أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي















المزيد.....

حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 02:30
المحور: الادب والفن
    




لم يشأ الأسير حسام خضر أن يقدّم لقرائه نصّا إبداعيا بقدر ما انشغل بتقديم رسالة تثقيف وتنوير وتصليب سياسية كفاحية، بهدف العودة إلى الزمن الجميل الذي رهّلته ثقافة أوسلو الفلسطينية كما يسمّيها، وإفرازاتها السلبية وأخواتها التبهيتية.



جاءت رسالة الأسير الأديب حسام خضر محمولة بلغة أدبية قوية ذات وقع خاص، يلمس القارىء فيها حرارة الصدق والمعاناة والغيرة والانتقاد، وعمق التجربة وأصالة التوجيه، إنها لغة فيها تكثيف وتصوير وإيحاءات، وفيها تركيز وإيجاز عامر بالدلالات، وكأنه يكتب قصيدة، وهي قصيدة طويلة بمعنى الشعور والكشف والتعبير والآفاق والتغني بالجمال، جمال الصمود وجمال الوطن، وجمال الشعور بالكرامة، والتحلّي بالوعي وحب التضحية والاقتناع بالعمل والانتماء ...



إنها قصيدة بالمعنى المجازي، جاءت بلغة أدبية صادقة قريبة من النفس ملامسة لها، لغة حيّة تؤشّر على ثقافة كاتبها الأدبية والاجتماعية والنفسية والسياسية الذي مزج الأدب بالسياسة بالوعي، في معادلة مؤثرة، وفّرت عنصري التأثير والإقناع للقارىء، وفتحت أمامه آفاق البحث والتساؤل، ومن شأنها أن تدفعه للتفكير.



كانت اللغة إطارا لمضمون متفجّر حارّ، وصار المضمون لغة في إطار باحث عن أصالة حركة الكفاح ونقائها وديمومتها.



لقد وفّر التأثير لرسالة الكاتب الأسير صدقه في التحليل والتوجيه والتشخيص والمقارنة، والموضوعية البعيدة عن التغنّي بالذات، ورفع الشعارات، بل إن الكاتب قد صاغ رسالته بأسلوب أدبي – علمي، إذ جمع بين خصائص الأسلوبين، ووفّق بينهما لطبيعة المضمون الذي يتطلّب هذا الجمع. فهو إذ يقارن واقع الحركة الأسيرة ما قبل أوسلو وما بعدها، ينتقد الإهمال في المتابعة والبناء المتراكم من خبرات الأسرى وتجاربهم. وحين يكتب عن الصمود والعزة يستعمل اللغة الأدبية التي تعينه على التوصيل والتشخيص. وحين يشخّص يستشهد بالإحصاءات وأساليب البحث العلمي، دون فصل بيّن بين الأسلوبين المندغمين معا.



لقد فجّر الكاتب اللغة لأنه ينقل حالا متفجّرة، نارا تواصل تعذيب الشبان وهم متروكون وحدهم ، وضياعا وابتعادا عن مرحلة المدّ الثوري الذي شهده وطننا المحتل قبل( ثقافة أوسلو)،

يقول في نهاية رسالته"لا بدّ من بصيرة نيّرة تري الأعمى طريق الحق والحقيقة، ولا بدّ من هزّة تزيل صدأ الأيام العالق على جدران أنفسنا ... فما أجملنا! وما أروعنا! وما أعظمنا عندما نجعل الوطن كلمة السر والبدء والخاتمة!"(ص 40) . إنها الرسالة / الهزّة إذن، ولا بدّ للهزّة من فعل يضمن هدفها، التوعية، والتغيير من حال إلى حال، والصحو أخيرا.



في كتيّبه(الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود) يقدّم النائب الأسير حسام خضر زادا فكريا وتربويا ووطنيا للإنسان الذي قد يقع في قبضة شباك المحتل، ويقارن الكاتب بين مرحلتي العمل الوطني ما قبل أوسلو وما بعدها، وهو يحمّل(ثقافة أوسلو) وزر الجهل بأساليب نزع الاعتراف في غرف المتساقطين(العصافير) حيث غابت قيم الصمود والإيثار، وتصدّرت قيم الارتجال والتفاخر واستهانة الإقدام على فعل الاعتراف أمام المحقق الذي يحيك شباكه ليوقع الضحية فيها، إذ يقدّم المعتقل المعلومات المطلوبة(وزيادة) جهلا، أو استخفافا وسوء تقدير .



ينحاز الكاتب إلى جانب ثقافة الصمود، ويدعو إلى عدم الاعتراف وتمكين المحتل من رقاب المقاومين، ويدعو إلى التربية والتوعية بالأساليب النفسية التي تستخدم في عملية التحقيق وانتزاع المعلومات ... ليضمن النهاية التي يريدها كل ثائر طالب حرية وطنه، وهو يجعل الوطن كلمة السر والبدء والخاتمة(ص 40).



وينتقد الكاتب الفرقة والتشرذم والارتجال والأنانية والجمود وعدم الإخلاص والتخطيط الواعي المنتمي، كما ينتقد المعارك الجانبية التي أوقعت خسائر أضعاف ما أوقعته المعارك مع المحتل .



لغة الكاتب في هذا الكتيّب أدبية حانية، وإن بدا الغضب وبرزت الحدّة فيها، فقد حافظت على معانيها الثورية ونقلت أجواء الاعتقال، وسياسة التحقيق، وعملت على تصليب الإرادة، كما أثبتت أن بالإمكان التعبير عن القضايا الكبرى باللغة الأدبية، وأن لغة الأدب قادرة على التعبير عن الهمّ السياسي الكفاحي، لا بل إنها الأقدر على الوصول إلى القلوب والعقول في آن معا.



إنها لغة ثورية جديدة حملت سمات الأصالة والصدق وموضوعية التشخيص، واستثارت إعجاب القارى وأقنعته.



وإذا كان الكاتب يبثّ رسالته التوعوية للجيل الناشىء، فإنه ينتقد المنتفعين القانعين بالوظيفة المنتمين لها بعيدا عن معنى الانتماء الحقيقي، الذين أبدلوا انتماءهم وأولوياتهم .



لقد قدّم الكاتب عملا أدبيا حمل بعض سمات القصة الفنية، والمقالة والخاطرة والمحاضرة والحوار الفكري الثقافي، إنه نصّ مفتوح على الحياة وعلى المستقبل .



حسام خضر في هذه الرسالة يقدّم مادة للنقاش في حلقات التوعية والدرس الكفاحي، ويدعو إلى بناء روح جديدة تقف على أرض صلبة ذات امتداد تاريخي لزمن أصيل نقي قبل أن يتلوّث بثقافة أوسلو الانتهازية وإنسانها الجديد .



يبرز النائب الكاتب حسام خضر هنا كاتبا ذا لغة تعبيرية راقية، ومضمون غزير صادق، وذا فكر واضح المعالم والانتماء، ويتجلّى في رسالته هذه مفكّرا ذا تشخيص دقيق ووعي واضح .



إنه يدعو إلى توعية النشء بثقافة الصمود واثبات والمقاومة، وينتقد ثقافة الاستسلام والاستزلام ،ويعلي من شأن الذات المقاومة، ذاتا فردية وذاتا جمعية.



يفصل بين يومنا ويوم صدور هذه الرسالة- الكتيّب- خمس سنوات عجاف، جرى فيهن ماء كثير في النهر، وسقط العديد من الشهداء والبيوت والجرحى، وازداد عدد المعتقلين و........ ظل جرس حسام خضر غير مسموع وهو يقرع، لأن الآذان المعنية لا تسمع سوى صدى أنفسها وامتيازاتها الذاتية .



هذا الكتيّب يستحق القراءة والنقاش والمداولة والتعميم والاستفادة، وهذا الكاتب يستحق الاحترام والتحية والإعجاب، وهو الذي يقول مبرقا – مرعدا : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت خطيئة.



--- حسام خضر ( سجن هداريم ) ، الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود ، إصدار اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب ، منشورات الحرية ، شباط 2005 م.

- ورقة مقدّمة لندوة الخميس الثقافية / اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني– 4/ 3 / 2010 م .



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يريده جميل السلحوت في سداسية(كلب البراري) للأطفال؟
- ناطور الوطن ينتظر عودة أصحابه
- اكليل محمد شتيه لمن يقدمه؟
- مع تميم البرغوثي في ديوانه-في القدس-
- خذوا خنازيركم وارحلوا
- يحيى يخلف في -ماء السماء- الحياة والأمان في الوطن فقط


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي