أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - خطر التزمت الديني على أطفالنا














المزيد.....

خطر التزمت الديني على أطفالنا


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عادت ابنة أختي من مدرستها لتقول لأمها لقد قالت لنا المعلمة اليوم انه حرام علينا أن نرفع علم فلسطين او نقدم التحية له لأننا مسلمون، وأن الراية التي يجب أن نرفعها فقط هي راية الله أكبر ولا اله إلا الله وان محمدا رسول الله.

مع احترامي الكامل لتدين المعلمة، إلا انه ليس من حقها أولا أن تفرض تدينها في مدرسة حكومية وطنية فيها مزيج من الطلاب المسلمين والمسيحيين، فاذا استجابت ابنة اختي كونها مسلمة ولم ترفع علما فلسطينيا ولم تؤدي التحية له، واستبدلته بالراية الاسلامية، فما عسى الطلاب والطالبات غير المسلمين أن يفعلوا، وثانيا فان توجيه الطلاب والطالبات بهذه الطريقة سيؤسس لسلبيات لا حصر لها تزرع في عقول الطلاب ويصبح من المستحيل لاحقا اقناعهم بغيرها، ذلك ان الدين أي دين يفترض انه هو فقط دين الحق وما عداه باطل.

المعلمة تعي تماما ماذا تقول والى اين ترمي، ولكن طلابنا وخصوصا في مرحلتهم الابتدائية والاعدادية لا حول لهم ولا معرفة تمكنهم من التعامل مع توجيهات المعلمة تلك او تلافي الآثار المدمرة لهكذا توجيهات.

قد تكون نية المعلمة طيبة جدا وصافية جدا، ولكن الطريق الى الهاوية وجهنم كان دائما وابدا مفروش بالنوايا الطيبة على افتراض انها موجودة. ربما تريد المعلمة من ذلك أن تدخل الجنة او ربما هكذا فهمت من خلال تربيتها الدينية في منزلها او محيطها الصديق ان توجيه الطلاب والاخرين عموما بهذا التوجيه يمنح صاحبه عددا من الحسنات لا يحصى وبالتالي يصبح طريقه الى الجنة سالكا وبسهولة، ولكن هذا النوع من التوجيه وكما قلنا يفترض مسبقا بان المعلمة ودينها هي الحق المطلق وغيرها ودينهم هو الشر المطلق وان الجنة فقط لها ولمن يسمع توجيهاتها...ان هذا يعني ان الطلاب الغير مسلمين سيكونون في دائرة الباطل والشر وفي أحسن الأحوال فهم "أهل ذمة" ان كانوا من الكتابيين ينبغي معاملتهم بطريقة خاصة مما يخلق نوعا من التمييز السلبي لن يتأخر طويلا حتى يتحول الى حقد وكره، وهذه التوجيهات من المؤكد انها سببا رئيسيا في تناقص تعداد المسيحيين الفلسطينيين ومسيحي الشرق عموما بشكل خطير، ولا أريد أن اتحدث هنا عن غير الكتابيين..

وربما كانت المعلمة تتبع تنظيما اسلاميا كحركة "حماس" او حركة الجهاد الاسلامي أو حزب التحرير، وفي هذه الحالة فان هدف المعلمة تجهيز الطلاب وتهيئتهم ليكونوا اعضاءا مستقبليين في تنظيمها، وفي هذا تجاوز وخروج على التعاليم التي من المفترض ان تقدمها المدرسة لطلابها والتي تُعلي قيمة الوطن ككل على قيمة اي حزب او فصيل او حركة، واذا ما كان هذا ما ترمي اليه المعلمة فانها ايضا تقدم الحقيقة للطلاب ولكن من جانبها وجانب الحزب او الحركة التي تمثله، وهو مما يوقع طلابنا في حال من البلبلة وعدم التوازن تجاه مايجري، الى جانب اجبار الطلاب على التموضع والتخندق الحزبي في ظل الانقسام التي تعاني منه ساحة العمل السياسي الفلسطيني.

كان ومازال رأيي يتلخص بالغاء دروس التربية الدينية نهائيا من مناهجنا التعليمية، فالمدرسة هي لتعليم العلم وليس لتعليم الدين وشتان بين العلم والدين، كما وان كل مناهجنا الاخرى تحتاج الى عملية تحديثية كاملة حتى تتواكب مع نظم ومناهج التعليم الحديثة، اضافة الى اني مع فصل الدين عن الدولة تماما، بحيث لايتدخل رجل دين كل رصيده المعرفي مجموعة من الكتب ذات اللون الواحد في قرار حكومة او في حالة مجتمعية او ان يحرم ويحلل على مزاجه ووفق اهواءه ومصالحه.

ان وقوع اطفالنا بين يدي هكذا معلمة ومن على شاكلتها يؤدي باطفالنا واجيالنا المستقبلية الى هاوية التزمت الديني التي جُربت في غير مكان في العالم الاسلامي وتم اختبارها من دماء الابرياء من المغرب الى اندونيسيا وعبر البحار والمحيطات من استراليا الى نيويورك، واذا استبعدنا كل تلك التجارب فان لنا نحن الفلسطينيون في تجربة الامارة الحمساوية في قطاع غزة وقوانينها البدائية الجائرة وانقلابها الدموي على السلطة التي هي جزءا منها خير دليل يفرض علينا ان نُبعد هكذا معلمين وتعليمات عن طلابنا، لكي نتمكن من بناء جيل منفتح للاخر شركائه في الوطن من المسيحيين والبهائيين واللادينيين وغيرهم...جيل قادر على بناء ما يفيد وليس العودة الى تشييد قصور الوهم المرتبطة دائما بماض ضبابي غير واضح المعالم..جيل يُقدم العلم والعقل على الخرافة والنقل ليستطيع ان يواجه تحديات القرن الواحد والعشرون.



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - خطر التزمت الديني على أطفالنا