إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 17:11
المحور:
الادب والفن
بعد دهرٍ...
بتُّ لا أسمعُ صوتَ مزمارِكَ ...
وأنا التي أبَحَثُ عنكَ
بين الأرصفةِ
فكُلُّ شَيءٍ لَهُ نهايةٌ
إلا أنتْ ....
الأزهارُ التي أعتدتَ أن تهديَها إليَّ
ذبُلتْ بين إسفلتِ الخطواتْ
ورائحةُ الفراقِ خنقتْ أيّاميَ بِنُدَبٍ حَاَلِكَةٍ
لا َتَمْضِ...
فالدروبُ مُتْخَمَةٌ مِنَ الْهَجْرِ
لا َتَمْضِ...
فمرايا الذكرياتِ معتمةٌ
ولا أثَرَ لملامحي عند الْتَحْدِيقِ فيها
لا َتَمْضِ...
وَخُذْ من روحِيَ
وَأنثرهُ فِي مَمَرّاَتِكَ المظلمةْ
أَيُّهَا الواقفُ فِي حُضنِ الأحلامْ
بِكَ أُوقِنُ أَنَّ الاِنتِظارَ
يَتَرَنَّحُ في كأسٍ مُترَعَةٍ
بقَطَرَاتِ حزنٍ رماديّةْ
دَرابزينُ الوصالِ غارقٌ
في الوهمِ
عالقٌ
في فقاعاتِ الخيبةْ
صدئٌ بكلسِ الفراقْ
والأصابعُ تهذِي بِبَقَايا لميسِ اللقاءْ
أعتَكِفُ كلَّ مساءْ
اِنتَظَرَ هُتاف نبضِكَ
كَمتَسَوِّلةٍ بعكازِ الحنينِ أمام قافِلَةٍ
ينثُرُ أميرُها
زهورَ الياسمينِ
لتَتَبَرعَمَ غافيةً تّحتَ نوافذِ أميرةٍ
تَهَبُهُ النّظرَ بالمثاقيلِ
حَتَّى أَسفَرَ قلبي برمالِ الخيبةِ
وَتَوضَّأَ بدماءِ النَّحيبْ
كَانت الأَيَّامُ معكَ لُعبةً صغيرةً
مصنوعةً من فتاتِ قطنٍ مَغموسٍ
في حضنِ طفلٍ شرسٍ يمُزّقُ ضفائرَها
كُلَّما هّجرتْهُ أميرتُهُ
وعِندَ زِحامِ الأرقْ
أُسلِّيَ الأحداقَ بتّفاصيلِ مّلامحِكَ بِبَنَفسَجٍ
ولكن...
هَيهَاتَ للزحامِ أن يَنفكَّ عَن دفءِ الأرقِ فوق وسادةِ الذهولْ
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟