أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران قسّام - نعيم عبد مُهلهل (مُزْنٌ كأنّه قانون)!















المزيد.....



نعيم عبد مُهلهل (مُزْنٌ كأنّه قانون)!


غفران قسّام

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


نعيم عبد مُهلهل (مُزْنٌ كأنّه قانون)!
قراءة موسيقيّة: غفران قسّام / جده

"لكلّ روحٍ فصولٌ يا ميّ؛
وشتاءُ الرّوح ليس كربيعها،
ولا صيفُها كخريفِها"
جبران خليل جبران- رسائله إلى: ميّ زيادة.


قُرص الجالكسي:

هي إحدى نساء الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل وأجملها، خَصّ لها صفحةَ قلبه في: يومِ الحبّ. لم يكتب عن سواها. استدعى لجمهوره لذّة الاسترخاء تحت قرص قمرها بمتعة شوكولا الجالكسي، وتذوُّق طهارتِها بفنّ. نالتْ حذقَ قلمه، توَّجَ بها روحه وفكره فصار لا يُعرف إلا بها، ولا تُعرفُ إلا به. نقشَ لها صوتًا انتخابيًّا في صحن العراق الكبير: "المندائيّة تحبّكم، ويحيى يُعمِّدكم بالورد". وقدّمَ لها أتوغراف تجربة غرامه معها يومَ 14- فبراير المعروف عالميًّا بـ: الفالنتين Valentine، وعنونَه لها بـ: "المندائيّة والطّهارة الرّوحيّة والجسديّة". أخالهُ معها كـ: "ميّ وجبران"، حكاية حبّ سماويّة تحتضنُ ذاكرته بريحان الآية الكريمة: (إِنَّ الذينَ آمنوا والذينَ هادوا والصّابئونَ والنّصارى مَن آمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ وعَمِلَ صالحًا فلا خوفٌ عليهمْ ولا هُمْ يحزنونَ) المائدة: 69- قرآن كريم.
فالمندائيّة (الصّابئة بالتّعبير القرآني) كفكر، يُبيّنها الأديب نعيم بقوله:
"التّفكير بالمطلق بصورته الاشتراكيّة، والوجوديّة، والصّوفيّة، والسّريالية..! كيف..؟
لأنها تعتني بالموجود على أنّه موجودٌ بطقسٍ تصنعُه دمعةُ العين، ورجفةُ قلبِ العاشق..."
وهي تحملُ في ظلالها الدّينيّة حضورًا جماليًّا كطهارةٍ تؤيّدها جميع الرّسالات السّماويّة روحًا وجسدًا، ومَن يقرأ المقالَ السّابق للأديب، سيُدركُ معنًى وفَهمًا وعدَ الأمان والسّعادة في الآية الكريمة المذكورة.
وربّما يعتورُ قارئ/ة فضولاً عن سرّ اهتمامي بالكتابة في قرص المندائيّة الجالكسي! ولا أخفيكم: أنّ سهمَ إغرائها قد تملّكني فجذبني نقاؤها. وهي من رقراقها، نالتْ استحقاقَ نجوميّةٍ في نبضِ الأديب العراقيّ يومَ الحبّ، وكتبَ لقرّائه هدوءَ وسادته معها.

المُهرة الشّارقة:
إحدى نسائه استفاقتْ على خرير قُبَلِ حنين الحسناء المندائيّة في ذاكرة الأديب، وجلبتْ نسمتَها في لَوحِتهِ الطّينيّة المبدعة والموسومة بـ: "عبد الله الصّغير.. ( الأندلس ثانية)". كان إلحاحُ مفاتن أمجادها يعتصر قلبها حزنًا على ما أصابها من غبار الدِّثار؛ الأمر الذي دعا بالأديب العراقيّ إلى مشاركته دمعتها فقال يراعهُ: " الوصفُ هنا لدافع النّحيب، هو عبد الله آخر ملوك الأندلس. أخذتُه مثالاً لهاجس اشتعل في (قحفتي) كما تشتعل القصيدة في قحفة الشّاعر". وهو ينتصرُ لأنوثتها المهدورة من هوان رَجُلها الصّغير، ويرثي دلالها وملاحتَها العربيّة بقوله: "الحزنُ هذه المرّة، وهو أعمق، حزنٌ عربيٌّ جلَبه عبد الله لنفسه بيديه... غير عابئ بكلّ غزليّات ابن زيدون لولاّدة التي هي حتمًا أجملُ ألفَ مرّة من كاترين دينوف حسناء فرنسا".
الأندلس، تلكَ المُهرة الشّارقة التي يحلو لامرأة اليوم أن تقتنيَ حُسنها، وتستلطف سرقةَ قُرطها الفاتن من دفاتر شِعر الأديب نعيمِ الموسيقيّة فتضعه في أذنيْها:
"أرشّكِ برذاذ القصائد...
أحوّلكِ بلمسة من أصابع الآلهة إلى عودٍ أندلسيّ...
أعزف فيه أشواق غرناطة، وقرطبة، وموشّحات عينيكِ..
وعندما زرياب ينام..
قلبكِ يعزف لنا أجمل سمفونيات موزارت!".


الوردة القدّيسة:
نهرُ وردٍ باتَ يغرفُ مغناهُ كلّ مَن يطالعُ حكاياتِ الأديب العراقيّ: نعيم مع فضاءات النّساء المتباينة. وأعني بـ: الفضاء ذلك البعد الآخر المختلف عن طبيعة الكلمة المضافة إلى: فضاء، فلا أعني من: "فضاء النّساء" حقيقةَ حوّاء بقدر ما أعني احتواءَ الكينونة النّسائيّة المحمّلة بُعدَ المكان كالمدينة: النّاصرة، بغداد، الأندلس.. الخ، والإحساس كالدّمعة، والفكر كالمندائيّة، وكذلك بيولوجيًّا المرأة حالَ ذِكر الأديب لها بعَيْنها دون غيرها –وهو نادرٌ- ، كصنيعه في تقديس أنوثة السّيّدة الفاضلة: "آمال كنفاني" في مقامٍ نهاونديّ سمّاه: "قداسةُ القدّيس، ورمش نبيّ من الحبّ..!" عزفَ لها فيه أرقّ التّحايا، بقوله:

" الثنائيّات في الموسيقى تكون بين الآلة وعازفها.
هو شيءٌ من الاندماج الرّوحانيّ العاليّ الشّهوة.
هكذا علّمتني "آمال كنفانيّ" في عزفها الموسوم بعطر وردة بربريّة.
سحرُها أنّها مع الموسيقى تتحوّلُ إلى آلهة من العسل.
فلا يتذوّقها سوى ذلك الذي حفظ الكتب الروحيّة كلها.
وأولئك الفقراء الذين عندهم طعم الخبزة وعطر الوردة سواء....!".

يبحثُ عن الوردة دائمًا، يحرِّكُ ساعات القلوب إلى توقيتها حالَ شعورها بعزلتها؛ ولهذا جاءتْ أعماله في شهر فبراير- باقاتٍ بيضاء وإن طرَّزَ لها حروفَ الورد الأحمر! وزكّى طاقة المحبّة لديه بقوله:
" عيدُ الحبّ لن أهديهُ هذا العام إلى مَن أحبّها وتحبّني؛ لأنها تعرف أنّ غرامي لا يحتاج إلى فالنتين، ليشتعلَ مثل عود ثقاب كلّما أشتاق إليها، وتشتاق إليّ. هذا العام أهديه مع غيمة من الأسئلة إلى: أطفال جبال صعدة، ودارفور، والعراق، وغزّة، وكابول، ومقاديشو.. وأيضًا، أُهديه إلى المدافع الطّويلة الأعناق على البارجات الأمريكيّة في بحار الشّرق الأوسط والأدنى، وغرب دموعنا................!"

ولمَن مسكُ الختام؟
لم يكن سواها التي يحدُث في أحضانها نماء فكرة الزّهور. إنّها "المسيحيّة" التي غنّى أجمل مقطوعة إنسانيّة عرفها معها آخرَ يوم من فبراير: 28-2-2010م، وكتب عن أبنائها بصفاء لون الشّاي وصباح الأرغفة وتنّور الحرب: " كان مسيحيّوا سهل نينوى هم مَن عشتُ معهم سنينَ الجيش، سنينَ مشاركة قدح الشّاي، ورغيف الخبز، وشظيّة المدفع، ووجدانَ الصّداقة الدّينيّة والدّنيويّة، والغريب أنّهم لا يُظهرون أيّ ميل أو سمة في محاولة البحث عن انتماءِ مَن يعيشون معهم؛ كانوا ينظرون إلى إنسانيّتكَ، وعراقيّتكَ أوّلاً. وحتى المشاغبين من الجنود الذين يحاولون في بعض الأحيان استفزازهم، لا يجدون من أبناء سهل نينوى سوى الابتسامة، حتى قال أحد الجنود من أبناء العمارة: إنّ ابتسامة يوحنّا دوائي".

دلالُ سعديّة!
سمعَ الكونُ تلويحة أنامله الصّغيرة عام ميلاده: 1957م. ومن حينها، أهداهُ قرصُ الشّمس ختمَ النّعومة الذي ما فارقه وإن فكّر في الميثولوجيا، وكتب في الطّبوغرافيا. تعدّدتْ منافيه عن أمّه العراق إلى حسناوات كثيرات، أهمّهنّ: دمشق العربيّة، وشوبنكن الألمانيّة. ولم يتركْ لروحه لغة التّواني في أجفان الاغتراب ولياليها، بل سعى إلى تحقيق كينونته الأدبيّة بتفانٍ، فحاز على جوائز كثيرة، أهمّها تكريم وطنه له بـ: جائزة الدّولة في الرّواية:2003م، والعنقاء للقصّة: 2005م، وكذلك دبي في الرّواية: 2007م. صدرتْ له مؤلّفات متعدّدة الرّوافد الفكريّة والأجناس الأدبيّة ما بين: قصّة، ورواية، وشِعر، وبحث ميدانيّ، وغيرها؛ عُدّ من خلالها مفكِّرًا موسوعيًّا وباحثًا ميثولوجيًّا بجدارة، مثل: حدائق الغرام السّومريّة (مجموعة قصصيّة)، الميثولوجيا: من نرام سين إلى بول برايمر، حمّام نساء في أور (رواية) والتي قال عنها القاص العراقيّ الكبير عبد السّتّار ناصر: قرأتُ هذه الرّواية واقتنعتُ أنّ هذا العصر هو عصر الرّواية. أنف الوردة أنف كيلوباترا (رواية)، جمهوريّة السّيدة زينب (مقالات)، النّساء وعاطفة النّبي يوسف (شِعر) والتي يصف عوالمها الأديبُ بقوله: "وفيه قصائد مصنوعة من هاجس واحد، نبضُ قلبي وهو جالسٌ على الورقة، ويتأمّل هذا العالم في رواحه ومجيئه". طيور الفاو الجميلة (مجموعة قصصيّة)، طنجة- أور: ناقة ابن بطّوطة وعكّاز الخبز الحافي، طبوغرافيا المكان من أربيل إلى حاج عمران (مقالات ونصوص)، حين تطلق الحمائم بياضها: رؤية وسياحة في المندائيّة النّقيّة، المندائيّة من آدم عليه السّلام إلى قراءة السيّد الخامينئي، وبيّنَ محتواه بقوله: "هذا كتاب عن واحدة من أقدم ديانات الأرض، كلّ ما فيها من رؤًى تهدف إلى إدامة النّقاء بين الخالق وقلوب البشر، وقد جاء ذكرهم في القرآن مع النّصارى واليهود من أصحاب الجزية". ومؤلّفات أخرى!
وحين أذكرُ سبْقًا في التّسامح، في العطاء، في السّخاء، في سماء الدّهشة التي يجذبُ قلوبَ معجبيه إلى سرياليّتها، يأتي اسمهُ مقابلاً لأسلوب الطّيبة على طريقته، طريقة الأديب: نعيم عبد مهلهل. لا هَلْهَلة فيها، لا رثّة، لا تمزيق. لا زورَ فيها. ولا أكتبُ بمداد المحبّة بقدر ما أريدُها إجلالاً، وتقديرًا لشخصٍ أديبٍ هو في كتاباتي مُشكِلةٌ مُشكَّلة بكلّ زخارف الحُسن! واعتدتُ قولَ الحُسنِ في أعمالي الشّعريّة وأقوالي غالبًا؛ لأنّها المثاليّة لديّ. والحقّ، أنّ الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل يحتويها ويتفوّقها. ولا أعلمُ أيّ كلمة تعبُرُ داخلهُ، وترسمَهُ بإنصاف! أمّا المشكلة، فهي: في التّراكمات الثّقافيّة والمتواليّات اللّغويّة في حصيلة تجاربه الإنسانيّة كأديبٍ يجعل مَن يقرأ قصّته مع "سعديّة القلب" كما يحلو له أن يسمّيها، أن يعيش دهشة الحوار الحاصل بينهما بقمح الحياة الموسيقيّة التي تتقنُ درس المشاعر رغم اختلاف الألسن:
" سُعِدتُ بـ: (سعديّة) القلب...
أضفتْ إلى ضحكتها شيئًا من بهارات طبخ أمي .
أكلنا الخبز سويّة عند حافة المحيط الهادئ .
هي كلّمت الشّمسَ بلغة أهل سمرقند.
وأنا انتظرت ليلها السّاحر لأكلّمَ النّجوم بلغة أهل كوكب أورانوس.
في الصّباح وجدتها تقول لي بلهجة أهل مدغشقر: (وَيْنَك) ..
أجبتُها بلهجة أهل الأهوار :
Ich bin hier, die wunderbaren*"
ثم ّيذيّل طرْفَ قرّائه آخرَ الصّفحة بدلالِ الجفن قائلاً: "العبارة تعني في اللغة الألمانيّة: أنا هنا أيّتها الرّائعة".
لكلّ أديب نساء، ونساءُ الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل حُورٌ مقصوراتٌ في الخيام!
ولهذا، فكّرْ –أيّها القارئ/ة-، إن كنتَِ تنوي/ن صداقته، ومشاركته تجربته الإنسانيّة، في ابتسامته، في دمعته، في وردته، في رمشِ محبوبته، في أجفان وسادتِه. فلربّما نزيف قضيّة كبرى يجرحه ويشغله، وهتونُ الكلمة في قلبه لم يفصحْ عنها إلا برقيق ما يملكهُ من روح، فكان مُزنًا كأنّه قانون.

*سلالم موسيقى:
هِيَ الأرْضُ تُشْبِهُنا
إنْ عَرفْنا مدارَ المواسمِ فينا؛ إلى أين تَمْضي الفُصولُ بِأَعْماقِنا
ولماذا المَدينةُ حائِرَةٌ في تَفَاصيلِها؟!
ياسر حجازي، كتاب النّهاوند.

السّلامُ في أوقاتكم- غفران قسّام
حُورُ الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل، ونهرُ "فبراير- شباط" الجوريّ 2010م:

أ- مونولوج الوردة!

1
ليتَ بيتي الذي يضمّني معكَ شفتين فقط.
وقتَها لسانُكَ، فقط، نافذتي إلى البحر.
وكلّ كلمة تقولها أصنعُ منها نورسًا..!
2
نديمي أنت في القُبَل..
نديمي أنت في الكأس...
ثُمالتنا المطر وقُبلتنا الأمل..
وفي المرايا فضاءُ الله يجمعنا في حضن واحد.........!
3
دَعِ الشّجرة تُثمر فيكَ..
ولنتقاسمْ تفّاحتَها بقسمةٍ تجعل الوسادة تقول: لحوّاءَ القُبلة..
ولكَ كلّ ما بعدها!
4
نعمتي معكَ أني أحبّكَ..
نعمتُكَ معي أنكَ تعطي بتكرار العافيةِ لشغفي إليكَ.
وفي النّهاية: جسدٌ واحدٌ وهمستيْن!


ب- حُورٌ مقصوراتٌ في الخيام!
1
أحبّ النّاس لي أمّي.
ومَن بالرّوح يفديني..؟
وكم من ليلة قامت إلى مهدي تغطّيني..
هي أنشودة مدرسة نقولها قبل النّشيد الوطنيّ:
وحين حذفها الجنرال من المناهج، خبّأها أخي الكبير وسط كتاب شعر لجاك بريفير......!
2
دائمًا هناك وطن...
ودائمًا هناك امرأة...
ولكن ليس في الدّيمومة أن يكون هناك جوادًا نركبه، ويُحلّق إلى الأماني البعيدة.
فكلّ ما نتخيّله ونتمنّاه، هو: حبيسُ الحلُم.
عدا الوطن والمرأة فهما حبيسيْن نبضة القلب ورعشة الأصابع!
3
مرّة كتبَ أعرابيّ هذه الرّقعة، وأودعها في مكتبة متحف اللوفر والتي تقول:
قبل برج آيفل كانت الخيمة، وقبل الخيمة كان الرّمل، وقبل الرّمل كان الضّوء،
وقبل الضّوء كان رمش المرأة.. وحتمًا قبل رمش المرأة كانت شجرة التّفاح....!



4
أحاولُ أن أقرّب أنوثتكِ إليَّ؛ لشعوري بعد أن فكّرتُ مليًّا أنّك تستحقّين قارّة من الحنان، والشّوق، وصناعة ظلّ عينيك؛ ليصير قبلات على فمكِ، وشفتيكِ، ومراياكِ النّازحة من ينابيع روحكِ، ودهشتها. ولهذا أشعر أنّكِ قريبة، وعليّ أنّ أعشقكِ، وأنتظر ظلّكِ في محطّات المدن، والقصائد، وشفتيكِ..!
5
أضعُ الوسادةَ تحت رأسكِ.
فقط لأعيد اكتشاف حنان أمّي!

6
أكثر النّصائح التي تُتلى، تلك التي تهمّ العشق،
وأقلّ النّصائح تقال عندما يحتّم القتال في ساحة الحرب..
وبين العشق والحرب، نصيحةٌ واحدة تتفوّق على الهاجسين،
تلك العبارة التي تبدؤها الأمّ بـ: اعلم يا ولدي... أنّ مهالك الصّديق السّيء أوحشُ من ظلمة الطّريق، وقلب المرأة المُخادعة أمضى من خنجرٍ صدئ، وقبل أن تتعلّم الغواية بشيءٍ، تعلّم أن لا تخضع لغواية ظلّ لا تصنعه الشّمس..!
7
لم يكن الحبّ سوى حبّ.
وأظنّ أنه لا يُحتاج ليكون له عيدًا ما دمنا لا نستغني عنه طوال حياتنا.
وربّما هو الهاجس الوحيد الذي لا تصنعه مناسبة بل تصنعه نظرة رمش وخفقة قلب.
ولولا أمّي، ودهشة الحبّ بين ضرعيْها لم أشترِ اليوم وردًا أحمرَ؛ ليذكرّني بالتي هي الآن في نعاس الموسيقى، وجروحي تسيل قرب وسادتها...!

8
مَن يؤرّخ..
لدمعتي هاجسُها عندما تهطل مثل قطرة مطر من حزن غيمة...
نظرتُكِ هي تؤرّخ تلك التّواريخ...
كما تؤرّخ المرايا نظرة الحب في عين صاحبها..
وفي النّهاية كلّ الفلاسفة يقولون.
الدّمعةُ هي الكلمةُ التي لا معنى يفسّرنا غيرُها.....!
9
يعتني قلبُ الأمّ برسائلنا، ويمرّر شعاع الحبّ بين السّطور كما جناح النّورس بين السّحب...!
10
أكثرُ بريقًا..
ضوءُ المرأة..
التي تعلم أنّ المرايا لن تهزمها أبدًا..!
11
لكي تصنعك أمّ..
قبّل قدميْها أوّلا،
ثمّ اختر ما شئتَ حتى وإن كانت حبشيّة ترضع مع النّمور...............!
12
دع. ما يدع.
والبس ما تخيطه الوردة ذوقًا للفراشات بعرسها..
وانزع عندما الغيمة بشهوة تفاحة تهمس فيكَ.
بدنكَ معطرًا بأنوثتي.
لا تتأخّر واطعن فؤادكَ بقبلتها.......!
في انتشاء ما حدث قالت:
حسبتك من أهل عطارد.
عندما طرقتَ الباب.
وعندما فتحتُه.
فاجأني وجهكَ.
فقد كنّا مُولدين معًا....!
13
وردةٌ في فم صامت أجمل موناليزا للكلام...!
14
أنعمُ لمسة للمرأة..
رجفةُ أصابعها وهي تتذكّر حروف أوّل رسالة حبّ كتبتها!
15
من علل التّفكير بالشّيء الجميل..
أنّ الهوي في دُعابة الشّوق يصير غيمة.
كلّما تمطرُ.
المطرُ بدون حياء يخلع قمصانه ويرمي سعادته على أفواه الفراشات...!
16
في تشابهٍ كبير بين قلب المرأة وقلب الوردة.
ليس العطرُ مشتركَهما.
بل هذه النّعومة التي تخلُفهما كلامًا شعرًا؛ أنّ ظلّ الرّجل يأتي متخفّيًا مثل لصّ البنوك. لا ليسرقَ الخزنة. بل الشّفتين!
17
أحتاج لوسادتكِ؛ فقط لأدّفئ معكِ حياتي كلّها...........!
18
أصفى امرأة..
تلك التي تكون أمطارها..
زوارقًا لا تغرق إلا في بحر قُبلتها، ودمعتها المدلّلة..!
19
لن أهاجرَ إليكِ بطائرة أو قطار أو سفينة.
حتى بمركبة فضاء لن أذهب..
سأصعدُ رمشَ عينيّ وإلى مدينتك أحطّ الرّحال.
لأجدَ بين شفتيكِ سقراط يقول: خُلقت الأنثى لتُكملَ بهجة الرّوح وليصير السّير إليها كمَن يشربُ دمع شهوته، فيصيرَ قدّيسًا في بازارٍ لا يؤمّه سوى الفقراء والأنبياء وشعراء لم تبُاع كتبهم بعد.
لكن قلوبهم اشترتْها أجمل النّساء!


20
عندما تكون صانعة المودّة واحدةٌ تعرف أنّ ظلّ شفتيْها لَقادرٌ على صناعة غرام البهجة، يكون مقدار السّعادة طنٌ من قبلات الورد تحت أجفانكِ...!
21
العذابُ الإنسانيّ يكمن في صورة واحدة...
وردةٌ تموت والنّاس لا تذبل من أجلها!
22
ظلّ الفراشة ليس جُنحها.
إنّما دمعتُها وهي تُقبّلُ دمعة أنثى حزينة!
23
كلّما سلوى لعينيكَ تسكنكَ.
الذّكريات تصير شوقًا.
والفراشة ترتدي أجفانها وتسافر؛ لتهدمَ سور الصّين طابوقة طابوقة.
فقط، لتثبتَ أنّ السّفر البعيد من أجل واحدة جميلة، هو متعة حتى لو كان تهديم سور الصّين...
24
غربٌ. شرقٌ. جنوبٌ.شمالٌ.
إنّها جهاتُ الأرض.
جهةُ الله واحدة فقط؛ دمعةُ الفقير في حاجته لرغيفٍ وسقف .


25
المتعة في تفسير ما بين الشّفتين، هو: الضّوء الأحمر.
أنه إغراء الدّعوة لنتقدّم خطوة.
وقتها.
خطّ الاستواء يَقسِم الكرة الأرضيّة إلى: همسة في الشّمال وقبلة في الجنوب....!
26
في يوم الأحد.
وأجراس الكنيسة تُقرع.
مؤذّنُ جامعٍ يدعو لذكر الله.
فيما بوذيّ مضيء بتأمّل أمام الشّمس يرسم عينيْكِ مع الورد الأحمر.
كلّهم مشدودين للحظة قلبك الفاتن عندما يدقّ لأناشيد عصافير أيّامنا الصّبية..
أيّامنا الحلم.
عندما أنت لم تكوني سوى.
خفقة خوف لذيذ، ورسالة حبّ مرتعشة...!
27
المُثير في ثنائيّة الوسادة..
أنّ الرّيش الذي فيها يُحسن الطّيران بدون أجنحة.
ولهذا حين أتنفّسكِ في اللّحظة الثّملة، أشعرُ بجسدي عِشاءً لحمامةٍ آتية من الجنّة!
28
قريبًا من عينيكِ أكون..
كي لا تقصرُ المسافة بين الدّمعة وقُبلتي!
29
النّجمُ الذي يعطش في الليل.
يسقيهِ نعاسُ النّساء.
والشّمسُ التي تعطش في النّهار يسقيها عرق جبين الكادحين.
والدّمية عندما تعطش.
لن يسقيها سوى أحمر شفاه من قُبلة طفل لها.
أمّي عندما تعطش لن تسقيها سوى صورتي المعلّقة على الجدار...!
30
حجَرُ الزّاوية في حياتنا..
الوعي الأوّل.
عندما هزّتنْا صورةٌ ما في بدء حياتنا.
وسنبقى دائمًا عندما نريد أن نقرّر شيئًا جديدًا.
نستعيدُ صورة تلك الزّاوية ونطلب نصحها .
31
أتخيّلُ فيها ما يمكن أن يحلّ بنا لو أنّ الأرض لم تحوِ الفلاسفة، والقدّيسين، والأنبياء. سنكون يبابًا، يشتبكُ فينا هَوَس المنجنيق، وفوهاتُ المدافع.
فيما لا يدخل الشِّعر موائد الصّفاء،
ولحظة السّكر،
أو انطلاق ما في الذّات من الشّجن، اللوعة إلى رمشٍ يتغازل مكرًا مع حزمة ضوءٍ تحت شفتيْ امرأة جميلة..........!
32
البارحةَ قرأتُ بمتعةِ راهبٍ يوميّاتٍ عن الممثّلة الألمانيّة: رومي شنايدر، والتي ماتتْ منتحرة بكآبتها...
وأنا من المندهشين بسِحْر هذه الأنثى وأفلامها.
وطالما ذكرتُها في قصصي كأنثى كانت تمثّل في سِحرها ولذّتها شيئًا من الرّغبة الطّفوليّة أيّام المراهقة والعسكريّة.
أنا الفقير في كلّ حياتي، أجد فيها عروسةَ ليالي الصّيف فوق غرفةِ بيتنا الطّينيّ .. الآن، أستعيدُ قراءةَ يوميّاتها، وأستعيدُ معها أحلامي الأسطوريّة: جمالُ المرأةِ هواؤنا النّقي الذي نشمّه أبدًا.
33
في يوم الحبّ.
لن أهديكِ نمرًا، أو قطّة، أو دبّ.
فقط، سأهديكِ رغيف خبز وخفقة قلب..!
34
ما مَلكَ المَلك سوى الليلة الأخيرة..!
يُراجع فيها تواقيعَه وأختامه!
35
لا أعرفُ لماذا في أغنية كوكب الشّرق الموسومة أوّلها: "في الغرام والحبّ شبكوني".
أشبكُ أجفانكِ في قلب منديلي.
وبصبغته المغرية الحمراء أصنعُ جُرحًا لكلّ واحدة نست أنّ لها حبيبًا، ولبست تنّورتها؛ لتغريَ شمسًا أخرى!
36
في العيون الأشياء تبدو ملوّنة وثابتة.
في القلوب الأشياء لها لونٌ واحدٌ وبُعدٌ متغيّرٌ..
في الرّوح الأشياء تبدو طائرة دائمًا...
عندما نجمع هذه الأمكنة من العين والقلب والرّوح، نحصل على امرأة شعرتْ بالغرام للتوّ...
37
هي بهجتُكِ.
مَن يُطعمها غيري ويُريقُ عليها الماء إن عطشِتْ، وإن سكنتْ دمعتُها شفة الحزن بكبرياء قيصر...
عندها قميصي أمزّقهُ، وألبسهُ الرّيح، ولأجلكِ أصير نورسًا، ومركبة فضاء، وسندباد صبغ جفنيْه بخجل أسطورتك. وإليك أتقدّم وأمدّ كفًّا من الجوع والعشق والمرايا وأهمس:
انظري فيها أيّتها الفلّ، كم يريد هذا المتصوّف أن يصنع من عينيك أهرامات جديدة؟
الشّرقياّت وأنتِ منهنّ. هنّ أهراماتُ أحلامنا وجنّاؤنا المعلّقة.
38
الشّهد الذي يقطرُ من فمكِ، جعلَ جياعَ أفريقيا تطالبُ السّكن في لكسمبورغ.
لقد أصبحتِ جغرافيّةَ الفقر وفيزياء القلوب المرتعشة..
وربّما تغيّرين بكيميائكِ السّاحرة لونَ وجوه العشّاق الزّنوج......
أتخيّلكِ خارطة للحبّ والحنان فقط...!


39
الرّوح لا تشتغلُ في رَعْشَتِها، ولذّتِها، وشوقِها إلا للأشياء المُدهشة، وأعتقدُ أنّكِ شيء مُدهش.
لهذا لم أضع حدودًا في شوقي لإمساك رؤاكِ، ودهشتكِ، ومطركِ، وضوءكِ ورقّتكِ!
40
نزل الوحيُ في سرير المطر...
أطربتْهُ غفوتكِ.. وسكنه نعاس الطّريق،
ولكنّه تمالك يقظته.
و دوّن تحت أجفانك هذا القول المأثور: قبل أن تلبس الغيمةُ قميصًا، وتضع كحل البرتقال على أجفانها، وقبل أن تقبّل السّنبلةُ غرامَ الفلاحات، قبل أن يبتكر بيكاسو صلعته الخضراء، ويغوي بها كل غجريّات إسبانيا...
كنتِ أنتِ علامة فارقة مثل شامة على خدّ واحدة أرادتْ إغواء نبيّ من أهل الشّام..
فأهداها كتابًا من بريق قلبه. فكنتِ أجمل جملة في دعاء الفقير لخبزته........!
41
قد يعتقدُ البعض أنّ عبادةَ الحبيب إشراكٌ وكفر.
لكنّ الأمر غير هذا. ففي لوعة الشّوق لواحدةٍ ما يجعلنا نسمو، ونردّد، ونهمس حتي مع خيال القمر:
تعالِي أيّتها الملكة، إنّ سفينة نوح وصلتْ، ومازلتِ بدلالكِ الإغريقيّ تتأمّلين جسدكِ أمام المرآة!..

42
أضعكِ في القلب دورة أسطوانة لأغنية حلوة تمنحني حنان الحنان، وعطركِ يقلّبني على فراش مودّتك عصفورًا لا يطير إلا في فضاء جسدكِ!
43
كلّما القدريّة تصبغ أجفانك بلحظة موعدٍ لغرامِ يدًا بيد، وشفتين بشفتين.
أنقادُ كما عصا الأعمى إلى أرصفتكِ البلّور..
أتمدّد عليها.
وأترك للمارّة تغطّيني بأجفانك الدّافئة...!
44
رعشةُ البردِ تختلفُ عن رعشةِ الوسادة. ورعشةُ العناقِ تختلفُ عن رعشة الوداع.
رعشةُ الموت عكس رعشة الولادة. فقط، رعشةُ المجنون لا تختلف مع أيّ أخرى.
إنها تتطابق مع كلّ الرّعشات عندما نشعر أن جنوننا هذا، يمنحنا المتعة في الطّيران وسط فضاء عينيك وثيابنا ممزّقة!
45
من أنتِ حتى أكون أنا. ومن أنا حتى أكون أنتِ...
لقد أتلفنا الرّوزنامات عند حافة الخجل..
وما كان بيننا قبضةُ ريحٍ وغمامةُ عابرة..
أنت أردتِني. وأنا استجبتُ.
وفي محنة الشّفتين..
أصابني خرس عينيكِ.. وهربتُ بعد ذلك......!

46
لا أحبّ المرأة الثريّة.
أحبّ الفقيرة التي تعطي..
وثمنُها رغيفُ خبز ونهاية عمر مشتركة!
47
شاحبُ الوجه لا يشبه شاحبَ الرّوح.
فشحوب الوجه قد ينتهي بخبر سعيد أو رشفة ماء.
لكن من يمسح شحوب الرّوح إذا أحسّ بوهنٍ من جفاء واحدة....؟
48
لكِ وحشةٌ عندما تحضر.. ولكِ وشمٌ عندما يغيب...
لكِ وردةٌ في بهاء الخاصرة تنبتُ كما طعنة الشّوق لواحدةٍ دمعتُها حبّة كرز...
واحدةٌ صنعها الله من غرور المجانين.. كلّما تمزّقت ثيابُهم بشهوة الضّوء..
منحوا المدن غرامَها المستحيل......!


48
جدلاً نكون... جدلاً نصعدُ الغيمة، وتمطرُ فينا تساؤلاتها.
جدلاً نكتب لنكتِشف ما تخبّئه الحروف في ثيابنا.
جدلاً نولدُ، ونكبرُ، ونموت في لحظة نريد فيها فردوسًا بحجم حناننا الذي نغدقهُ على شفاه الورد...

جدلاً نؤمن بالله، وبالكتب، وبالرّغيف، وبالثورة، وبالغرام، وبالسّرياليّة، وبموسيقى باخ وبتهوفن،
جدلاً.. مسكتُ تفاحتكِ واشتهيتها وقضمتها. فهبطتُ من سقف بيت الطّين.. إلى قاع نهديْكِ..
فكان البركان وكان السّكرُ وكانت الصّلاة..!
49
أقوى امرأة..
تلك التي تنسيكَ في حربها معك: أنّه ليس بالسّيف وحده يُقتل الإنسان!
50
متلهّف لدمعتكِ. ليس لأغسلَ فيها حُزني.
بل لأصنعَ سعادتكِ وأنتِ تتوسّدينني.
أيّها القمر. داعبْ جفنها بموسيقاكَ الهامسة.
فما يأتي من الضّوء كفيلٌ بجعل المشهد واضحًا عندما أنا وأنتِ نسبَحُ في نهرٍ من خواطر الملائكة!
51
بعيدةٌ أنتِ.. قريبةٌ أنتِ..
والأهمّ من هذا.. دائمًا شفتيْك بين شفتيّ..........!

52
من ريش.. من قطن..
من حجر.. أيًا تكون الوسادة..
الأحلى منها جفن حائر وتجيء إليه بليل جميل!
53
ادّخرتُ لكِ كيسًا من الحنان.
وأنتِ ادّخرت لي رمشًا من التّساؤل.
قالت: حنانُكَ هذا كم ثمنه عند النّجار؟
أقول: ربّما خزانة ملابس وسرير نوم..
ومرايا تضعي عليها الماكياج؛ لتصنعي لنا إغراءً يطير بنا من عكّا إلى مكّة.....!
54
المرأة الفاتنة.
في العيون شاهدة لفتنة نظرتك البرتقالية..
غدًا يتدلّى الثّلج من شفاه الأرز..
فيطعمه جمالكِ بلقطة سينمائيّة...
لحظتَها...
قمرٌ في نعاس البحر سيخلع ثوب النّوم..
ويتمنّى حوتٌ أن يلتهمه!...

55
اجعلني...
ريحكَ لأطير معك إلى فضاء لا نهاية له إلا عند لمعان جسدك...
أيّتها المرأة.
سرّحي ضفائركِ بقُبلتي.
فما تمنحهُ نار الشّفتين، إنّما آتٍ من فرنِ القلب.
وفرنُ القلبِ لن يُشعلَ رعشتَه إلا رسالةَ حبٍّ سطورُها ممتلئةً بزغاريد العصافير!
56
إذا. أتيتُ. سأشرع بابًا للمفاجأة، وأريقُه في فنجان قهوتي...
أتذوّق فيه رحيق اللحظة موسيقى الرّمش، وغابةً من مدن عينيكِ تفتح للبحر رؤًى جديدة عن هاجس أن تكون المرأة هاجس أمميّ يذكّرنا برغبة التّصالح بين البوارج وقراصنة البحر.
بين الدّيك ودجاجته المدلّلة.
بين المتطرّف والمسالم.
بين الأغنية والمذياع القديم...
بين كلّ شيء..
لقد أضفتُ عينيكِ في ألبومي طابعًا وبريدًا وساعيًا يفتّشُ عن عناوينكِ بين الكواكب .......!
57
المرأة النّاضجة..
مَن تُشبعَ ذَكَرها بنظرتها قبل قُبلتها..!

58
إذا انتهى مكانُ الشّعر ليكون صدر امرأة.
فأين تنتهي أمكنة الشِّعر عند أولئك الذي نفترضهم من خلال نتاج ما يحلمون به، ويمطروه علينا حبرًا من دموع القصيدة وموسيقاها..........!
59
عندما تمتلكِ الوعي، والإرادة، والقلم الذي يعرف أن يخطّ شهوة الغرام بلمعان الذّهب.
تستطيع أن تكون ملكًا على الصّين، والعين، ودمعتها الحائرة!
60
أكثر النّساء غرابةً مَن تجعل عطشكَ نهرًا..
تزقزق على ضفافه عصافير الغرام فقط....!
61
غدًا عيد الورد الأحمر..
عيد الحب.
عيدُ شفتيْكِ. وعيدُ أمّي.
وعيدُ دُمى القماش لطفولتي البعيدة.
أجمعُها كلّها في بطاقة بريدٍ، وأغرقُها بشوقي، وقصائدي، وأحلامي.
ومتى تختنق من مودّتي الزّائدة.
سأمنحها أنفاسًا جديدة من فمي وهو يغدقُ عليكِ البراءةَ والقبلةَ والوردَ ونعاسًا بحجم شهوتنا مع.
كلّ حُبّ وأنتِ حبّ. كلّ رمش وأنت نظرة تسكنُ ذاكرة القلب، وتصنع لنا أيّامنا، نرتدي فيها عناقنا قميصًا، ونسافر وحدنا إلى كوكب الزّهرة..!




62
المرأةُ القدّيسة..
تلك التي تكون صلاتُها دمعةَ مَن تهواه..!
63
لا تعتب على ذاكرة لا تريد الوفاء بلحظتها المدهشة. فالعسل لا يفقد حلاوته إلا مع بلادة النّحل وذبول الوردة. وكذا تلك الذّاكرة. فقط أذكرها هنا وهذه المرّة.
وبعد ذلك أرميها في سلّة النّسيان إلى الأبد!
64
لن أدع الغرام يقتلني..
عندما شفتاكِ تصنع من القبلة جرحًا.....!
65
النّساء اللائي يعرفن الطريق إلى طرف اللسان.
لقادراتٌ من عاطفة القُبلة أن يخلِقْنَ كتابَ فلسفة!
66
المرأة المُدهشة..
هي التي لا تمسك خدّيها عندما تحتار..!

67
أنا أرى فيكِ المرأة الملاك، والفطير البلدي.
والعسل الأسود، والمطر العذب، والماسة التي حين أضعها على أجفاني تتحوّل إلى شهوة من نار لا تَصنع سوى الوسائد، ومركبات الفضاء......!
68
ليس هناك فنتازيا Fantasia في التصاق شفتين.
الفنتازيا عندما تصبغ الشّفة الأنثى بأحمرها شفة الذَّكَر.
فيجري الدّم ينابيع عطر نفقد فيه الزّمن والحساب والحزن القديم.......!
69
الوردُ الأحمر...
يطغى في لونه على ذكريات جرح وعنف حرب، أو منديل ليلة عرس، أو ضوء فوق شفتيْن تُقبّل شفتين ثانيةً للهفة تقابُلهما.
هذا اللون القرمزيّ بروحه، ودمويّ بشكله، والمغري بحسّه.
أحمله إليكِ في باقات ورد، وفناجين قهوة، ومقطوعات موسيقية.
فقط لتشعري أنك قبل البلابل من تصنعين الشّعور بالحبّ في هذا العالم العولميّ والصّاخب..!
70
بإبهام وسبابّة. أتلمّس خدّيْكِ فيُغرقني رمل خجلك.
أنتِ شاسعة كالصّحراء. غير أن لحظة الشّوق فيكِ.
ظلّ خيمةٍ بحجم قُبلة ونعاسٍ شهيّ!


71
أكثر النّساء حرارةً..
تلك التي تحوّل الجمرة إلى وردة...
وتنسيكَ أنّ الشّتاء والموقد توأمين....!
72
عندما نتبادل أنخاب المعرفة في ممارسة حلوة بين الهمس والكلام والنعاس، تولد الأرض ثانية على أجفاننا..........!
73
المرأة الصّريحة...
مَن تُجيبكَ بعينها فقط!
74
عيدُ الحبّ لن أهديهُ هذا العام إلى مَن أحبّها وتحبّني؛ لأنها تعرف أنّ غرامي لا يحتاج إلى فالنتين، ليشتعلَ مثل عود ثقاب كلّما اشتاق إليها، وتشتاق إليّ.
هذا العام أهديه مع غيمة من الأسئلة إلى: أطفال جبال صعدة.
ودارفور، والعراق، وغزّة، وكابول، ومقاديشو..
وأيضًا، أهديه إلى المدافع الطّويلة الأعناق على البارجات الأمريكيّة في بحار الشّرق الأوسط، والأدنى، وغرب دموعنا................!

75
رويدًا رويدًا شعاعُ النّجوم يطلُّ عليكِ..
له شغفٌ من مساء قديم..
له ذاكرة المقال وخبر عن سماءٍ سترتدي لحفل المساء أرقّ الكلام..
رويدًا لعينيك ألف طريق..
وكلّ طريق له علامة تقول: لكي تصل، اعشق ثلاثًا فقط: الله. النّبي. الخبز......!
76
أجملُ ما في المرأة شعورُها الدّائم بالحنين إلى وسادةِ مَن ذَهَب بعيدًا...
ولم يبقَ منهُ سوى دخّان سيجارته!
77
ألم يكن للشّوق وطن؟
ألم يكن له هيامًا لعينيكِ وأحلى لحن؟
ألم يكن له وردةٌ تحت أرقّ جَفن، وعطرٍ بأصفى بدن..؟
ألم يكن له نجمةٌ في سمائكِ، كلّما تضيءُ بليلٍ يزورُ الحيارى عبيرَ وَسَن؟
78
لا تجعليني ألوذ بصمتكِ وأنا أتمنّاكِ وسادةً من ألف لحظة لمشاعر ودٍّ، وشوقٍ، وافتراس..
أقصد أن تفترسَ الفراشة عطر الوردة لتنمو أجنحتها غيمة..
وشجرة وقميصَ نوم !

79
تعالي...
مشبعٌ لأجلكِ بألف عطش!
80
أشدّ امرأة..
تلك التي تحوّل صفعتكَ إلى هدوء يصنعُ منكَ خجلاً واعتذاراً ...
81
سألتْني صديقة، متى نفيقُ من أحلامنا؟
أجبتُ: عندما تتحدّث العصافير بلغة الشّمس.
وعندما الشّمس تتحدّث بلغة الفقراء.
وعندما الفقراء يقولون لم نعد نجوع بعد !
82
دعينا نصنع شوقًا للحظةٍ، نشعر فيها أننا نبدأ لنكون،
فليس أبقى من الشّعور أنّكَ مع التي تودّ. تتحوّلُ إلى هاجسين فقط.
عصفورًا وفيلسوفًا!
83
أنا قربك الآن، ولساني يفتّش في فمكِ عن همسة حبّ.....!


84
من هنا صعودًا..
علينا أن ندرك نحن الذين لا نسكن النّساء إلا في قلب الوردة..
أن أبديّة العطر في هذا الشّيء لا يأتي من ماء النّيل، أو دجلة أو المسيسبي.
دمعة آدم وحدها من نديم الوردة في هياج واحدة..
كلّما فاح جنون قلبها.
آدم شملته سعادة نسيان الجنة، وقال:
أبديّتي الأرض وهيَِِِِ وسنبلة البيْدر...!
85
الشّوق قبلةٌ في فمك...
تطبعها البلابلُ على خدّك.
فيما ضوءُ القمر يصبغها على شفتيكِ لوحةً تشكيليّة..........!
86
الليلةَ، تصيرُ قصائدٌ فتنامَ عندكِ، وتحتضنُ شوقَها إليكِ.
وربّما تقترب أكثر لتصيرَ شوقًا حارًّا في سجّادة بحر أزرق،
أتمدّد عليها معكِ لنحسب النّجوم والأبراج والقبلات....!

87
أيقنتُ أنّ الخلود الأبقى، هو: حضن المرأة الدّافئ...!
وأنّ أي مدينة أخرى لن تُصلح حاناتها، وحدائقها؛ لتكون مأوًى، أمينةً ولذيذةً كالتي عند ذلك الحضن. هناك لا تحتاج إلى ملكًا يحكمك.
بل هي تمنحك الملوكيّة لتحكمها..!
89
أعمق امرأة تلك التي تنسى أنّها كانت تملك أسرارًا كثيرة!
90
أشهى ما في جفن المرأة..
حركتُه إلى الزّاوية التي يجلس عليها الشّوق الذي تحنّ إليه!
91
أرشّك برذاذ القصائد...
أحوّلك بلمسة من أصابع الآلهة إلى عود أندلسيّ...
أعزف فيه أشواق غرناطة، وقرطبة، وموشّحات عينيك..
وعندما زرياب ينام..
قلبكِ يعزف لنا أجمل سمفونيات موزارت!
92
متعتي في ارتدائكِ؛ إنّ ثوبكِ روحي..
وبدون روحٍ يصبح العُريَّ مصيبتنا...!

93
المرأة المُتعِبةُ...
تلك التي لا تريد أن تؤمن بأنها مُتعبةٌ..
عندما تترك أحلامها معلّقة في الشّبابيك..
وتشاكس نجمة حبيبها بالسّكّين!
94
أتذكّرك حين تغنّي وردة...
وتسقط دموع فيروز..
وأقبّل عينيك عندما تبدأ صلاتي، وأتوشّم بهمس شفتيكِ على المذياع..
أنتِ والحلم صديقان..
وأنا وعاطفتكِ الرّائعة توأمان!
95
أضعكِ على سرير غيمة..
أنثرك ريحًا على جبال أطلس...
أشمّك بعمق سنادين الورد في شرفات بيوت أصيلة..
وأرسمكِ أجمل من ريشة دالي...
وثانية أضع قلبك في فنجان القهوة لأقرأ بختَ كل حائر......!
96
العطر الذي تسكبه الوردة بقناعة شفتيْن يتقاسمان اللقاءَ بحرارة عذبة..
هو قناعة الورد.
أن ما يصنعه العشق لكفيل بجعل الخريف معاطفَ خفيفةٍ لربيع من التّناغم والشّهد.
وأخيرًا.
في إنسانية الحبّ هناك مشهدان يؤثران في الرؤية كلها.
الشّفتان في رعشتهما.
وقلبٌ في نبضه..!
97
لمسةٌ واحدةُ وتكتمل المقطوعة..
والذي ينشدها دمعةُ أمي..............!
98
عزفَ الفجر ليلة وداع النّجوم..
رمشكِ تهيّأ لمنادمةِ غرامه.. فاستفقنا معًا نكرّر ما في الليل.....!
99
على رمشك الأنحف من خيط حرير وهو يتدلّى من دمعة أمّي..
أضع صورة الانتظار.
فأدرك أن الله صنع المرأة من اللحظة.
فيما صنع الرّجل من ألف عام...
أوّاه أيّها القمر..
ليس رمشكَ رمشها. ولكنّكما في صناعة الضّوء مشتركيْن..........!
100
من رقّتكِ...
صنعتُ مشاعري النّاعمة...
ومن قسوتكِ عرفتُ لمعان السّكّين..
ومن إغفاءتكِ.
عرفتُ أن النّوم أشهى فاكهة للرّجل الجائع!
101
أشعرُ أني رجلٌ..
لا تتّجه بوصلته إلا إلى الشّراع الرّائع،
وأستطيع أن أصنع لليلة ألف بحر، وألف شهرزاد، وألف نعاس لذيذ يتمطّى بين الشّفتين، وعلى حلمتيْ النّهد!
102
فصولي معك ليست أربع..
معها فصلٌ خامس.
نكون فيه سادة شوق، وعري، وفم يلثم فمَ مودّته في أجمل لحظة..
نطير بها فوق سقف بهجتكِ، وبهجتي؛ لنتوارثَ موسيقى الحبّ بشيء اسمه الوصل.
أنا آخذكِ إليَّ.
وأنتِ تأخذيني إليك..
فتحلّ بنا مصيبة الحلم في متاهة ما يكون..!

103
نكون عندما نحلم.
لكننا في الواقع دائمًا نجد أنفسنا فيما هي عليه.
أمّا ما كانت تتمنّاه فهذا رهن القدر، والحظ، ّوالجدّية.
والنيّة الصّادقة.
وأمي تقول: مَن لم يكن لديه نيّة طيّبة.
فليس له سوى رماد موقد خفت....!

ج-فقهُ القلوب:
1
الجنّة الحقيقيّة: أن تؤمن أنّه مهما يحدث، فهو مِن صُنع يديْك..!
2
مَن يحلُم بالوصول إلى شيء.
لا يعتمد على جيبه، وقدميه أبدًا...
خطواتُ قلبه طريقُ الوصول...........!
3
محصّنة عقولنا.
عندما الرّمش يعرف امتداد الطّريق جيّدًا...!


4
عجبٌ من ذلك الذي يبيعُ ابتسامتَه مع شكوك قلبه...!
5
على الأجفان إشارةُ ما سيكون.
كلّنا عرّافون وندري ما سيكون.
لكن بعضنا تنقصه شجاعة النّطق ليقول!
6
وُلدنا.
ونحن لا نعرفُ شكل الملعقة ذهبًا كانت أم نحاسًا .
آباؤنا هم صنّاعُها.
ولكن أغلبنا (الفقراء).
ملاعقُهم من ماسٍ أصيل، هي رجفةُ أصابع أمهاتِهم .
7
العابرون إلى الضّوء كُثر.
والقلّة هم العابرون إلى الله..!
8
الصّباحُ يؤرّخ يومنا الجديد.
والليالي تؤرّخ ذكرياتنا القديمة..!

9
تقديسُ الآخر يأتي من الشّعور أنه تفوّق على أحلامِنا من خلال ما يأخذ منّا لا من خلال ما يعطيه!
10
كأنّني أراك الآن.
وأبني تحت أجفانك عشًّا من قبلات عصفور يحبّكِ، وكما زقزقة صباح عراقيّ ينقر على شفتيْكِ، وعنقكِ، وصدركِ بنقراتِ غزَلكِ، وعسَلكِ، ودفأَكِ........!
11
نكون عندما نعتقد أننّا وُلدنا لنقفَ على الأرض.
لا لنعلّق على الجدران لوحةً لمُتعة النّاظرين فقط.
فمَن يكونُ هو الذي يتعدّى محنتَه بصبره، وعشقِه، ولغة عينيْه .
12
يقولُ شاعرٌ فرنسيّ اسمه بيير جان جوف Pierre Jean Jouve: الجوعُ قاسٍ كالنّساء العاريات.
حملتُ هذه العبارة وأسكنتها كتبي الشِّعريّة. فقط لأقول لكم.
كان الجوع نبيًّا، ولم يعتنقه سوى الفقراء.......!
13
علينا أن ندرك أنّ الأحلام التي تتمنّاها القلوب في النّهار، تُحقّقها أجفاننا في الليل..!

14
أيّها القدر.
ضعْ خطوتي عكس سيرِكَ.
ففي لذّة الخلاف متعة الألم والتّجربة والكشف.
وفي النّهاية، الكلّ يعيش بعمرٍ واحد وقدر مختلف!
15
لا تَعِدْ بشيءٍ إلا عندما تجدْ قلبَكَ منتظمًا في دقّاته..!
16
القلبُ. نبضٌ.
وذاكرة.
وعاطفةٌ.
وإن افتقد القلبُ واحدًا من هذه الحواسّ.
صار إسفنجة لغسل أواني الطّبخ!
17
ضعْ رمشكَ على الظّلّ حتى تكتشفْ أنّ الطّريق واضحة أمامك.
وحتّى لا تصير العيون تيهًا لمن يريد أن يجد نفسه في شفتيْ مَن يعشق..!
18
يحملُ البشر على أكتافهم الهموم، وليس على رؤوسهم؛ لشعورهم أنّ الرّؤوسَ خُلقت لتحملَ الذّاكرة فقط!

19
ليس الجنون أن يكون بيتك تكيّة في باب جامع.
الجنون أن لا تكون..!
20
الوجوهُ الجميلةُ: تلك التي لا تعرف أبدًا بأنّ المرايا ضفّتها الأخرى.
وكلّ وجهٍ جميل.
له رمشٌ حين يخطّ العبارة على النّاظر.
الحروفُ تلبس أجمل ثيابَها .
21
ترابُ الذّهب.
هو ما تصنعه الإرادة في الحُفر بأرض صَلْبة.
وما ينتج عنها.
الرّوح تصبح خبيرة.
والعين أكثر سِحرًا..
22
بمشاعرَ من فضّة.
تذكّرتُ طفولتي...
وكلّما أستُعيد منها لحظة قديمة..
المنجاةُ لها، تتحوّلُ نحيبًا عاليًا..!

23
ليس المال في قرابة مع الجمال.
فلربّما من السّعادة أن تفقدَه وتظلّ مع بياضِكَ فقط...!
24
لا يتساوى الخلّ مع خلّه إلا بدقّات قلبيْهما..!
25
نولدُ لنتغلّب على شيءٍ فينا نعتقدُه منافسًا شرسًا...
وفي النّهاية. نحاول أنّ ننساه لننشغل في قيلولة الظّهيرة، والصّحيفة، وواحدة نُجهد كلَّ حسَّنا؛ لنجعلَها صورة أبديّة على جدار القلب!
26
فالنتين Valentine...
من أين أتى هذا المتسكّع تحت نوافذ الصّبايا؛ ليوقعَ في حادثة تاريخيّة قصةَ حبّ خالدة...؟
حتمًا هو جاء من إحساس صادق.
إنّه عندما أحبّ، عَرف أنّ حبّه سيصير درسًا في تعلّم الشّفاه المشتاقة؛ لتَعدّ القبلات القديمة قبلة قبلة!
27
الحلمُ طريقنا إلى الأمل عندما يكون أمنية نريدها أن تكون......!
28
النّاس أجناس..
وما نحكمهُ في قدريّة هذا الجنس أنه وُلد ليغتفرَ عن خطأ اقترفه.
والعجيب مع كل مسامحةٍ هناك خطأ آخر..
وبالتّالي ظَلَّ النّاسُ كلَّ عهودِهم يعيشون على حُلم تقديس الرّمز؛ إيمانًا منهم ليكونوا مثله في يوم ما.
29
لا تَزِنِ العينُ الأشياءَ إلا عندما يتعطّل ميزانُ القلب...
وقتَها كلّ حساباتنا تكون مرهونة بمعنى النّظرة!
30
دائمًا هناك ظلٌ يتبعنا.
وعلينا أن نسير إلى الأمام وأن لا نلتفت إليه.
لأنه في أغلب الأحيان ليس مهمًّا....!
31
أنا مع إيماني بمَن أُوِدّه...حتى لو كان عصفورًا
أبدأُ معه من لحظة شعوري فيه..
الماضي أدفعه ورائي..
لأن مجرّد الانتباه إليه.
سأشكو من صداع كبير.
كنتُ دائمًا أرى الماضي..
الميّتَ الذي يسرق أنفاسنا ليعيش.
وعليه، ينبغي أن لا نسمح له بذلك بقدر ما نحتاج إليه ونستفيد منه!

32
لا أحبّ مَن ينتقصْ من قيمته.
لمجرّد أن يتحاشى مودّة الآخر له........!
33
يسكنُنا الشّعر.
بالرّغم من الازدحام الذي يسكن أجسادنا من أثاث، وقدورِ طبخ، وكتب، ووسائد، وأطفال يريدون رضعات الحليب، وأجهزة موسيقيّة.
إنه بين كلّ هذه الفوضى، يختار مكانًا هادئًا تحت أجفاننا..!
34
حافيةٌ. أفكارُنا.
عندما معانيها سائبة...
وعندما تشربُ دهشة المعنى..
سترتدي أشواقَنا مجاريبُنا...........
هذا ما كان يفكّر فيه أفلاطون وقد هيّأ حُلُمَه لكتابة الفصل الأوّل من جمهوريّته...
أحيانًا. من دهشتي ببلاغة صمتكِ..
أريقُ العسلَ علي نهديْكِ. وأنتِ تريقينه على أفواه جياع أطفال العالم.
35
لا تضع عينيكَ في سراب حتى لا تضيع أجفانك في الدّمعة!


36
جميلٌ أن تقول: تَهون...
غدًا يفتح البحر نافذة أمل أخري لطيران النّوارس..!
وجميل أن تقول: أكون...
حتى لا يعبر فوق خواطرك كعبٌ عالٍ، وبغيرته المعروفة يكسر زجاج نوافذ قصائدك..! فالنّورس طائر يدلفُ البحر، وعينيه على الأرض.
لأنّه يعرف أنّ مكتبي ينتظره، ويريد أن يطبعَ صورتَه على بطاقات البريد....!
37
لا أحتفي بهاجس وفيه شوكة واحدة!
38
لا توجد مقادير أبدًا.
توجد لحظة نصلُ إليها بطريقة ما!
39
دَعْ الحبَّ للدّمع، فأمطارُه تسقينا الأمل!
لا تثقْ بغيرك قبل أن تثقَ بنفسكَ...!
41
نبحثُ عن الحبّ ليس لحاجة إليه.
بل لشعورنا أنه حاسّة سابعة!

42
بذرةُ الحبّ لا تنفلق إلا عندما جنينُها يغضب من خيانة، أو إهمال، أو برود في وسادة ..
43
الشّجونُ لغةُ العيون.
فيما لغةُ المرايا موسيقى المِشط...!
44
ليس هناك جوع..
هناك حاجةٌ لنقتنع!
45
العيونُ صانعةُ الإثارة من خلال النّظرة.
لكن القلب يصنع إثارته من خلال الألم.
وذلك أكثر دهشة!
46
الشِّعرُ حاجة روحيّة.
والشِّعرُ حاجة الأصابعِ لتمرير المشط.
وما بين الشِّعرْ والشَّعرْ سوادُ الحِبرْ.
واحدٌ نصبغُ فيه.
والآخرَ نكتبُ فيه..!

47
لا ترتجفْ بأصابعكَ.
لا بشفتيكَ.
لا بجفنكَ.
ارتجف بلسانكَ.
فرعشةُ الكلام توضِح كلَّ شيء...
وقديمًا، كان المتصوّفة عندما يداهمهم شوقُ الضّوءِ لواحدٍ، يتلو الآياتِ برعشة الخجل. فتنفتحَ لهم أسارير كلِّ الأشياء!
48
متى نضع النّهر في أسئلة الموج...
يأخذنا التّيار إلى الأسئلة المتناقضة!
49
ليس هناك سرّ...
هناك جَفن يخبّئ هاجسًا لآخر لجأ إليك!
50
مدوّرةٌ حيرتنا...
ولن يفتحَ بابَها سوى دعاء إلى الله...!
51
تعبُ الدّنيا لا يكمن في نهاية المطاف.
بل في لحظة فقدان من أردتَه بين ضلوعكَ حتى وأنتَ على النّعش..!
52
كثيرون من يرسمون الابتسامة على وجوههم، وفي أرواحهم يشتعل البكاء..
أولئكَ مسكوا العقل، والحلم، والصّلابة أيضًا!
53
لا تعطِ ما في جيبك فقط.
حتى المتسوِّل يحتاج إلى ما في قلبك أيضًا!
54
مَن يرى بعينيه فقط.
الأشياء أبدًا لن تكون واضحة.
والعصا هي مَن تقوده إلى الدّرب دومًا.....!
55
لا تحفظْ سِرّكَ في عينيكَ.
احفظه في قلبك فقط!
56
العيونُ لا تقرأ جيدًا.
عندما القلبُ لم يُشعلْ شمعتَه بعد........!

57
الجفنُ.
يومضُ من خلال حركة شعراته.
يسكبُ النّظرة على ما يريد رؤيته...
والذي يراه حتمًا هو الذي يريد أن يرانا.
السّماء. الصّديق. الوردة. أشياءٌ نجمعها في اللحظة لنقول أنّنا نرى، ونعشق، ونسقي بدموعنا قلوب الآخرين!
58
الرّوحُ... الجميلةُ فضاءٌ من النّعاس، والضّحكة، والرّمش الهادئ.
الرّوح الجميلة عقلٌ ينظر إلى من أمامه على أنّه شكل للمحبّة حتى لو كان سيفًا صدءًا.
فالرّوح التي تُوسّع فضاء وجودها لقادرة أبدًا على تحويل نصل السّيف إلى فم وردة لا يجرحنا سوى بعطره!
59
أردتُكِ عندما افتقدتكِ..
وأردتِني عندما غابت فينا الأجوبة..
وظلّت الأسئلةُ رأسًا يُنطَح برأس!
60
الشّراكة في الحبّ: أنّ الوسادة لن تنقسمَ نصفين عندما نصل إلى لحظة ربط قلبيْن بعقليْن!

61
اللحظة الحاسمة.
هي لحظة النّعم وليس لحظة لا.
لأنّ النّعم تعني أعطيتَ ما كنزتَ.
فيما. لا تعني أنّك بخلت على ما كنزت؛
لشعوركَ أن الذي يجلس في مراياك لا يستحقّ النّعم أبدًا!
62
ليس هناك دهشة...
هناك هاجسٌ يُقنعنا أنّنا خاضعين لردّة فعلٍ ما!
63
الجفن البريء خيطٌ من الحرير.
فينا الجفنُ القاسي خيط من النّار...
جمرتُه العمى.
فيما خيطُ الحرير.
شالٌ لأمّهاتنا أو فستانَ زفاف..!
64
نزرعُ تواريخنا في حديقة الأوراق والذّاكرة. ونمدّ إليها أنوفًا من الشّم لنتحسّس ما كان، وهل ينفعُ لما يكون...؟

غير أنّ قناعتي في هاجس الذّكريات. أنه المشهد الذي يطلّ، فقط، ليذكّرنا أننا نكبر.
وذات يوم سنجد الذّكريات عبثًا في سعال الزّمن، وانتظار معاطف البرد؛ لتلفّنا في صمتها، ونعوشها، والمواقد!

64
الأحلام تتوارد مع خواطر النّهار..
لكنّنا نمسكها ليلاً ونضيّعها نهارًا..
ولهذا فهي في تعريفها الدّقيق: دخانُ عود البخور..!

جمَعَ أعمال الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل في الفيس بوك لشهر فبراير/ شباط، وقدّمها: غفران قسّام. مدينة جدة



#غفران_قسّام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيم مهلهل (غابةُ حُسْنٍ وإنْ غابتْ عنكم..)!


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران قسّام - نعيم عبد مُهلهل (مُزْنٌ كأنّه قانون)!