جدا معنى تواجد مقرين مهمين جدا في عاصمتها وهي إذ تترجم و بصورة بليغة جدا جدا تمسکها بالمعايير و القيم الديمقراطية فإنها قدمت مرة أخرى درسا بليغا للعالم الثالث(المتخم بالديکتاتورية و الاستبداد)، فهي علمتهم المعنى الحقيقي و الحرفي للديمقراطية، بل وانها عندما هاجمت أيضا"في من هاجمتهم" مقرا لحزب السلام و الديمقراطية الممثل بعشرين نائبا في مجلس النواب الترکي، فإنها لقنت الاتراك درسا بليغا في تفهم و إستيعاب المبادئ و القيم الديمقراطية واعادت أذهانهم الى جادة الحق و الصواب ومن اليوم فصاعدا على الامهات الترکيات ان يروين لأطفالهن قصص و حکايات ذلك الشرطي البلجيکي المرعب و المخيف.
بلجيکا اليوم تغني و ترقص طربا وهي تقدم للحضارة الغربية المتطورة هذا الانجاز الانساني ـ الديمقراطي الکبير، تغني و ترقص لأنها فاقت العقلية العسکرية الامريکية في حربها على الارهاب وأثبتت کفاءة و إقتدار الشرطي البلجيکي العادي أکثر من القوات الخاصة الامريکية ففيما کانت القوات الامريکية تتخبط و تتعثر في کهوف تورابورا، فإن رجال الشرطة البلجيکية کانوا يسيرون بکل يقين و طمأنينة في ممرات و غرف و ستوديوهات فضائية(Roj.tv) غير عابئين بالاعلاميين و الصحفيين المتمرکزين في أرجائها، ويسقطونها الواحدة تلو الاخرى من دون أي مقاومة او مواجهة تذکر، طوبى و مرحى لهذا النصر المبين الکبير الذي أعاد الثقة المهزوزة بالديمقراطية الغربية الى مکانها المناسب ومبروك مبروك مبروك لبلجيکا هذا الانجاز العظيم وليت العالم کله أيضا غنى و رقص معها!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستاذ المجهول للکاتب
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 6 6
- صدقوا...البعث يتحدث عن الديمقراطية!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 5 - 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 4 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 3 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 2
- شعب يحرق المليارات!!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6
- من أين بدأت مشکلة الاقباط؟
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 3
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 2
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان
- کتاب العهر الاهوج
- أحمد زکريا: الصورة الكوردية في فيدرالية الجنوب ليست قاتمة
- عدنان حسين: الإستقلال هو مطلب مشروع للشعب الكوردي
- الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان : شاعرة أنا أقترف شعري المتمرد ...
- وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته
- رغد و نصرالله
- جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر


المزيد.....




- -فجأة سمعنا طلقات نارية-.. ترامب يروي ما حدث بالتفصيل لحظة م ...
- رئيس وزراء العراق يكشف عن موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الد ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم مواطنا قصاصا وتوضح كيف قتل زو ...
- مراسلتنا: مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عز ...
- -الشاباك- يعلن إحباط محاولة اغتيال خطط -حزب الله- لتنفيذها
- الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
- إعادة سكان الشمال هدف إسرائيلي جديد لحرب غزة
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1960 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- ميلوني: سعداء بتعيين مرشحنا نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية ...
- القوات المصرية تنقذ 3 سياح في البحر الأحمر


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - بلجيکا تغني..بلجيکا ترقص